وليد صادي رئيساً للاتحاد الجزائري لكرة القدم

09 سبتمبر 2023
تترقب الجماهير الجزائرية تغييرات اتحاد كرة القدم (Getty)
+ الخط -

أعلنت لجنة الترشيحات عن قائمة المؤهلين للترشح إلى منصب رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، التي شهدت قبول ملف المرشح، وليد صادي، عضو المكتب الفيدرالي السابق من أصل 3 ملفات، وأقصت ملفي الدولي السابق مزيان إيغيل، ورئيس الرابطة الوطنية المحترفة، عبد الكريم مدوار، اللذين لم يستوفيا كل الشروط المنصوص عليها في لوائح الاتحاد الخاصة بالترشح.

وستنتج عن هذا الأمر جمعية عمومية انتخابية بمرشح واحد يتولى إدارة شؤون الكرة الجزائرية إلى غاية انتهاء المدة مع بداية عام 2025، في ظروف صعبة تمر بها الكرة الجزائرية، لن يقدر على مواجهتها المرشح الوحيد لوحده عشية انطلاق الدوريات، وبداية تصفيات كأس العالم 2026 ونهائيات كأس أمم أفريقيا 2024.

واعترفت اللجنة بأنّ التفويض الذي حصل عليه مزيان إيغيل من نادي بارادو لا يتطابق مع القوانين، إضافة إلى تعرضه لعقوبة سابقة تمنعه من الترشح لرئاسة الهيئة الكروية، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على رئيس الرابطة الوطنية المحترفة، عبد الكريم مدوار، الذي لا يملك شهادات جامعية وهو الأمر الذي تشترطه اللجنة في مثل هذه الحالات، مما فسح المجال أمام المرشح، وليد صادي، لخوض سباق دون منافسين، ودون الحاجة لمحاولة إقناع أعضاء الجمعية العمومية في الـ21 من شهر سبتمبر/أيلول الجاري، لاستكمال العهد الرئاسي إلى غاية مطلع سنة 2025، والتي تتخللها مواعيد مهمة للمنتخب الأول، وورشات عمل كثيرة ربما لا يكفي الوقت لفتحها كلها.

سيجد وليد صادي الرئيس المقبل للاتحاد الجزائري إرثا كبيراً ومعقداً، يحتاج لجهد ووقت ومال وصبر، ومرافقة رسمية وفنية وإعلامية وجماهيرية لتجاوز تراكمات سنوات من الاختطاف والعبث وسوء التسيير الذي خلّف إفلاساً للخزينة التي كانت قبل سنوات من أغنى الاتحادات في القارة، ليتحول الاتحاد إلى اتحاد غير قادر على دفع رواتب الموظفين والوفاء بالالتزامات مع العاملين. 

وعليه سيكون تسديد الديون والبحث عن موارد مالية جديدة من أولويات الرئيس الجديد، بالموازاة مع جهود أخرى لإعادة الثقة بين الفاعلين، ومع الاتحادات والهيئات القارية والدولية التي تدهورت العلاقات معها لدرجة أصبحت شؤون الكرة العالمية تُدار من دون الجزائر رغم تكفلها مؤخراً بتنظيم أحداث قارية عديدة.

وإعادة الهيبة والسمعة لاتحاد كرة القدم في الداخل والخارج، تمر حتماً عبر استعادة الانسجام بين كل الفاعلين في الأوساط الكروية المنقسمة منذ سنوات، كما إعادة تكييف اللوائح مع القوانين، وترتيب أمور الرابطة الوطنية المحترفة والرابطات الجهوية والولائية، والمديرية الفنية والمنتخبات الشبابية، ومختلف اللجان الوطنية خاصة المكلفة بالتحكيم لإنقاذها من مخالب عصابة كانت تبيع وتشتري، بعيداً عن تصفية الحسابات والاحتقان السائد منذ سنوات في أوساط كروية تسترت وراء الإنجاز الذي حققه المنتخب الأول سنة 2019.

حماية المنتخب الأول كما طالب المدرب جمال بلماضي ستكون من الأولويات عشية بداية تصفيات مونديال 2026 ونهائيات كأس أمم أفريقيا المقررة في ساحل العاج بداية السنة، مع ضرورة إعادة الاعتبار لمركز سيدي موسى للمنتخبات الوطنية، وإيجاد الحلول للأكاديميات التي أقرتها الجمعية العمومية، لكنها لم تُبصر النور حتى الآن، مما يقتضي توفير الأموال لإتمام إنجازها، وتوفير موارد أخرى لتشغيلها وإدارتها وصيانتها، كمرحلة أولى في انتظار فتح ورشات لإعادة الاعتبار للهيئة الكروية وتنظيفها من ممارسات "مافياوية" سيواصل أصحابها محاولاتهم للتشويش على أعمال المكتب الجديد.

المساهمون