نجم الجزائر لـ"العربي الجديد": بلماضي ليس ظالماً وعمورة غير طبيعي

22 يونيو 2021
يقوم بلماضي بمتابعة جميع مواهب الجزائر (Getty)
+ الخط -

فتح نجم المنتخب الجزائري المحلي عبد الحق دباري قلبه للجماهير الجزائرية والعربية، ليتحدث عن طريقة تعامل المدير الفني جمال بلماضي وجهازه الفني، لا سيما مدربه مجيد بوقرة الذي يقود المنتخب الثاني لـ"محاربي الصحراء"، كما عبر عن انبهاره بالمستوى الذي يظهر به المهاجم الموهبة محمد الأمين عمورة في التدريبات والمباريات.

وفي حوار خصّ به "العربي الجديد"، أعقب مشاركة دباري في الفوز بمباراة "الديربي" ضد برج بوعريرج بهدفين من دون مقابل في الدوري المحلي، أكد المدافع المتألق أن أول استدعاء له بألوان المنتخب الجزائري كان بمثابة المفاجأة السارة وناجحاً بكل المعايير.

قدمت موسماً مميزاً أكدت به الأداء السابق مع اتحاد الحراش ومولودية بجاية، ما السر وراء ثبات مردودك؟

عشت الموسم الأول بطريقة رائعة في اتحاد الحراش، عكس الثاني الذي كانت فيه مشاكل كثيرة، وأثرت على معنوياتنا، أما مع وفاق سطيف، فاختلف الوضع رغم معاناتي في البداية، طريقة العمل في سطيف تختلف كثيراً، ولو أن المدرب بوعلام شارف في الحراش كان رائعاً، ويعود السر في التألق للعمل بجدية، وهنا استغل الفرصة لأشكر المدرب التونسي نبيل الكوكي، فهو لا يعترف سوى بالعمل في التدريبات، فإن كنت تستحق الفرصة فستنالها.

هل كان تأثير الكوكي على مستواك كبيراً، في ظل تألقك هذا الموسم؟

لا شك أن نبيل الكوكي أثر على مستواي كثيراً، فإضافة إلى شارف، يوجد الكوكي الذي كان الأفضل، لقد منحنا الثقة في النفس، بفضل الله ثم نصائحه وصلت إلى هذا المستوى، كما أني عقدت العزم على تحقيق هدفي، خاصة أن اللعب في وفاق سطيف يجعل الطموح يرتفع، والسعي وراء الألقاب ضروري، ركزت كثيراً على العمل والبقاء إلى جانب أسرتي، وهنا استغل الفرصة لأضيف شيئاً.

الكوكي أثر على كل اللاعبين، ولو تقارن ببداية الموسم الماضي والآن، ترى أن الفرق واضح، حيث لم يعد يقدر أي فريق على إيقافنا، لكن الأهم، وهي نصيحة أوجهها لجميع زملائي، من يستطيع أن يستقر عائلياً ويتزوج في سن مبكرة فلا يضيع الفرصة، لأن هذا يجنبهم عدة سلبيات تؤثر على مشوارهم الكروي، ويزيد من تركيزهم على العمل والسعي لإسعاد العائلة، دائماً ما أنصح زملائي اللاعبين بالزواج والاستقرار.

أرسل زميلي أكرم جحنيط قائمة اللاعبين المستدعين بعد أن استيقظت صباحاً، كانت مفاجأة كبيرة، وشعرت بسعادة لأن اختياري لتمثيل المنتخب ليس متاحاً لأي لاعب في الوقت الحالي، كل شيء يعتمد على العمل الذي تؤديه، فليكن في علمكم أن بلماضي وقف بنفسه على هذا المعسكر وهو يشكل ثنائيا رائعا مع بوقرة، وجميع أعضاء الجهاز الفني، الأكيد أنه لم يسبق أن عشت سعادة مماثلة طيلة حياتي، فحمل قميص المنتخب الجزائري شرف عظيم.

بعد تجاوزك عدة مراحل صعبة في مشوارك الكروي، نتوقع أنك تطمح لبلوغ المنتخب الأول؟

أنا أعيش أول تجربة مع المنتخب، وكنت أتمنى أن أشارك مثل جميع اللاعبين، لكني أحترم خيارات المدرب، يجب أولاً أن أصبح لاعباً أساسياً في منتخب المحليين، لكن أحلم بأن أكون مع المنتخب الأول، لا شيء مستحيل، فبوقرة وبلماضي يتابعان مباريات الدوري، عكس الفترات الماضية التي كانت فيها الدعوات عشوائية.

كان لك شرف المشاركة في أول مباراة بملعب "وهران" الجديد، ما رأيك بهذه المنشأة؟

هذا الملعب عالمي، عندما تلعب فيه تشعر كأنك بأوروبا، لعبت مواجهة في جنوب أفريقيا وبملعب احتضن مباريات كأس العالم، لكن أؤكد أن ملعب وهران أفضل منه، أعتقد أن بلدنا قادر على تجسيد منشآت مماثلة تطور كرة القدم المحلية.

نقص فترة التحضير للمباراة الأولى ضد ليبيريا لم يمنعكم من التفوق، ما هي أهداف المحليين مستقبلاً؟

قدمنا مستوى رائعا أمام منافس قوي انهزم ضد مصر بهدف وحيد وفاز أمام ليبيا، وهو لم يكن فريقا ضعيفا مثل ما يعتقد البعض، ومن هنا يبقى طموح لاعبينا يكبر، وجميعنا يسعى للتألق في كأس العرب للمنتخبات المقبلة في قطر، ولنثبت قيمة اللاعب المحلي، علينا تشريف الراية الوطنية عبر التتويج بهذا اللقب.

