في اليوم التالي لوداعنا، انكسر أحد العروق حول الحجر الأزرق، ومن يومها لم تكف العروق عن التفلّت من ثقَلِ الحجر، ولم أكفّ عن إصلاحها إلا بعدما زهدتُ في التجربة واتخذت مكاني منها كربّة أوليمبية تجيد التنظير وتفشل في رسم الخطط.
من المؤكد أن شريف قد كبُر وأصبح شاباً، وربما هو الآن مجنّد أمن يقضي ساعات خدمته في قمع المتظاهرين؛ أو حارس عقار يحترف "تقليب الرزق"؛ أو أحد القابعين في سجون مصر، المنهمكين في عدِّ أخطاء الماضي لتلافي فشل الثورة القادمة.
رفضت "محكمة جنح مستأنف الإسكندرية" الطلب الذي قدّمه محامي عمر حاذق لوقف تنفيذ الحكم الصادر بالسجن لمدة عامين بحق الشاعر الشاب بتهمة خرق قانون التظاهر. تلكؤ الشرطة في إحضار حاذق من سجنه إلى المحكمة اعتبره "القاضي" تغيّباً من المتهم.
كنتُ أحملك بحرص، أحممك بتوترٍ مرضيِّ، وأقدم لك الحليب بأيدٍ مرتعشة، وأبالغ في غسل زجاجات الحليب والأطباق... أنت تضن عليَّ بما يجود به حيوانٌ أليف على صاحبه، وأنا أحلم أن ألقِّنك كلمة حبٍّ واحدة أضمدني بها من كراهية هذا العالم.
أتوخّى وجهك هنا خالصاً دون أية شائبة. هل عليَّ استعارة مشرطٍ لأشرِّح ما بقيَ من أعمالك كيفما اتفق؟ أم عليَّ أن أنفث كل ما عَلِق بنفسي من سواد العالم في شكوى طويلة أُرهق بها روحك؟ أخترتُ معانقة صورتك في كلامك.