نادال وفيدرر.. حكاية مواجهة غيّرت تاريخ التنس

30 مارس 2024
تجمع علاقة صداقة قوية بين نادال وفيدرر (كليف برونسكيل/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- روجر فيدرر ورافاييل نادال، نجما التنس العالميان، خلقا منافسة أسطورية عبر السنين، متبادلين الألقاب الكبرى وجذبا انتباه العالم.
- في مواجهة تاريخية ببطولة ميامي عام 2004، فاجأ نادال الجميع بفوزه على فيدرر، مؤسساً لسلسلة من المباريات الأسطورية التي غيرت مجرى التنس.
- هذه المواجهة لم تكن مجرد لعبة، بل كانت بداية لعصر جديد في التنس، حيث أثبت نادال قدرته على التحدي وأعلن عن نفسه كمنافس قوي لفيدرر، مما أثرى اللعبة وجذب المزيد من الجماهير.

خطف النجمان روجر فيدرر ورافاييل نادال الأضواء دائما في عالم التنس، نظير المنافسة الكبيرة التي جمعتهما طوال السنوات الماضية، والتي تبادل فيها كلاهما الألقاب الكبيرة.

ودخل نادال في الثامن والعشرين من شهر مارس/ آذار عام 2004، حتى يخوض المواجهة، التي غيّرت تاريخ التنس، بعدما وجد نفسه للمرة الأولى في مسيرته الاحترافية حينها أمام السويسري روجر فيدرر، الذي كان يُهيمن على هذه الرياضة، بفضل ألقابه التي حققها، وفق ما ذكرته صحيفة ماركا الإسبانية.

كان فيدرر قد بسط نفوذه حينها على عالم التنس بقبضة حديدية، بعدما كان يتصدّر التصنيف العالمي، وحقق لقب بطولة "ويمبلدون" في عام 2003، وأستراليا المفتوحة عام 2004، وحقق 23 انتصاراً في أول 24 مواجهة للسويسري، الذي خسر لقاء وحيداً فقط أمام البريطاني تيم هنمان في ربع نهائي بطولة روتردام.

من جهته، كان رافاييل نادال يبلغ من العمر حينها (17 عاماً)، ولم يكن مشهوراً في الأوساط الرياضية كثيراً، رغم أنّ الجماهير ووسائل الإعلام كانت قد بدأت في الحديث عنه بذلك العام، عندما وصل إلى الدور الثالث من بطولة "ويمبلدون" وأستراليا المفتوحة، وتقدم في التصنيف العالمي للمحترفين إلى المركز الـ34.

وأشارت الصحيفة إلى أن عشاق رياضة التنس، حضروا من أجل مشاهدة نجمهم المفضل السويسري روجر فيدرر، وخصمه الإسباني الشاب رافاييل نادال، لكنهم لم يعلموا بأنّهم سيكونون شاهدين على مواجهة ستغيّر تاريخ التنس إلى الأبد.

وكانت المواجهة في الجولة الثالثة من بطولة ميامي للتنس (ذات الألف نقطة)، ودخلها نادال بعدما حقق المفاجأة، وانتصر على الكرواتي غوران إيفانيسيفيتش بطل "ويمبلدون"، فيما اعتبر فيدرر أنّه في مهمة ستكون سهلة، وبخاصة أنه استطاع إخراج خصمه العنيد نيكولاي دافيدينكو من المسابقة.

ولم يكن يعلم أحد حينها، بأن رياح التغيير في رياضة التنس ستكون قادمة لا محالة، بعدما فاجأ نادال الجميع، عندما نفّذ 81 بالمائة من إرسالاته الأولى، لدرجة أنه لم يتعرّض لأي كرة كسر إرسال من قبل منافسه فيدرر، الذي ظهر أمام جماهيره أنه يعاني بشدّة في المواجهة ضد خصمه الإسباني.

نادال خلال 70 دقيقة فقط حسم المباراة ضد فيدرر، بواقع مجموعتين دون رد، ليفتح الإسباني تاريخ المواجهات "الأسطورية" في عالم التنس بين الثنائي الذي خاض 40 مواجهة خلال السنوات الماضية، بما فيها 24 مباراة نهائية (حقق رافا الانتصار في 24 منها).

ما حدث حينها، جعل فيدرر يخرج للتحدث مع وسائل الإعلام، حيث قال: "هذا الشقيّ القادم من مايوركا سيسبب لي الكثير من المشاكل في المستقبل، بعدما عانيت بسبب الحركات التي قام بها، ولا أعتقد أنّ ما فعله في المباراة أمامي، هو أمر مفاجئ".

صحيح أن رافاييل نادال خسر حينها المواجهة التالية، على يد منافسه التشيلي فرناندو غونزاليس، فيما حقق روجر فيدرر لقب بطولتي "ويمبلدون" والولايات المتحدة في نفس العام، لكن ما حدث في المواجهة ببطولة ميامي، غيّر تاريخ التنس، بسبب ما فعله الثنائي الأسطوري بعدها.

المساهمون