كيف كانت طريقة عملكم مع المدرب الجديد مجيد بوقرة؟

يمتلك طريقة احترافية لأنه يعمل مع الجهاز الفني لجمال بلماضي، وعندما ترى ما قدمه الأخير مع المنتخب الأول وسلسلة عدم الهزيمة في 27 مباراة، فهذا إنجاز صعب المنال، جميع المدربين الذين قابلناهم في هذا المعسكر كانوا محترفين بأتم معنى الكلمة، فهم لا يتحدثون سوى بلغة العمل ويركزون على أبسط التفاصيل، ما يجعلك حريصاً على عدم الوقوع في الخطأ بدنياً وتكتيكياً، اجتمعنا في معسكر لثلاثة أيام، ولكن عندما ترانا نلعب يبدو كأننا نشارك معاً منذ فترة طويلة.

التقيتم بجمال بلماضي في عدة مرات، هل شجعكم قبل مباراة ليبيريا وما هي الكلمات التي وجهها لكم؟

شجعنا كثيراً وتحدث معنا أكثر من مرة، كما كان حضوره في التدريبات حافزاً لنا، ويجعلك تشعر بأنه مهتم باللاعبين المحليين، خاصة أنه يتابع كل حصة تدريبية. لقد عمل جهازه الفني معنا عكس السنوات الماضية عندما كان لكل منتخب مدرب خاص، بلماضي لا يحتقر اللاعبين ويمنح كل واحد حقه ولا يعترف سوى بالعمل.

أما عن الكلمات التي قالها لنا، فكانت قبل وبعد مباراة ليبيريا، حيث حثنا على العمل وأكد لنا أن من يستحق مكانة وفرصة سينالها، هذا تحفيز كبير لنا.

لديكم مجموعة من اللاعبين المميزين على غرار عمورة الذي سجل 4 أهداف كاملة، هل تتوقع احترافه قريباً؟

عملت مع عمورة وفي بداية الموسم، وشعرت بأنه طموح، فهو يعمل كثيراً من دون أن يتوقف، ولقد اجتمعت العوامل ليحقق النجاح، وسأقص عليكم هذه الحادثة لأول مرة، فنبيل الكوكي، ليلة كل مباراة رسمية، ينظم مواجهة تطبيقية ويطالبنا باللعب من دون خشونة تفادياً للإصابات، لكن عمورة لا يتوقف ويجري في كل مكان، وهو ما يضطر الكوكي لإخراجه (يضحك) ويطلب منه البقاء بعيداً، أنا أتنبأ له بمستقبل كبير لأنه غير طبيعي.

وماذا عن بشير بلومي الذي يوجد معكم في المنتخب المحلي، الجمهور ينتظر أن يكون هذا اللاعب مثل والده لخضر، ما رأيك في موهبته؟

هذه موهبة تستحق التشجيع، ففي التدريبات ترى مستواه والإمكانيات الفنية التي يمتلكها، وبما أنه لاعب شاب فهو يحتاج الرعاية والمرافقة لكي ينجح، لكن أن يكون خليفة لوالده، لا أعتقد ذلك (يضحك)، والده أسطورة حقيقية.

هل تفكر في خوض تجربة احتراف نحو الخليج مثلاً؟

طموحي هو الاحتراف، حيث يسمح ذلك بلفت انتباه مدرب المنتخب الوطني، أما البقاء هنا فينقص الفرص، فاللاعب المحلي لا يجد ظروف النجاح، حيث نلعب على أرضية ميدان بعشب اصطناعي، وبعد المباراة تشعر بآلام عضلية رهيبة، لكن إن وجدت في ظروف أحسن تشعر برغبة أكثر في التألق، إذا تلقيت عرض احتراف فسأكون سعيداً بذلك، وإلا فأنا قادر على البقاء بالجزائر ومواصلة التألق.

هل تطمح إلى المشاركة في مونديال قطر واللعب على ملاعبها العالمية؟

لا يوجد لاعب من دون طموح، وأنا دائما آمل أن أذهب لأبعد حد ممكن في مشواري، على كل حال، أتمنى أن يقدم كل لاعب أفضل ما عنده للنجاح، وإن لم أكن ضمن البعثة، فسأكون أول مشجع لها.

يمتد الدوري الجزائري لأشهر طويلة هذه المرة بالنظر لتفشي فيروس كورونا، ما مدى تأثيره عليكم؟

تعبنا كثيراً، نحن اللاعبين، أكثر من قضاء موسم عادي، نحن بشر واللعب كل ثلاثة أيام مرهق، كنا نشارك في كأس الرابطة الجزائرية والدوري والمنافسة الأفريقية، وبين السفر والتدريبات والمباريات، اضطرنا التعب لعدم القدرة على الجري، نأمل أن يأخذوا بالاعتبار حالتنا، سنرى، إذا واصلوا الدوري فسنكون مجبرين على ذلك، وإن أوقفوه ومنحونا اللقب بما أننا متصدرون فسيكون ذلك أحسن، نعد الجماهير بأننا سنسعى لإسعادهم باللقب، تصدرنا الموسم منذ البداية وخسارته يبقيا كارثيين.

المساهمون