"عندك فكرة وبدّك فرصة" منصّة نحو عالم الأعمال

03 اغسطس 2015
الاستثمار في المشاريع الشبابية (وكالة الأناضول)
+ الخط -
تتزايد في لبنان والدول العربية، التي تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية، الجمعيات التي تهدف إلى دمج الشباب بالمنظومة الاقتصادية لبلادهم، وذلك عبر مشاريع تعتقد أنها تساعد على تطوير قدراتهم في مختلف المستويات.

قامت شركة Swell Group وY2AD بالدعوة إلى المشاركة في النسخة الثالثة من برنامج The Win-Win day بهدف مساعدة الشباب في تحويل أحلامهم إلى مشاريع واقعية، وذلك تحت شعار "عندك فكرة وبدك فرصة"؟ حيث دعت Swell و Y2AD كل شاب وشابة، لديهم أفكار ومشاريع خلاقة، إلى زيارة موقع المشروع، وصفحته على فايسبوك، والقيام بالعملية المطلوبة للتسجيل، التي تتيح أدوات تساعد المتقدمين في تنظيم أفكارهم وترتيبها بشكل علمي.

وسيجرى اختيار عدد من المشاريع المؤهلة للدعم والنقاش أمام المستثمرين والخبراء الاقتصاديين، في مركز الدعم والأعمال الخاص بشركة Swell Group في العاشر من سبتمبر/ أيلول المقبل. ويحصل المشروع الرابح على كل أشكال الدعم، المادي والتقني، كما سيحصل أصحاب المشاريع الأخرى، على دعم وتدريب تقني ضمن ورش عمل متخصصة.

مبادرات جديدة
بحسب المنسقة الإعلامية للمشروع زكية قرنفل، فإن أولى أهداف هذا المشروع تكمن في إعطاء دفة القيادة في عالم الأعمال والاقتصاد للجيل الجديد، وتشجيع الشباب على اتخاذ المبادرة والتحلي بالجرأة لاقتحام هذا العالم، خصوصاً أن أفكار الشباب تحمل نبضاً حياً وقريباً إلى هموم الناس. وتقول قرنفل لـ"العربي الجديد": "من الضروري اليوم اختصار الطريق نحو التقدم العلمي والاقتصادي، عبر دمج خبرات السنين الطويلة والأموال بالأفكار المبتكرة، ذات الروحية الحديثة"، مشيرة إلى أن الجهات المستثمرة من رجال أعمال وشركات، بحاجة للإنصات أكثر لأفكار الشباب والتجاوب مع حاجاتهم ورؤيتهم للمستقبل. فهذا النوع من المشاريع والبرامج يساهم في عملية تغيير ذهنية الشباب وينبههم إلى ضرورة الانتقال من مرحلة الحلم والأفكار النظرية إلى مرحلة تجسيد الأحلام ورسم الاستراتيجيات والخطط، أي أنه يساهم في خلق جيل عملاني ـ براغماتي، وهو أمر في غاية الضرورة للمجتمعات العربية".

وبحسب قرنفل، فإن القيمين على المشروع يحاولون تقديم كل ما بوسعهم لإرشاد الشباب في مشاريعهم، عن طريق الكادر التدريبي، والتوجيهات التي تتم من قبل متخصصين ورجال أعمال لهم باع طويل في عالم الاقتصاد في العالم العربي، والتي يحصل عليها المتسابقون عبر ورشات العمل المجانية من قبل منظمي المشروع، حيث تساعد هؤلاء الشباب على انتقاء التدريبات المناسبة لبناء مفاهيم اقتصادية وتجارية تفيدهم في مسيرتهم وتطوير مشاريعهم، بدلاً من إضاعة الوقت في الاطلاع على تجارب أجنبية حدثت في ظروف مختلفة.

أما في ما يتعلق بالعقبات والثغرات التي تطال المشروع، فتقول قرنفل: "إن ضعف الدعم الإعلامي للمشروع، يعد من أبرز الثغرات التي تطال المشروع، لذا من واجبنا تسليط الضوء على كل ما هو إيجابي لناحية تنمية المجتمع". بالإضافة إلى ذلك، تشير قرنفل أيضاً إلى وجود عقبة أخرى تتعلق بضعف المشاركة النسائية وهو انعكاس طبيعي لبنية المجتمع الذكوري الذي نعيش فيه، والذي يضع إطاراً لدور المرأة بعيداً عن عالم الأعمال والاقتصاد.

الانتقال التطبيقي
بحسب القيمين على المشروع، فقد تجلت فكرة المشروع من خلال إيمانهم بقدرة الشباب العربي، في مختلف المجالات والظروف، ومثابرته لإنتاج أفكار ومشاريع خلاقة ومتميّزة، إلا أن العائق المادي وقلّة الفرص، كانت حائلاً في معظم الأحيان بين هؤلاء الشباب ومشاريعهم الإبداعية، هذا إضافة إلى ضعف التدريب والتأهيل في مجال ريادة الأعمال في العالم العربي. يقول جاد الشامي، أحد المتقدمين لمشروع تكنولوجي حديث لم يشأ الإفصاح عنه: "إن في بلادنا الكثير من الإبداع والقليل من الإمكانات، وهذا البرنامج قدم لشريحة واسعة من الشباب كي يعبّروا عن أفكارهم من خلال الانتقال من النظري نحو التطبيقي".

ويضيف الشامي: "لا نملك إمكانية منافسة الغرب من خلال هكذا مبادرات، لكننا نحاول قدر المستطاع تقديم الأفكار، لترجمتها على أرض الواقع من خلال الإمكانيات المتاحة".

من جهته، يشير الخبير الاقتصادي جاد شعبان إلى أن هذه البرامج والمشاريع في المطلق مفيدة وتدعم الشباب في بعض الأماكن وتطور إمكاناتهم وقد تساعدهم علی النهوض من الركود الذي يعيشون به، لكنها لا تحل مشكلة البطالة والهجرة، كما لا تساعدهم على التطور في كافة المجالات العلمية والمعرفية التي تقدم الإدراك والثقافة، لا سيما تلك المتعلقة بالحداثة والتكنولوجيا. ويحمّل شعبان النظام الحاكم في لبنان المسؤولية لأنه لم يؤمّن هذه الفرص، بل اعتمد علی استيراد كل شيء من الخارج. ولم يقدم أي جديد في سوق العمل تحديداً في السنوات العشر الماضية، معتبراً أن هذه المشاريع تشبه الدواء المسكّن لمرض عضال لكنها لا تعالجه، فمعالجته تكمن في يد أصحاب القرار من المعنيين والسلطات الحاكمة.
المساهمون