3 عوامل وراء فشل منتخب المغرب في تحقيق لقب ثانٍ في كأس أمم أفريقيا

10 يناير 2024
يأمل منتخب المغرب تحقيق لقب كأس أمم أفريقيا (Visionhaus/Getty)
+ الخط -

يصنف منتخب المغرب ضمن أبرز الفرق المرشحة للفوز بلقب كأس أمم أفريقيا، التي تستضيفها ساحل العاج في الفترة الممتدة ما بين 13 يناير/ كانون الثاني الجاري و11 فبراير/ شباط المقبل.

ويدخل منتخب المغرب هذه البطولة بثوب البطل المرشح القوي للفوز بها، نظراً للمستوى الباهر الذي تركه في مونديال قطر 2022، حين بلغ الدور نصف النهائي كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.

ورغم أن منتخب المغرب يشارك في بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم للمرة الـ19، لكنه لم يفز سوى مرة واحدة بلقب المسابقة القارية، حيث كان ذلك في النسخة التي أقيمت في إثيوبيا عام 1976.

وساهمت عدة عوامل في فشل منتخب "أسود الأطلس" باللقب الأفريقي طيلة 48 سنة، ولعل أبرزها نشوب صراعات داخلية والتغييرات المتكررة في تشكيلته الأساسية، إضافة إلى فشل المدربين المتعاقبين، وبخاصة الأجانب، في تقديم الإضافة المطلوبة.

صراعات داخل منتخب المغرب

شهدت غالبية النسخ السابقة لكأس أمم أفريقيا فشلا ذريعا للمنتخب المغربي، رغم امتلاكه كل مقومات النجاح والتألق، لكنه كان يخرج منها خاوي الوفاض، ليبقى إنجاز أديس أبابا قبل 48 سنة الوحيد الموجود حاليا في خزينة الكرة المغربية.

وباستثناء نسخ 1980 و1986 و1988 و2004، والتي نظمت تواليا في نيجيريا ومصر والمغرب وتونس، والتي بلغ فيها منتخب "أسود الأطلس" الدور نصف النهائي، فإن باقي النسخ لم يحقق فيها أي شيء يذكر.

ويرجع سبب ذلك إلى نشوب صراعات وخلافات بين اللاعبين، وأحيانا مع المدربين، كما حدث في نسختي 1998 و2002 في بوركينا فاسو ومالي، حين وقعت تكتلات داخل المنتخب المغربي، كما نشب صراع بين المدير الفني آنذاك الفرنسي الراحل هنري ميشيل واللاعبين أحمد البهجة وعبد السلام وادو.

وتواصلت هذه الصراعات على عهد المدربين محمد فاخر والبلجيكي إريك غريتس والفرنسي هيرفي رينار، والبوسني وحيد حاليلوزيتش، ما فوت على منتخب المغرب الفوز بلقب بطولة كأس أمم أفريقيا طيلة نصف قرن تقريبا.

عدم استقرار تشكيلة منتخب المغرب

غابت روح المجموعة عن المنتخب المغربي خلال نسخ كأس أمم أفريقيا السابقة، باستثناء تلك التي استضافتها تونس قبل 20 عاما، التي بلغت فيها كتيبة المدرب بادو الزاكي المباراة النهائية.

ورغم جودة اللاعبين الفنية والإمكانيات الكبيرة التي كان يرصدها الاتحاد المغربي، من أجل التتويج قاريا، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى ومنتخب "أسود الأطلس" يحقق نتائج في البطولات العالمية والأولمبية، ولا سيما في كأس العالم بالمكسيك 1970.

ويبدو أن سبب ذلك راجع إلى الأجواء المختلفة بالقارة السمراء، سواء تعلق الأمر بارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة العالية، وسوء أرضية الملعب، وضعف التحكيم، إضافة إلى عدم استقرار تشكيلة المنتخب المغربي، بسبب اختلاف في رؤى المدربين، فهناك من يفضل اللاعب المحترف في أوروبا، وبخاصة من فرنسا، بينما كان يحبذ آخرون اللاعب المحلي.

فشل المدربين

اضطر الاتحاد المغربي إلى الاستعانة بأكبر عدد من المدربين الأجانب من أجل إضافة لقب قاري ثان للكرة المغربية، لكن الفشل لازمهم جميعاً، باستثناء البرازيلي المهدي فاريا، الذي قاد منتخب "أسود الأطلس" إلى الدور النصف النهائي في نسختين متتاليتين خلال عامي 1986 في مصر و1988 بالمغرب، فضلا عن إنجازه التاريخي في مونديال المكسيك 1986 بعد التأهل إلى الدور الثاني، وقبلها قاد المدرب الفرنسي الراحل جوست فونطين المنتخب المغرب إلى المركز الثالث في نسخة نيجيريا عام 1980.

كما كان المدرب المغربي بادو الزاكي قريبا من تحقيق حلم المغاربة في نسخة تونس 2004، لكنه لم يكن محظوظا بعدما خسر أمام منتخب "نسور قرطاج" في المباراة النهائية، التي جمعت بينهما بهدفين مقابل هدف وحيد.

واستعان الاتحاد المغربي لكرة القدم بـ5 مدربين عالميين في الـ20 سنة الماضية، أملا في التتويج باللقب القاري، الذي طال انتظاره دون جدوى، ويتعلق الأمر بهنري ميشيل، وروجي لومير، وإريك غريتس، وهيرفي رينار، ووحيد حاليلوزيتش. لذلك، تعقد الجماهير المغربية آمالا كبيرة على المدرب الوطني وليد الركراكي في "كان ساحل العاج"، من أجل إعادة منتخب "أسود الأطلس" إلى التوهج قارياً، بعدما جذب الأنظار إليه في مونديال قطر 2022.

المساهمون