عدي التميمي

فلسطين الجريحة الذبيحة. يصدمك علم دولة الاحتلال مرفرفاً بوقاحة واستفزاز، مستدعياً تاريخاً من القهر والظلم واغتصاب الإرادة. استولت عليّ مشاعر الغضب جرّاء مشاهدة جنود الاحتلال على هذه المسافة القريبة. اعتدت مشاهدتهم على محطات التلفزة.

لم تتعلم العقلية العسكرية الإسرائيلية الدرس بعد، بدليل أن العنقاء الفلسطينية تخرُج دومًا من بين الرماد، وتستأنف القتال بأشكالٍ جديدة، على غرار "عرين الأسود"، التنظيم الذي ظهر أخيرًا، وشكّل مبعث قلق للقيادة الصهيونية.

المطلوب إنهاء الانقسام الفلسطيني كما فعلت مجاميع عرين الأسود ودفعوا بدمائهم ثمن الوحدة الوطنية، والعمل الجادّ على وضع استراتيجية صادقة للتحرّر، يُجمع عليها الشعب والحركات الوطنية والإسلامية، ويجري تطبيقها الجاد، مهما كلف ذلك من ثمن ومن مواقع.

ثقافة الخوف، في ممالك الخوف، هي العدو الأول للشعوب، ومقاومتها لا تقلّ أهمية عن مقاومة أهل فلسطين للاحتلال الصهيوني المجرم، فكلاهما عدوان لهذه الأمة، وخطر يهدّد حياتها، فلا فرق بين نظام يعتقل شعبه واحتلال يسرق الأرض ويلاحق المقاومين.