منتخب المغرب واللقب الثاني في كأس أفريقيا.. حلم طال انتظاره

16 يناير 2024
الركراكي يطمح لحصد اللقب الأفريقي (فزنهاوس/Getty)
+ الخط -

 سيبقى جيل منتخب المغرب الذي شارك في بطولة كأس العالم 2022 في قطر، علامة فارقة، ونقلة نوعية، هي الكبرى في طموحات اللاعب العربي والأفريقي بشكل عام، بعد إنجازه التاريخي بالوصول للمربع الذهبي والحصول على المركز الرابع.

وبعد مرور 13 شهراً، على هذا الإنجاز التاريخي الذي حدث في ديسمبر/ كانون الأول 2022، يتطلع الجمهور المغربي إلى حلم آخر كبير، حلم يُعد بمثابة عقدة بالنسبة لـ"أسود الأطلس"، يتمثل في كسر عقدة الكأس القارية، وحصد لقب بطل كأس الأمم الأفريقية في الأمتار الأخيرة لـ50 عاماً مرت منذ أن نال المغرب لقب بطل" الكان" عام 1976 للمرة الأولى والأخيرة.

ويدخل منتخب المغرب منافسات كأس أفريقيا للأمم 2023 مع مديره الفني وليد الركراكي صاحب إنجاز رابع المونديال بعد تمديد عقده وحصوله على صلاحيات مطلقة في إدارة المنتخب المغربي.

ويتسلح منتخب المغرب في أمم أفريقيا بعد أيام بـ90% من قوته الضاربة التي حققت مركزه الشهير في مونديال قطر 2022، ووسط أجواء من التفاؤل بعد سلسلة الإنجازات الشخصية التي حققها رموز هذا الجيل في الفترة الأخيرة، تصدرها اختيار أشرف حكيمي مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي ثاني أفضل لاعب أفريقي في 2023، وحصول ياسين بونو حارس مرمى الهلال السعودي على لقب أفضل حارس في القارة السمراء.

ويراهن منتخب المغرب على أفراد المجموعة التي حققت حلم الحصول على المركز الرابع في كأس العالم 2022، وهم ياسين بونو ومنير المحمدي حارسا المرمى ورومان سايس ونايف أكرد وأشرف حكيمي ونصير مزراوي ويحيى عطية الله في الدفاع، وعز الدين أوناحي وسليم أملاح وسفيان أمرابط وبلال الخنوس في الوسط، وسفيان بوفال وحكيم زياش ويوسف النصيري في الهجوم.

ويعتبر أشرف حكيمي رغم كونه مدافعاً، النجم الأول في تشكيلة "أسود الأطلس" والمدرب وليد الركراكي، وبات من أفضل 4 مدافعين في العالم حالياً، وتخطى سعره حاجز الـ 100 مليون يورو مؤخراً.

كما يعوّل مدرب المغرب على نجم آخر كبير، هو حكيم زياش صانع الألعاب الساعي لاستعادة بريقه بعد فشل تجربته الاحترافية في الدوري التركي، ورهانه على أمم أفريقيا في استعادة مكانته. ويبرز اسم سفيان أمرابط لاعب وسط مانشستر يونايتد الإنكليزي، الذي لاحقته الانتقادات الإنكليزية مؤخراً، بسبب تراجع مستواه، وبدأ المان يونايتد يغلق باب تفعيل شرائه نهائياً.

ويظهر في أوراق المغرب الرابحة يوسف النصيري المهاجم الذي تألق في المونديال، ويلمع مع إشبيلية الإسباني وهو المهاجم الأول في تشكيلة وليد الركراكي، ويعتبره الأمل في تسجيل الأهداف. ويمثل ياسين بونو حارس المرمى ورقة خامسة رابحة في الجيل الذهبي الذي يدخل به المغرب منافسات كان 2023 في ظل تألقه اللافت برفقة الهلال في بطولة الدوري السعودي.

