يقام اليوم الإثنين، 29 نوفمبر/ تشرين الثاني، حفل الكرة الذهبية 2021 المقدمة من مجلة فرانس فوتبول الفرنسية، ويعتبر الأرجنتيني ليونيل ميسي واحداً من أبرز المرشحين للظفر بها.
هذا الأمر، إذا حصل، سيعني أن ميسي سيوسع الفارق بينه وبين أكبر ملاحقيه، إذ سيصل للجائزة السابعة كأثر لاعب تحقيقاً لها في التاريخ.
باستثناء عام 2018، كان اللاعب الأرجنتيني دائمًا بين أكثر ثلاثة لاعبين حصداً للأصوات منذ عام 2007، وبطبيعة الحال سيكون حاضراً أيضاً في هذا العام، وهنا نستعرض الأسباب التي تجعل ميسي مرشحاً لحصد الذهب.
كأس ملك إسبانيا
كان "كوبا ديل ري" اللقب الوحيد الذي فاز به في الموسم الماضي وهو يرتدي زي البلاوغرانا، كان ذلك اللقب الـ35 في مسيرته الكروية مع برشلونة، بعدما عاش سنوات مثيرة هناك تفوق فيها بجميع المسابقات، من الدوري المحلي للكأس مروراً بالسوبر المحلي والأوروبي ودوري الأبطال ومونديال الأندية. كان ميسي مصدر إلهام للفوز على أثليتيك بلباو برباعية نظيفة في كأس الملك الأخير، بعدما سجل ثنائية وفاز بجائزة رجل المباراة.
سمحت له هذه الثنائية أيضًا بأن يصبح هداف نهائي هذه البطولة العريقة برصيد تسعة أهداف، أي أكثر من المهاجم التاريخي تيلمو زارا، الذي كانت أرقامه ربما قبل ميسي غير قابلة للكسر، مع الأرجنتيني كلّ شيء تغيّر.
كوبا أميركا
بلا شك كان لقب كوبا أميركا الأهم بالنسبة لميسي هذا العام، انتظره طويلاً جداً بعدما فشل في تحقيقه أكثر من مرة حين خسر على سبيل المثال مرتين أمام تشيلي، وتلقى أكثر من صدمة على صعيد التانغو بالسقوط في نهائي مونديال 2014، حين التقى ألمانيا وسجل ماريو غوتزه هدف الانتصار.
ميسي كان يريد لقباً مع منتخب بلاده، سعى دائماً للردّ على الأصوات التي كانت تصفه بالمتخاذل مع الأرجنتين، وأنه يقدّم لبرشلونة أكثر مما يقدمه للألباسيلستي، لكن دموعه دائماً ما كانت تحيل إلى شخص يعيش على الإصرار، فهزم البرازيل وزميله نيمار في النهائي. قدم ميسي مع الأرجنتين طوال البطولة مستوى مبهرا، بعدما ساهم في تسعة أهداف: أربعة أهداف وخمس تمريرات حاسمة.
في الواقع كان صاحب القميص رقم 10 أفضل هدافي البطولة (تعادل مع الكولومبي لويس فرناندو دياز)، وتم اختياره أيضًا أفضل لاعب في كوبا أميركا. حتى الآن في عام 2021، سجل ليو ميسي 40 هدفًا، بواقع 28 هدفًا مع برشلونة وتسعة مع المنتخب الأرجنتيني وثلاثة مع باريس سان جيرمان، وسيظل هذا العدد قابلاً للارتفاع حتى نهاية العام، على الرغم من أن الجائزة ستمنح في نهاية نوفمبر كما ذكرنا سابقاً.
من المؤكد أن اللاعب الأرجنتيني سيتخطى حاجز الـ40 هدفًا، وهو إنجاز حققه في كلّ عامٍ منذ سنة 2009، باستثناء العام الماضي عندما سجل ما مجموعه 27 هدفًا، هذا بالضبط ما يجعل ميسي مختلفاً عن العديد من اللاعبين، أي الاستمرارية في القمة وقد لا يشاركه في ذلك سوى قلّة، بينهم منافسه الدائم كريستيانو رونالدو، نجم مانشستر يونايتد، ولاعبون آخرون أمثال روبرت ليفاندوفسكي والمصري محمد صلاح وكذلك الأوروغواياني لويس سواريز.
النجاح والتكامل
هذه هي الميزة الاستثنائية لقائد منتخب الأرجنتين على مدى السنوات الماضية، يستمر في كونه الأفضل على الإطلاق في فريقه، إن كان على المستوى الفردي أو حتى في التفاعل مع الفريق كجزءٍ منه.
ميسي من دون شك يجعل فريقه أفضل ويدفعه للتألق ورفع الألقاب في نهاية كلّ موسم، لقد فعل ذلك مع برشلونة في العام الماضي رغم الظروف الصعبة في النادي، إن كان على المستوى الرياضي أو الإداري بسبب ما اقترفه جوسيب ماريا بارتوميو، ثم وصول خوان لابورتا، من دون نسيان منتخب الأرجنتين طبعاً.
بعمر الـ34 لن يكون كلّ شيء سهلاً على لاعبي كرة القدم، فالعديد منهم كان ينهار بمجرد تجاوز حاجز الـ30، يخفت بريقهم بعدما اكتفوا بإنجازات سنّ العشرين، فيحاولون الابتعاد عن الأضواء قليلاً، والاتجاه لخوض تجارب أقل تنافسية وصعوبة.
ميسي يريد البقاء في القمة دائماً، اختار مهمة جديدة وصعبة حين انتقل إلى باريس سان جيرمان، صحيح أن الظروف هناك يجب أن تساعد على تحقيق الألقاب، بحكم وجود الفرنسي كيليان مبابي وزميله وصديقه البرازيلي نيمار دا سيلفا وآخرين أمثال أنخيل دي ماريا والمغربي أشرف حكيمي، لكن ميسي دائماً ما يبقى مختلفاً عن الآخرين حين يدخل لأرضية الميدان، حيث يحظى باهتمام الصحافة والإعلام والجماهير أيضاً.
من دون شك سيلقى مراقبة لصيقة من المدافعين والخصوم، الذين يسعون لإيقافه بشتى الوسائل حتى لو كان ذلك من خلال ارتكاب مخالفات قاسية وخطيرة.