مرض باركنسون.. تعرفوا إلى علاماته وسبل علاجه

28 يونيو 2024
امرأة آسيوية مسنة، في 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مرض باركنسون، الشلل الرعاش، يتصف بأعراض حركية كالرعشة والتصلب، وأعراض غير حركية مثل اضطرابات النوم والاكتئاب، مؤثرًا على جودة حياة المرضى.
- الأدوية تسيطر على الأعراض والنشاط البدني قد يقلل خطر الإصابة، بينما التعرض لمواد كيميائية قد يزيد منه. الدكتورة خليل تشير إلى أهمية التمارين والوقاية.
- توصي الدكتورة خليل بالتعايش مع المرض واستغلال العلاجات المتاحة، مؤكدةً على أهمية الدعم النفسي والوعي. قطر تعمل على دعم المصابين من خلال مشروع Engage Qatar PD وتستضيف مخيمًا تعليميًا للمنظمة العالمية لمرض باركنسون.

يعدّ مرض باركنسون أو الشلل الرعاش ثاني أكثر الاضطرابات العصبية التنكسية المرتبطة بالشيخوخة شيوعًا بعد مرض الخرَف، ولا يوجد حتى الآن علاج له بشكل تام غير الأدوية التي قد تحسّن أوضاع المرضى بشكل كبير.

في ما يلي نتعرف على مرض باركنسون وأعراضه، وسبل الوقاية والعلاج، وتأثير الإصابة به على حياة المرضى، من خلال إضاءات الدكتورة حنان خليل، الأستاذة المشاركة في قسم علوم التأهيل ضمن كلية العلوم الصحية في جامعة قطر.

أعراض مرض باركنسون

تقول حنان خليل في مقابلة مع موقع "صحتك": توجد أربعة أعراض  لمرض باركنسون تسمى الأعراض الحركية الرئيسية، أي أن يعاني المريض من رعشة خلال وضعية الراحة، التيبُّس أو التصلُّب (Rigidity)، بطء الحركة، مثل بطء المشي، مشكلات في التوازن، إذ يأتي الكثير من المرضى إلى الطبيب بسبب وقوعهم من دون سبب واضح. وتشير أيضا إلى أعراض أخرى غير حركية قد تظهر على نحو طفيف، لدرجة أن المريض قد لا يدركها في المراحل الأولى، مثل: اضطرابات النوم، أن يصحو الشخص ليلاً ويتصرف كما لو أنه لا يزال يحلم (تمثيل الأحلام)، واتباع سلوكيات النوم في مرحلة حركة العين السريعة، اضطرابات الجهاز الهضمي ويغلب عليها أن يشكو الشخص من إمساك مزمن)، فقدان حاسة الشم، قد يعاني المريض من حالات الاكتئاب والقلق، قد تقل قدرة المريض على أداء مهمّتين أو أكثر في وقت واحد، مع مراعاة أنه كان بالأصل قادراً على ذلك، مثل قيادة السيارة والخوض في حديث ما في نفس الوقت.

وتوضح حنان خليل لموقع "صحتك" أن الدراسات والتجارب العلمية لا تزال قائمة حول تصميم برامج وقائية فعالة للحماية من الإصابة بهذا المرض. وأضافت: "حتى اليوم، لا توجد إجابة ثابتة وأكيدة، الأمر الوحيد الذي يمكنني ذكره الآن يتعلق بالنشاط الحركي للإنسان، فكلما كان الشخص يمارس نشاطات حركية وتمارين رياضية خلال مرحلة الشباب ومنتصف العمر، يقل احتمال تعرضه للإصابة بمرض باركنسون".

وتتابع: "هنا لا أتحدث عن نشاط غير منتظم، بل أعني التمارين الرياضية المنتظمة التي تصبح جزءاً من نمط حياة الإنسان، مثلاً ممارسة الرياضة مدة 30 دقيقة ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل، إذ إن دوام الشخص على ممارسة التمارين الرياضية قد يقلل احتمالية الإصابة بمرض باركنسون إلى نسبة 40%، وهذه نسبة لا يُستهان بها. في المقابل، ثمة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة، مثل التعرض لبعض أنواع الكيماويات، مثل المبيدات الحشرية التي يَستخدمها المزارعون.

لا علاج للمرض

تؤكد المتحدثة أنه حتى اليوم، لا توجد فرص للشفاء التام من هذا المرض، بل على المريض أن يعرف أن عليه التعايش معه، لكنه مرض غير قاتل، أي أنه ليس المسبب الوحيد للوفاة، فالتعايش معه مثل مرض السكري من النوع الأول، أي تناول الأدوية مدى الحياة.

كذلك، فإن المصابين بمرض باركنسون سيتناولون الأدوية التي تسيطر على أعراض هذا المرض، والتي أثبتت نجاعتها، خصوصاً خلال أول خمس إلى سبع سنوات من التشخيص بالإصابة.

وتشير المتحدثة إلى أن المرض غالباً ما يظهر بعد سن الخمسين، لذلك، فإن أكبر عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية الإصابة هو التقدم في السن والشيخوخة.

وتوضح "في قطر، نعمل الآن على التجهيز لمشروع Engage Qatar PD لمساعدة المصابين، من خلال برنامج تدريبي، إذ يتم تعيين مدرّب متخصص بالعلاج الطبيعي يدرّب المصابين على التمارين الرياضية التي يمكن لهم ممارستها ويتابع معهم، يعمل معهم على ما يمكن أن نسميه "تكوين العادة"، بحيث يصبح النشاط الرياضي جزءاً من نمط الحياة اليومية. وهذا يتطلب أيضاً دعماً نفسياً يقوم به متخصصون أيضاً يتابعون حالات المرضى. بالإضافة إلى ذلك، سنقوم باستضافة المخيم التعليمي الخاص بالمنظمة العالمية لمرض باركنسون واضطرابات الحركة قبل نهاية عام 2024".

نصائح وتوجيهات

تشدد الطبيبة على أنه يجب فهم فكرة أنه يمكن التعايش مع مرض باركنسون وأن العلاج المقدّم فعّال جداً، خصوصاً في المراحل الأولى منه، وتلفت إلى أهمية الوعي والبحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة، وضرورة ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية، فضلا عن أهمية الدعم النفسي لكل من المريض ومن يقوم برعايته.

وتشير إلى نتائج الدراسات الحديثة، فبعد دراسة تطور حالات المصابين بمرض باركنسون على مدار عامين، لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين واظبوا على التمارين الرياضية والأنشطة الحركية فوراً بعد التشخيص تمكّنوا من الحفاظ على صحة جسدية أعلى مقارنة بأولئك الذين مارسوا حياتهم من دون أنشطة حركية، ما أدى إلى تسارع ازدياد حالتهم سوءاً.

المساهمون