محمد العكش... "بونجاح الأردن" في حوار مع "العربي الجديد"

06 نوفمبر 2020
العكش تألق في الدوري الأردني (Getty)
+ الخط -

 

شق طريقه في زمن قياسي، وسطع اسمه كهداف لا يشق له غبار في الكرة الأردنية، يشبه في تحركاته وشكله نجما عربيا شهيرا هو الجزائري بغداد بونجاح، بل إن طريقته في جلد الشباك تشبه "لاعبه المفضل"، المهاجم الأردني محمد العكش ومتصدر هدافي الدوري الأردني حل ضيفا على "العربي الجديد" في حوار حصري هذه تفاصيله...

مثل أي لاعب بداياتك مع الكرة كانت صعبة، كيف تخطيت هذه الصعاب؟

طبيعي.. كل لاعب يعاني في بدايته، لكن الأمور كانت قاسية في بداية مشواري، فأنا أعشق كرة القدم واخترت اللعب لشباب فريق العربي، لكن المدرب لم يقتنع بإمكانياتي ورفضني، وأذكر جيدا أني عدت حزينا للغاية إلى منزلي واخترت العمل بدلا من اللعب، لكن أحد المدربين، وهو أحمد صبح، فاجأني بمكالمة يطلب فيها عودتي للعربي لإعادة الاختبارات لأنجح وأنضم للفريق.

* يقال إن العكش إنسان مكافح كان يعشق الكرة وتحول من "عامل مطعم" لنجم حدثنا عن تلك القصة؟

في الحقيقة، حين تم رفضي في النادي العربي، كما أسلفت، قررت العمل لمدة ستة أشهر في أحد المطاعم وتفاقمت الصعوبة حين كنت أعاني من مشاكل مالية، وعشت لحظات صعبة جدا، فأنا كنت طالباً وموظفاً في مطعم في ذات الوقت، وأسكن في قرية أم قيس القريبة من مدينة إربد، شعرت في تلك اللحظات بأنني مهدد بترك الشغف والعشق الذي أكنّه لكرة القدم وعملت لسبعة أشهر في هذا المطعم، لكن الحمد لله عدت لعشقي وبدأت الرحلة الحقيقية حينما وقّعت مع العربي على عقد لمدة 5 مواسم.

 وخلال المشوار في النادي العربي تمكنت من فرض اسمي وأن أكون لاعبا أساسيا في الفريق الأول، رغم أني كنت صغير السن حينها قبل نحو أربع سنوات ووثقت علاقة وطيدة مع الشباك في مركزي المفضل كمهاجم صريح وفي دوري الدرجة الأولىوبقيت مع العربي حتى الموسم الماضي حينما وصلني عرض من نادي الصريح، فوافق العربي على انتقالي على سبيل الإعارة لأخوض حلمي بدوري المحترفين، فكانت فرصة ثمينة لا تعوض، رغم أنها فرضت عليّ تغيير مركزي المفضل في الملعب، حيث لعبت في مركز الجناح الأيسر والأيمن، وحاولت التأقلم على ذلك ونجحت لأني وضعت هدفا أمامي هو استغلال فرصة خوض دوري المحترفين حتى عدت مع العربي بعد انتهاء إعارتي وكنت نجحت في أن أكون هدافا، ما ساعدني في شق الطريق والوصول إلى بداية الحلم.

* في ظل هذا التألق، تم استدعاؤك لتشكيلة المنتخب الأردني لأول مرة، كيف تصف هذا الشعور؟

فيما يتعلق بالمنتخب الأردني، لا شك أنه شرف عظيم أن تدافع عن قميص بلادك، وأتمنى أن أكون دائما خادما للمنتخب، فهو شرف كبير لا يختلف عليه اثنان، وتلقيت طلباً لتقديم جواز سفري من قبل إداري المنتخب الكابتن أسامة طلال، قبل أن يتم استدعائي رسميا لذلك، كما قلت لك هذا شرف كبير لأي لاعب.

* من العربي فالصريح إلى الفيصلي... طرقت سريعا أبواب ناد كبير، ما السبب في رأيك؟

نجاحي في تصدّر قائمة الهدافين في الدوري الأردني ساهم كثيراً في انتقالي إلى الفيصلي، وأنا أعتبر ذلك نجاحا مميزا في مسيرتي، لأنني استطعت فرض نفسي في ظل تواجد هدافين لا يشق لهم غبار، على غرار المحترفين التونسي هشام السيفي والسنغالي عبدالعزيز انداي. وبالتالي، كان الفيصلي أحد الأندية التي اهتمت بي، وأنا أشعر بفخر كبير بارتداء قميص ناد عريق ومنافس بارز على الألقاب، وسأكون عند حسن ظن جماهير الزعيم في الفترة المقبلة.

* وُصفت بأنك "بونجاح الأردن"، خاصة بعد تسجيلك العديد من الأهداف... ما هو السر في  اختيار هذا النجم بالذات؟

بعد أن نجحت في هز الشباك مرارا والمنافسة على لقب الهداف في الموسم الحالي، أطلق عليّ الجمهور لقب "بونجاح الأردن"، لأنني أشبهه في الشكل ربما وفي الأهداف. وفي المجمل، يعتبر بغداد بونجاح أحد أهم المهاجمين الجزائريين والعرب، وأنا شخصيا أعتز وأفتخر كثيرا بأن يكون هناك وجه شبه بيني وبينه. وكما قلت لك، فالجماهير هي من أطلقت هذا اللقب عليّ، خاصة بعد تسجيلي أول هاتريك في مسيرتي أمام شباب الأردن في الدوري.

* كثيرون يتساءلون عن سر احتفالك حين تسجل الأهداف... هل لنا أن نعرف ما الذي يدفعك إلى هذا الاحتفال؟

الاحتفال الذي أقوم به بوضع الأصبعين في الأذن، أعتبره رسالة موجهة مني للذين سبق وأن انتقدوني ووصفني بعضهم بأني لاعب عادي بل وأقل من عادي أيضا، لتأتي الأهداف ردا عليهم في النهاية، حيث لا أستطيع سماع انتقاداتهم بعد الآن.

* لو وصلك عرض احترافي خارج البلاد، أين تتمنى الاحتراف؟

في الحقيقة، أنا كأي لاعب أتمنى الاحتراف في الخارج، ولكن حين يصل عرض ما سأقوم بدراسته، وبالتأكيد فليست لديّ فكرة أو توجه معين للاحتراف في مكان ما.

* من بين النجوم العرب في أوروبا من يعجبك وتتمنى أن تصل إلى مستواه؟

أصبحت القارة الأوروبية تعجّ بالنجوم العرب، وهذا فخر كبير لنا ودليل نتلمّسه في المستقبل لنسير على دربهم. أنا في الواقع أحب النجمين الجزائري رياض محرز والمصري محمد صلاح، فالأول أنا أعشق لمساته الفنية في الملعب، فيما يعجبني طريقة إنهاء الكرة وتسجيل الأهداف بالنسبة لصلاح. أتمنى أن أصل إلى مستواهم الكبير يوما ما، وهذا هدف سأحاول تحقيقه بعون الله.

المساهمون