وإلى جانب نجوم كأس العالم 2022، لجأ وليد الركراكي إلى مجموعة أخرى من اللاعبين، سواء كانوا محترفين في أوروبا عانوا لفترة من إصابات، مثل أمين حارث، أو وجوها شابة واعدة مثل أمير ريشارليسون وعبد الصمد الزلزولي وطارق تسيودالي وأمين عدلي، في إطار خطة تجديد دماء المنتخب المغربي، بالتزامن مع خوضه لمنافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية لضمان تواجد مجموعة من الأسماء الصاعدة يمكن لها ضخ دماء جديدة وتجديد الطموحات.

واستبعد وليد الركراكي 11 لاعباً ممن كانوا في قائمة المغرب خلال مونديال 2022 من قائمته في أمم أفريقيا 2023، تصدرهم أسماء لامعة مثل عبد الرزاق حمد الله هداف اتحاد جدة السعودي، وثنائي الوسط الخطير إلياس الشاعير وعبد الحميد الصابيري وثنائي الدفاع أشرف داري وبدر بانون، وأخيراً يحيى جبران قائد نادي الوداد وأفضل لاعب وسط مدافع في الدوري المغربي السنوات الأخيرة.

أجيال مميزة ولكن

وعانى منتخب المغرب طويلاً من لعنة امتلاك أجيال مميزة لم تحقق المطلوب في أمم أفريقيا، وفشلت في حصد الكأس، فالفريق المغربي الذي وصل إلى دور ثمن نهائي كأس العالم 1986 في المكسيك، وقدم للكرة العربية أساطير بحجم بادو الزاكي وعزيز بو دربالة ومحمد التيمومي وخيري أخفق في بلوغ نهائي كأس الأمم الأفريقية 1986، وخسر أمام مصر في الدور نصف النهائي، ثم كرر الإخفاق الأكبر في عام 1988 بعد المونديال بنحو عام ونصف العام والذي أقيم في المغرب ووسط جماهيره، وكان الخبراء يرون الفريق المرشح الأول لحصد اللقب في تلك الفترة الذهبية.

كما لم ينجح جيل مونديال فرنسا 1998 الذي لمع بشدة، وقدم أحد أهم لاعبي الوسط في المنطقة العربية بالقرن العشرين مصطفى حجي في حصد كأس الأمم الأفريقية مرتين عامي 1998، 2000 وكان يملك أيضاً جيلاً ذهبياً، ورشحه الخبراء للحصول على الكأس، ولكنه أخفق ولم يكن المرشح الأول بشكل حقيقي في سباق المنافسة على حصد اللقب القاري، وهو ما يزيد من مسؤولية الجيل الحالي في تشكيلة المدرب وليد الركراكي، خاصة بعد عروضه الطيبة في كأس العالم، وفوزه على منتخبات كبرى مثل بلجيكا والبرتغال وإسبانيا، وكذلك ترشيح مدربي المنتخبات الأخرى له ليكون المرشح الأوفر حظاً للحصول على لقب بطل كأس الأمم الأفريقية في ساحل العاج.

ومنح وليد الركراكي، ثقته في البطولة القارية لقائمة ضمت كلاً من ياسين بونو ومنير المحمدي والمهدي بنعبيد في حراسة المرمى، وأشرف حكيمي ومحمد الشيبي ويحيى عطية الله ونصير مزراوي ونايف أكرد ورومان سايس ويونس عبد الحميد وشادي رياض وعبد الكبير عبقار في الدفاع، وسفيان أمرابط وأسامة العزوزي وأمير ريشاريسون وأمين حارث وبلال الخنوس وسليم أملاح وعز الدين أوناحي وإسماعيل الصيباري في الوسط، وحكيم زياش وأمين عدلي وسفيان بوفال وعبد الصمد الزلزولي ويوسف النصيري وأيوب الكعبي وطارق تسيودالي في الهجوم.

المساهمون