نجح نادي روما الإيطالي في التعاقد مع النجم الأرجنتيني باولو ديبالا في صفقة انتقال حرّ بعد نهاية عقده مع نادي يوفنتوس الإيطالي وفشل اتصالاته مع إنتر ميلانو وميلان، بسبب طلباته المالية التي تجاوزت السقف الذي حددته إدارة كل فريق.
ولعب المدرب البرتغالي جوزيه مورينو دوراً كبيراً في إنهاء الصفقة وإقناع ديبالا بقبول العرض، ذلك أن نادي روما لم يبادر منذ بداية الميركاتو إلى تقديم عرض للنجم الأرجنتيني، الذي كان يبدو غير متاح لناد لا يشارك في دوري أبطال أوروبا الموسم القادم، بما أن روما الذي توج بدوري المؤتمر الأوروبي سيشارك في الموسم القادم في مسابقة "الأوروبا ليغ"، بعدما فشل في الحصول على مركز ضمن الرباعي الأول في الكالتشيو.
وذكرت مصادر إيطالية مختلفة، منها صحيفة "غازيتا ديللو سبورت"، أن البرتغالي بادر بالاتصال هاتفياً بالنجم الأرجنتيني من أجل إقناعه بقبول التعاقد مع "الذئاب" في الموسم القادم، ورغم أن الصحافة الإيطالية لم تكشف تفاصيل الحديث بين مورينيو وديبالا، إلا أنه من الواضح أن هذه الخطوة من البرتغالي كان لها تأثير كبير في قبول ديبالا العرض.
ومباشرة بعدما قدم روما عرضه الرسمي الأول إلى الأرجنتيني، يوم الاثنين، قبل ديبالا العرض وسافر سريعاً إلى البرتغال من أجل الالتحاق بمعسكر الفريق، فرغم أن عرض روما مالياً لم يكن في قيمة العرض الذي طالب به ديبالا لتمديد عقده مع يوفنتوس، بل إنه أقل من العرض الذي قدمه يوفنتوس لنجمه السابق، وحسم الفارق في العرض المالي، بين ما قدمه روما إلى اللاعب وما كان ديبالا يخطط له، يعود الفضل فيه إلى المدرب البرتغالي.
ويؤكد قبول ديبالا عرض نادي العاصمة الإيطالية أن مورينيو كان كلمة السر في هذه الصفقة، خاصة عندما اختار التوقيت المناسب من أجل الاتصال بديبالا وذلك بعدما أحسّ الأرجنتيني بالخشية من البقاء دون فريق بعدما نجحت الأندية القوية في أوروبا في عقد صفقات وكذلك بعد تصريح مدرب أنتر ميلانو سيموني إنزاغي الذي أعلن صراحة أنّه غير معني بالتعاقد مع ديبالا.
وكان مورينيو بطل عديد الصفقات التي تبدو مستحيلة، كان آخرها عندما كسب المنافسة في الموسم الماضي مع الأندية الإنكليزية، وفاز بخدمات المهاجم الإنكليزي تامي أبراهام، رغم أن أرسنال حاول إقناع لاعب تشلسي بالتعاقد معه ولكن كلمات مورينيو كانت حاسمة، فقد نجح طوال مسيرته في إقناع نجوم بالالتحاق وتكذيب كل التوقعات، وقد اعترف أبراهام بأنه اختار روما بعدما أقنعه مورينيو بأنه سيعيد اكتشافه وسيكون المهاجم الذي تحلم كل الأندية بالتعاقد معه، حيث كان مرشحاً للعودة إلى البريميرليع مجدداً في الميركاتو الصيفي ولكنه رفض الابتعاد عن مورينيو.
ويعتمد مورينيو على خطاب تواصلي ناجح، يجعل اللاعب يثق في وعوده ويتحمس لقبول العرض الذي يقدمه المدرب البرتغالي، فقد عرف عن "السبيشيال وان" نجاحه الكبير في إقناع اللاعبين والنجوم بفضل طريقته الذكية التي يعتمدها من أجل تشجيع اللاعب على قبول مشروعه، فالبرتغالي مخاطب ناجح ومبدع في فن التواصل وهو ما ساعده على نحت مسيرة موفقة في كل المحطات التي مرّ بها.
وتعتبر صفقة تعاقد إنتر ميلانو مع الكاميروني صامويل إيتو من أبرز نجاحات مورينيو في عالم الصفقات المستحيلة، ذلك أن إيتو كان من أفضل المهاجمين في العالم، وقاد برشلونة إلى التتويج بدوري أبطال أوروبا ضد مانشستر يونايتد ويتمتع بوضع خاص في الفريق، ولكن البرتغالي لعب دوراً مهماً في إقناع إيتو، حيث أشار الكاميروني في حديث سابق، إلى أن البرتغالي أرسل له قميصاً يحمل رقم 9 واسمه، وقال له "هذا القميص سيبقى في انتظارك"، وهذه الجملة كانت حاسمة في ترجيح كفة النادي الإيطالي الذي تعاقد مع لاعب مميز، قاد الإنتر بعد عامين للتتويج بدوري أبطال أوروبا بعد سنوات طويلة من الانتظار.
كما أن إقناع الهولندي شنايدر بترك ريال مدريد يعتبر إنجازاً كبيراً يحسب للبرتغالي، الذي نجح في إقناع شنايدر بأنه سيكون لاعباً مهماً ومؤثراً في الفريق بدل أن يكون لاعباً احتياطياً في فريق الريال. وقال شنايدر إنّ حديثه مع مورينيو جعله يحس بأنه سيكون لاعباً له قيمة كبيرة، فلم يتردد في قبول عرض الإنتر رغم أنّه كان يلعب لفريق ريال مدريد القوي.
أما الإسباني فابريغاس، الذي عاد إلى برشلونة بعد سنوات من المجد مع أرسنال، فإن عودته إلى البريميرليغ من بوابة تشلسي، الغريم التاريخي لأرسنال، كان يعتبر أمراً شبه مستحيل بما أنّه كان من الجيل الذهبي لفريق "المدفعجية"، الذي تمكن من حصد الألقاب، واعترف فابريغاس في أحد الحوارات مع قناة "سكاي سبورتس" الإيطالية، أن مورينيو عرض عليه الانتقال إلى تشلسي وأعلمه بأنه في حاجة إليه وكذلك دييغو كوستا، من أجل التتويج باللقب، وقدم له تشكيلة الفريق في الموسم القادم، ليقبل فابريغاس الرحيل عن النادي الكتالوني والعودة إلى لندن استجابة لرغبة مورينيو، وهي من النجاحات الكبيرة التي حققها المدرب البرتغالي في مسيرته، إضافة إلى التعاقد هذا الصيف مع الصربي ماتيتش قادماً من مانشستر يونايتد، أو إقناع ميكيل إيسين بالالتحاق به في ريال مدريد والعاجي ديديه دروغبا الذي رفض كل العروض ليترك مرسيليا ويرحل إلى تشلسي وغير ذلك من الأسماء الأخرى.
ويتضح من خلال هذه الصفقات وغيرها، أن المدرب البرتغالي الذي نجح طوال مسيرته في حسم كل الانتدابات التي رغب في القيام بها، يعتمد على قوة التواصل وخطابه المقنع وقوة شخصيته في الحصول على موافقة اللاعبين، ذلك أن "السبيشيال وان" لم يكن مميزاً فقط في حصد الألقاب بل كذلك في إقناع اللاعبين بخطاب قوي، وهو مدرب يملك علاقات قوية مع النجوم وقد أشاد أكثر من نجم بمهارات الفني البرتغالي في التعامل معه.