المصارف العمانية تحيد عن الأزمات

29 أكتوبر 2014
نمو مصرفي في سلطنة عمان (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -
تؤشر نتائج الربع الثالث من العام 2014 إلى انتعاش القطاع المصرفي العماني. فقد حققت المصارف التقليدية أرباحاً مُرضية، كما ‏قلصت المصارف والنوافذ المصرفية الإسلامية من خسائرها مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي‎.‎‏
وقد جاء هذا النمو نتيجة قدرة ‏المصرف المركزي العماني في التعامل مع التقلبات العالمية، وفق خبراء الاقتصاد. وفرضه القواعد الصارمة في المعاملات ‏المصرفي، وإلزام المصارف العاملة بالسلطنة بالإفصاح والشفافية. كما وضع المصرف المركزي سقفاً للانكشافات الخارجية.‏
كما رصد البنك المركزي تحولات السوق واتخذ التدابير التي تضمن استقرار القطاع وتوزيع خدماته على مختلف القطاعات التجارية ‏والإستثمارية. هذا التطور، ساهم في زيادة عدد العملاء لدى المصارف، بحيث تشير الإحصاءات المصرفية إلى أن ودائع الأفراد في المصارف العاملة في السلطنة تشكل ما نسبته 49.1% من إجمالي الودائع المصرفية، تلتها ودائع الشركات غير المالية بنسبة 28.9% ثم ودائع الشركات المالية بنسبة 20.4%.
ويعمل في السلطنة 20 مصرفاً، منها 7 مصارف وطنية و9 فروع لمصارف أجنبية، بالإضافة إلى مصرفين ‏متخصصين بالإضافة إلى مصرفين إسلاميين‎.‎‏ وبحسب بيانات المصرف المركزي العماني للربع الثالث من العام 2014 فإن عدد ‏الفروع العاملة لهذه المصارف يبلغ أكثر من 500 فرع منتشر في جميع ولايات ومحافظات عمان‎.‎
وفي هذا الاطار، يشير الخبير المصرفي حيدر اللواتي الى أن "القطاع المصرفي في سلطنة عمان، يتمتع بقدرات هائلة مقارنة مع ‏دول الخليج. حيث نجح القطاع في جذب استثمارات خلال الأعوام الماضية بفضل الشفافية المتبعة في إدارة الأصول المصرفية". ‏ويضيف اللواتي لـ "العربي الجديد": "ساهمت توجيهات الحكومة، وتدخل المصرف المركزي في تحسين القطاع المصرفي في ‏السلطنة، حيث منحت السلطنة تراخيصاً للعديد من المصارف العالمية، لتوسيع النشاطات المصرفية في عمان، كما أنها نجحت في ‏جذب كوادر مصرفية عالمية للعمل داخل السلطنة، ما اكسبها خبرات مصرفية مميزة".‏
ويتابع: "لعب القطاع المصرفي في السلطنة دوراً بارزاً من خلال دعمه لمسيرة التنمية في البلاد. حيث حافظ على التوازن المالي ‏والاستقرار الاقتصادي، وذلك عن طريق الخطط التي وضعها والتي استفادت منها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. الأمر الذي ‏انعكس إيجاباً على تطور أرباح المصارف‎"‎‏.‏
ووفق بيانات المصرف المركزي العماني، تضم قائمة المصارف المحلية كل من مصارف: مسقط؛ وأتش أس بي سي، والوطني ‏العماني، وظفار، وعمان العربي، و صحار، والأهلي. ‏أما المصارف الأجنبية والعربية التي تمتلك فروعاً لها في السلطنة فهي: بنك أبوظبي الوطني وحبيب بنك المحدود وبنك قطر الوطني وستاندرد ‏تشارترد بنك وبنك برودا وبنك بيروت وبنك ملي إيران وبنك صادرات إيران وسيتي بنك أوف أنديا. ‏
ويأتي مصرفا التنمية العماني والإسكان ضمن قائمة المصارف المتخصصة. أما مصرفا نزوى والعز فيندرجان ضمن المصارف ‏الإسلامية. بالإضافة إلى توافر نوافذ المعاملات الإسلامية في عدد من المصارف التقليدية...‏
وقد حقق القطاع المصرفي العماني أرباحاً هامة. وبحسب النتائج المالية لمصرف مسقط حتى سبتمبر/أيلول 2014، حقق الأخير ربحاً ‏صافياً قدره 126.73 مليون ريال عماني. أي ما يوازي 326 مليون دولار، مقارنة بـ 102.51 مليون ريال عماني للفترة ذاتها من العام ‏‏2013‏‎.‎
وحقق مصرف ظفار تراجعاً في صافي الربح من 50.369 مليون ريال في نهاية الربع الثالث من العام الماضي إلى 30.315 مليون ‏ريال. وهو ما يتم تبريره بأن أرباح 2013 تشمل مبلغ مسترجع من قضية قانونية قدره 26.1 مليون ريال عماني. ‏وارتفعت أرباح المصرف الوطني العماني حتى اواخر سبتمبر/ أيلول من العام الحالي 37.1 مليون ريال.
وأوضحت نتائج مالية أولية لمصرف صحار عن الفترة المنتهية في 30 سبتمبر/ أيلول 2014 ارتفاعاً بنسبة 31.14 % في صافي ‏الأرباح...
وفي هذا الاطار، يوضح الخبير المصرفي الدكتور جميل الجارودي أن الأرباح التي حققتها المصارف في السلطنة خلال هذا العام، ‏وخروج مصارف اخرى من دائرة الخسائر، يعود الى الثبات الذي يعيشه الاقتصاد العماني بشكل عام.‏
‏ويوضح الجارودي لـ "العربي الجديد": "تشكل المصارف جزء من الاقتصاد، ونجحت عمان خلال السنوات الماضية من ابعاد شبح ‏الأزمات عن اقتصادها، وبالتالي استطاعت تجنيب القطاع المصرفي ارتدادات الازمات العالمية". ويضيف أن "المصارف في السطنة ‏تعمل وفق نمط ثابت، ما انعكس ايجاباً على حركة العمل".‏
ووفق الجارودي، فإن التوقعات تشير الى تحسن بيئة العمل للقطاع المصرفي خلال السنوات المقبلة، بسبب الثبات في الاقتصاد ‏الكلي. وفي معرض رده عن اسباب الخسائر في السنوات الماضية بالرغم من ثبات الاقتصاد، يقول الجارودي: "لايزال القطاع ‏المصرفي العماني في بدء التكوين، وما حققه هذا العام، يرسم أفاقاً واعدة للسنوات المقبلة، اما بالنسبة الى الخسائر فهذا شيء طبيعي ‏لدى أي مصرف يتعامل بالأدوات المالية للمرة الاولى‎"‎‏.‏
وبحسب بيان صادر عن المصرف المركزي العماني في منتصف يوليو/ تموز 2014، فإن كافة الإجماليات الرئيسية للمصارف ‏التجارية شهدت نمواً إيجابياً. فقد ارتفع إجمالي أصول المصارف التجارية بنسبة 11.1%.‎ في حين شهد إجمالي الودائع لدى المصارف التجارية زيادة كبيرة أيضاً بنسبة 14.6% ليصل إلى 17.1 مليار ريال عُماني.
المساهمون