لبنان الفوضى... أرض خصبة لتجارة السلاح

02 يونيو 2015
انتشار سماسرة السلاح في الأحياء والمناطق اللبنانية (وكالة الأناضول)
+ الخط -
لم تكن تجارة السلاح في لبنان بعيدة يوماً ما عمّا يجري في المنطقة، لطالما شكّل لبنان أرضاً خصبة لتجارة السلاح في الداخل أو مع الخارج. حتى بعد انتهاء الحرب الأهلية وتسليم المليشيات أسلحتها وعتادها الحربي. وخلال فترة الإعمار والسلام لم تتوقف تجارة الأسلحة في لبنان، خاصة إبان الوصاية السورية. ولكن بعد أحداث السابع من أيار 2008، ظهرت مجدداً تجارة السلاح وبعناوين عريضة، تارة تحت مسمى الأمن الذاتي، وتارة بسبب عامل الخوف من أي هجوم استباقي. وبسبب هذين العاملين، ظهر سماسرة السلاح في الأحياء والمناطق، وشهدت الأسعار قفزة نوعية.

يشير خبراء في الأمن العسكري إلى أن الأجواء المتوترة التي عاشها لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري حتى يومنا هذا، حركت سوق الأسلحة بشكل لافت. ويكفي إلقاء نظرة حول الأموال التي تدفع في المعارك المتفرقة في المناطق اللبنانية، للتعرف عن كثب على حجم هذه التجارة. في شمال لبنان، وبحسب الخبراء، فإن تكاليف ليلة واحدة من القصف المتبادل بين "باب التبانة" و"جبل محسن" على سبيل المثال، تصل إلى أكثر من 250 ألف دولار، بسبب استخدام الأسلحة المتطورة، والقنابل والمدافع. ناهيك عن الأحداث التي جرت في السابع من أيار 2008، والتي ظهرت خلالها كميات الأسلحة التي استخدمت خلال أيام المعارك، وصولاً إلى معركة "شاكر البرجاوي" في منطقة الطريق الجديدة، والتي استخدمت خلالها قذائف الهاون، فضلاً عن معارك "عبرا" في صيدا بين جماعة أحمد الأسير والجيش اللبناني، حيث عثر الجيش، بعد الانتهاء من المعارك، على مخازن كبيرة من الأسلحة المتطورة والمناظير الليلية، وغيرها من الأسلحة.

يشير الخبراء العسكريون إلى أن لبنان مكشوف لتجارة الأسلحة، خصوصاً بعد بدء الحرب في سورية، ويعدّ مركزاً لبيع الأسلحة وإقامة الصفقات. يؤكد هؤلاء أن العديد من صفقات السلاح بدأت بعد عام 2006، حيث تم شحن العديد من الأسلحة المتطورة من العراق، إبان الاحتلال الأميركي، وقد تم تخزين هذه الأسلحة، وأعيد بيعها بعد بدء الحرب في سورية.

يلفت الخبراء أيضاً إلى وجود جماعات معروفة في لبنان تنشط في مجال بيع الأسلحة، فهناك كميات كبيرة، منها يتم بيعها داخل لبنان من قبل أطراف أو أحزاب لبنانية، بعد حصولها على أسلحة متطورة.

وبشأن الأسعار، فإن التوترات الأمنية، والحروب المشتعلة على الحدود اللبنانية، رفعت من أسعار الأسلحة بشكل كبير. وهنا يميز الخبراء بين بيع الأسلحة للأحزاب والأفراد، فالأحزاب أو الميليشيات تعمد إلى شراء الأسلحة الثقيلة، فيما يعمد الأفراد إلى اقتناء المسدسات أو الرشاشات. وبحسب تجار السوق، فإن أسعار البنادق الروسية "كلاشينكوف" تتراوح بين 1500 و2000 دولار، وبندقية "ام 16" الأميركية يصل سعرها إلى 3500 دولار، ويبلغ سعر رشاش "بي. كا. سي" الروسي 8000 دولار، أما قاذفات "آر بي جي" و"ب 7" فيتراوح سعرها بين 1500 و2500 دولار. في حين تباع قذائف الـ"ب 7" بسعر 600 دولار، حسب الطلب والعرض.

أما بشأن المسدسات، فتتفاوت الأسعار حسب النوعية، لكنها تبدأ من 400 دولار وتصل إلى أكثر من 5000 دولار، فيما تباع القنابل اليدوية بسعر يتراوح بين 40 و50 دولاراً.
دلالات
المساهمون