استعدادات مشجعة على عتبة الموسم السياحي الأردني

28 مارس 2016
مناطق سياحية متنوعة في الأردن (Getty)
+ الخط -
من البتراء "المدينة الوردية" إلى العقبة مروراً بالبحر الميت، لم يعد المنتج السياحي الأردني يفتقر كما كان في السابق إلى خريطة تضعه في متناول العالم. فقد أصبح من المألوف أن تشاهد في لندن أو عواصم غربية أخرى، لوحات رقمية أو شاشات كبيرة، أو حافلات نقل عامة، تحمل صورا وملصقات تروج لأشهر المدن والمواقع التاريخية والسياحية في المملكة. يتكرر هذا المشهد في أسواق مماثلة أيضاً كالصينية والكورية والماليزية واليابانية، لكن الملصق الأبرز ذلك الذي ظهر على محرك بحث موقع "غوغل" حين تبنت صفحته الرئيسة، وبلغات مختلفة، عبارة "اكتشف مع الملكة رانيا مدينة البتراء الوردية" ليتيح أمام جميع مستخدميه فرصة الدخول إلى خدمة التجوال الافتراضي، واستكشاف 30 معلماً تاريخياً وسياحياً، منها جرش وينابيع ماعين والحفرة والمغطس، وجبال عجلون، عبر خرائط تسمح للمستخدمين بمشاهدة المعالم الطبيعية والمواقع الهامة ثقافياً وتاريخياً.

إجراءات عديدة

الحملة الترويجية والتسويقية للأماكن السياحية والتاريخية في المملكة، التي بدأ تنفيذها على المستوى العالمي، تأتي في صدارة إجراءات، تعمل عليها وزارة السياحة والآثار الأردنية، وفق خطة وصفت بالطارئة، بهدف استقطاب قادمين جدد في موسم هذا العام. وذلك، بعدما تراجع عدد سياح وزوار المملكة بنسبة %9.7 خلال العام الفائت نتيجة الظروف السياسية والأمنية التي تتعرض لها المنطقة، وتراجع الدخل السياحي إلى 4.07 مليارات دولار في عام 2015 مقابل 4.3 مليارات دولار في العام الذي سبقه.

ومن المتوقع وفق خبير التسويق السياحي حسين الزبن، أن تسهم هذه الخطة، بشكل إيجابي في الموسم السياحي للعام الحالي 2016. إذ جاءت متوافقة مع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لدعم وتنشيط القطاع قبل عدة أشهر، مثل تخفيض أسعار الكهرباء على الفنادق وإلغاء تأشيرة دخول السياح القادمين عبر المكاتب السياحية الأردنية من مختلف الجنسيات، وتخفيض رسوم تأشيرة القادمين عبر المعابر البرية، وإلغاء الضريبة الخاصة على تذاكر الطيران المنتظم إلى كل من العقبة وعمان للسائح الذي يقوم بشراء التذكرة الموحدة للمواقع السياحية ولا تقل إقامته عن ثلاث ليال متتالية.
ويقول لـ "العربي الجديد": "في الواقع ليس من السهل تجاوز الصورة السلبية التي شكلتها الأسواق الأجنبية عن الأوضاع الأمنية العربية بسبب الظروف الإقليمية التي تمر بها المنطقة، فقد ألحقت أضراراً بالغة بسياحتنا، رغم ما يميز المملكة من أمن وأمان واستقرار، حتى مع اشتداد الأزمات التي تشهدها دول الجوار"، مشيراً إلى أن القطاع السياحي يحتاج إلى الدعم الحكومي، لأن أي دعم قوي من شأنه أن يعظم الدخل السياحي، خاصة وأن قطاع السياحة من القطاعات الاقتصادية الفاعلة على صعيد توفير العملات الصعبة في بلد مازال يعاني من أزمة مديونية ضخمة.
إلى جانب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتحويلات المغتربين المالية، تشكل صناعة السياحة إحدى أهم دعائم الاقتصاد الوطني، ومصدراً رئيساً لتدفق العملات الصعبة. حيث يسهم قطاع السياحة بنسبة 13% من الناتج المحلي الإجمالي، فيما تأمل رؤية الأردن المستقبلية لعام 2025 أن ترتفع النسبة إلى 18% بحلول العام ذاته.

منظومة متكاملة

ويربط الخبير الاقتصادي سعيد الروسان نجاح هذه الصناعة، بتوفر خطط عمل تقوم على منظومة متكاملة من الأنشطة الاقتصادية، تستهدف السائح على وجه الخصوص، ويقول لـ"العربي الجديد": "من الطبيعي أن يشمل إنفاق الحكومة على الخدمات السياحية، أنشطة أخرى موازية، لا تقل أهمية عنها كقطاعات النقل، والصناعات التقليدية، والغذائية، والبنية التحتية للمتاحف والمواقع الأثرية والتاريخية والسياحية"، مطالباً بضرورة الاهتمام بمتطلبات الزائر واحتياجاته، التي توفرها معظم الدول السياحية، بطريقة مثلى وسياسات نشطة وعملية.
وتتوقع سلطة منطقة العقبة، أن تستقبل هذا العام حسب مصادرها نحو 30 ألف سائح من جنسيات مختلفة معظمها بريطانية وألمانية عبر بواخر سياحية. فمؤخراً حصل الأردن على المرتبة الثانية كأفضل وجهة سياحية للسياح الألمان وفق مؤشرات عام 2015 الإحصائية لمجموعة "غو آسيا غو أرابيا".
وعلاوة على منطقة العقبة، فإن التركيز في عملية الترويج السياحي، واستقطاب السياح يجري حالياً وفق مصدر في وزارة السياحة، على مدينة البتراء التي تشهد اليوم تنفيذ مشاريع خدمية تقدر كلفتها بنحو 50 مليون دولار، استعداداً للموسم الحالي.

اقرأ أيضاً:بين عمان وباريس: أسعار الفنادق صدمة سياحية
المساهمون