علم ابنك احترام الآخر

09 يونيو 2016
شجعهم دائما على القراءة عن الشعوب والحضارات الأخرى(Getty)
+ الخط -
إذا كنت تريد من ابنك أن يحترم الآخر ويتقبله، فيجب عليك أنت أولا أن تكون قدوة، فيما يخص التعامل الإيجابي والمثمر مع الآخر، فلا يفيد الحديث عن أهمية تقبل الآخر بينما يسب الأهل أبناء طائفة أو ملة أخرى.

كما أنه من الأهمية أن يكون الحديث مسليا ومشوقاً ومصحوباً بقدر كبير من الإخلاص والصدق في "الاعتقاد" بمثل هذه المعاني الإنسانية، فكم من الأمور التربوية كان لها آثارها الناجعة بسبب إخلاص الأهل وصدقهم بالرغم من ضعف مستواهم التعليمي أو الثقافي.

خطوة التعرف على الآخر
- قم بشراء خريطة العالم أو "الكرة الأرضية" وضعها في حجرة الأبناء، واشرح لهم لقد فعلت ذلك لتتعرف معهم على البلدان والأقاليم التي تكون عالمنا الفسيح ( ابدأ بالعام ولا تبدأ بالشعوب والأديان).

- اختر من على الخريطة إقليما أو قارة واحكِ لأولادك عن تلك القارة في حدود معلوماتك المؤكدة.

- لا مانع من أن تعترف أمامهم أن علمك بالقارة وما تحويه من دول وشعوب وحضارات قاصر، وبالتالي أنت تريد أن تعرف أكثر.

- قم بالتعرف معهم على شعوب القارة وحضاراتها من ناحية الملبس والمأكل – التاريخ والتأثيرات الجغرافية من خلال بعض مواقع الإنترنت ولتكن الأفضلية للمواقع العلمية، ومن خلال القصص التي تم إنتاجها في هذه الدول.

- اترك للأبناء فرصة كاملة للتعبير عن أنفسهم – عن آرائهم وتخيلاتهم، وليغلب أسلوب الأسئلة على ما يتم التعرف عليه غالباً حتي يتسنى لك الاستفادة من هذه الأوقات لتنمية التفكير النقدي ومهارة التعبير الحر.

- اترك لهم مجالاً للتعرف أكثرمن خلال مطالبتهم بالبحث أكثر وعرض ما يتوصلون إليه أمام الأسرة.



خطوات تقبل الآخر
- لا يتسنى لنا أن نفكر في تناول خطوات هذه المرحلة إلا بعد أن نكون قد انتهينا من بناء قاعدة مفادها "العالم واسع وبه جنسيات وحضارات وأناس آخرون يشاركوننا هذا الكوكب الفسيح، لهم حضارتهم تقاليدهم وأديانهم".

- هنا يمكن البدء في الكلام عن كيفية مساهمة هؤلاء الأقوام في الحضارة الإنسانية، حتى لو كانوا "أقواما يعيشون في مجاهل أفريقا أو على ضفاف الأمازيغ"، فإن لهم حضارتهم وثقافتهم التي تلون عالمنا بالمزيج الممتع الذي نراه اليوم، ولولا وجودهم لصبغ العالم بصبغة واحدة وتكلموا لغة واحدة وكان لهم نفس العادات والتقاليد؛ وهذا لا يساهم في التنوع الحضاري أو قيام نهضة تغالب وتتنافس مع جارتها.

- قم بالحديث عن المآلات السلبية للحروب والكراهية وأسألهم كيف كان الوضع سيكون لو تقبل الصرب مسلمي البوسنة، وتقبل الأتراك الأرمن، وتقبل مهاجرو أوروبا الهنود الحمر حينما هاجروا واستوطنوا أميركا الشمالية؟ افتح باب التخيل وأطلق لنفسك العنان معهم في تخيل العالم بدون هذه الفترات الدامية من الحضارة الإنسانية.

- أبدأ في فتح النقاش حول الانفتاح على الآخر من خلال بعض المواقف الحياتية الواقعية.

- رافقهم أثناء تعرفهم على المنتديات متعددة الجنسيات، لا تشجعهم على الدخول في أي منتدى وأي حوار دون التأكد من أن الحوارات قائمة على احترام الآخر وتقبل اختلافه.

- تابع معهم بعض الحوارات وقم بالإشادة عندما تجد حوارا مثمراً مقنعا لم يتم فيه المساس بالآخر أو السب أو المهاترة، ولكن تم النقاش بقدر عال من الاحترام والسمو.

- شجع تعرفهم على أقران من جنسيات مختلفة وتابع تعاملهم معهم، وقم بالإشادة عندما يظهر منهم الاحترام وتقبل الاختلافات.

- شجعهم دائما على القراءة عن الشعوب والحضارات الأخرى وناقشهم فيما يقرأون، ولا تسفه من تلك الاختيارات مهما كانت مستغربة بالنسبة لك.




المساهمون