(كتاب ميسي 13)..ريكارد وفرصة ميسي

03 مارس 2016
+ الخط -


كان يوم الثلاثاء الموافق 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2003 يحمل أهمية كبيرة في تاريخ ميسي، حيث التقى بيري جراتاكوس، مدرب الفريق الثاني لبرشلونة، مع الهولندي فرانك ريكارد، مدرب الفريق الأول، في اجتماعهما الأسبوعي المعتاد.

"بيري، أتمنى ألا تستاء مما سأقوله لأنه قد يفسد خططك ولكن مطلوب مني خوض مباراة ودية أمام بورتو وأغلب اللاعبين مع منتخباتهم، لذا سأحتاج بعضاً ممن لديك".. كانت هذه هي الجملة التي قالها ريكارد لجراتاكوس، ليخبره الأخير بعدها بأنه لا توجد مشكلة ويقترح عليه ضم أوريول وميسي قبل أن يقول "خذهما معك وحينما نلتقي الأسبوع المقبل أخبرني رأيك".

يقول ميسي في حوار مع قناة البرسا متذكرا شعوره في تلك اللحظة "كل ما كنت أفكر فيه هو الاستمتاع بتجربة السفر مع الفريق الأول، لأنه كان شيئا جديدا للغاية بالنسبة لنا".. ولكن الحقيقة أن الأمر لليو كان أكبر من هذا حيث اعتبر حينها أن تلك اللحظة كانت تجسيدا لكل المجهود الذي بذله هو وعائلته.. الليلة التي سبقت السفر، لم ينم بسهولة.

كانت مشاركة ليو مع الفريق الأول للبرسا بمباراة غير رسمية في 16 نوفمبر 2003 أمام بورتو البرتغالي بمناسبة افتتاح ملعبه الجديد، عمره حينها كان 16 عاما و145 يوما، حيث دخل المباراة في الدقيقة 75 مرتديا القميص رقم 14.. ذلك الذي كان يخص الأسطورة يوهان كرويف.

لم تكن أجواء التبديل ودودة حيث خرج فرناندو نابارو وعلى وجهه علامات الاستياء.. كان عائدا من الإصابة ويرغب في إكمال المباراة الودية للدخول في الوتيرة المطلوبة، حيث يقول نابارو حول هذا الأمر "حينما أشاهد هذه اللقطات أبتسم، أنا كنت أرغب في اللعب بعد ابتعادي لفترة بسبب الإصابة، هذا أمر طبيعي، ولكن على الأقل يمكنني القول إنني من قدمت لأفضل لاعب في العالم حاليا وربما التاريخ جانباً من فرصة إظهار ذاته".

خلال الدقائق القليلة التي لعبها ميسي في مركز المهاجم الوهمي بطلب من ريكارد، وكان قريبا للغاية من التسجيل في فرصتين، الأولى كانت في غفوة من الدفاع ولكن الحارس تمكن من التقاطها، أما الثانية فكانت أكثر خطورة حيث سرق الكرة من الحارس لينطلق أمام المرمى الفارغ، ولكنه بدلا من التسديد مررها بطريقة غير دقيقة لأوريول، وحتى هذه اللحظة يقول ميسي "لا أعرف لماذا لعبتها بهذه الطريقة".

خسر برشلونة هذه المباراة الودية بهدفين نظيفين، وخلال المؤتمر الصحافي أوفى ريكارد الفتى صاحب الـ16 عاما حقه حيث تحدث عنه قائلا "لقد خلق فرصتين وكان قريبا للغاية من التسجيل، لديه موهبة كبيرة وأمامه مستقبل مشرق ومبشّر".

في الوقت نفسه يقول تين كات، مساعد ريكارد في تلك الفترة، إن جوزيه مورينيو، مدرب بورتو حينها، لم يقل أي شيء بخصوص ميسي، حيث أضاف "لكنه كان يجهل من هو تماما".

بعد المباراة في 18 نوفمبر 2003، خصصت صحيفة "الموندو ديبورتيفو" الرياضية أول غلاف لها عن ميسي ووصفته بـ"النجم القادم" في صدر صفحتها الرئيسية، واختارت صورة لليو وهو يقوم بـ"تنطيط" برتقالة.

ارتفعت بعض الأصوات حينها اعتراضا على الأمر داخل الجريدة وأيضا من الجمهور معتبرين الأمر ينم عن مبالغة، ولكن بعد كل هذه السنوات ثبت أن الأمر ليس كذلك فميسي لم يتوقف عن إبهار الجميع بمراوغاته ولمساته.

تلك البرتقالة التي شاركت ميسي غلاف الجريدة في ذلك اليوم لا تزال موجودة، حيث يحتفظ بها الصحافي روبرتو مارتينيز داخل صندوق زجاجي محكم الغلق ويفعل كل ما في وسعه حتى لا تفسد فهي التي كانت شاهدة على اقتراب حلم ميسي من عالم الواقع.

اقرأ أيضا
(كتاب ميسي 12)..أرواح ميسي الأربع ومواجهة راموس الأولى
(كتاب ميسي..11) "موسم القناع" وخطيئة أرسنال
(كتاب ميسي 10) فيلانوفا ومقالب الحارس الشخصي بيكيه
(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو"
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً

المساهمون