كأس العالم للمشردين... تجربة غيّرت حياة أبطالها إلى الأفضل

10 ابريل 2024
فريق كوريا الجنوبية بمواجهة سويسرا في نسخة 2023 (طيفون كوسكون/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فيلم "اللعبة الجميلة" يركز على كأس العالم للمشردين، بطولة سنوية تهدف لتحسين حياة المشاركين وزيادة الوعي حول التشرد، من خلال قصص حقيقية لأشخاص من إنكلترا ومناطق أخرى.
- تأسست البطولة في 2001 وأقيمت أول مرة في 2003، تضم فرق رجال ونساء من مختلف البلدان، وتهدف لإنهاء التشرد عبر الرياضة، مع تحقيق نجاحات وتغييرات إيجابية في حياة المشاركين.
- البطولة تشمل معايير محددة للمشاركة لتوفير فرص للمشردين والأشخاص في ظروف صعبة، تسعى لتمكينهم وإلهامهم لبناء مستقبل أفضل، مع تأكيد على التأثير الإيجابي الكبير على حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية.

سلّط فيلم "اللعبة الجميلة" الضوء على مسابقة كأس العالم للمشردين التي ولدت قبل 20 عاماً تقريباً، وشهدت طوال تاريخها على الكثير من القصص المثيرة التي غيّرت حياة أبطالها نحو الأفضل.

ويفتح فيلم "The Beautiful Game" (اللعبة الجميلة)، الباب أمام رحلة البحث عن قصة كأس العالم للمشردين، هذه البطولة التي ربما لم يسمع بها كثرٌ، قبل مشاهدة الفيلم على منصة "نتفليكس"، وهو الذي يروي قصصاً حقيقية لأشخاص جاؤوا من إنكلترا للمنافسة في هذه الدورة التي تضمّ لاعبين عانوا في حياتهم بطرق مختلفة، وكان هدفها ولا يزال زيادة الوعي وتغيير وجهة نظر الناس حول العالم تجاه المشردين أينما وجدوا.

تاريخ البطولة وتطورها

كأس العالم للمشردين، بطولة سنوية لكرة القدم، تنظمها مؤسسة اجتماعية، هدفها إنهاء التشرّد من خلال هذه الرياضة، حيث يتنافس المشردون في كلّ منتخب من مختلف البلدان، إذ بدأت رحلة هذه البطولة لأول مرة في عام 1999 (رسمياً 2003)، قبل أن تشهد دخول منافسات السيدات في عام 2008، ومنذ 2010، ضمّت جميع النسخ فرقاً للرجال والسيدات.

بداية الرحلة الرسمية، كانت حين تأسست منظمة كأس العالم للمشردين بالاشتراك مع ميل يونغ وهارالد شميد (رئيس الاتصالات وجمع التبرعات في كاريتاس الدولية السابق)، في عام 2001، بهدف الدعوة إلى إيجاد حلٍ عالمي لمشكلة التشرّد، وأقيمت أول بطولة رسمية سنوية للمشردين في عام 2003 في مدينة غراتس (النمسا)، وعلى أثرها كانت العديد من الدول والمدن مسرحاً لهذه البطولة: غوتنبرغ، وإدنبره، وكوبنهاغن، وكيب تاون، وملبورن وميلانو، وريو دي جانيرو، وباريس، وبوزنان، وسانتياغو، وأمستردام، وغلاسكو، وأوسلو، ومكسيكو سيتي، وويلز في 2019، ومن ثم ساكرامنتو في الولايات المتحدة الأميركية في 2023، في حين ستقام نسخة 2024 في سيول بكوريا الجنوبية، مع العلم أن نسخة 2020 في تامبيري بفنلندا ألغيت بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19)، التي شلّت العالم بأسره ومعه المجال الرياضي تحديداً.

ويُعتبر منتخب المكسيك للمشردين الأكثر نجاحاً لدى الرجال، بعدما حقق اللقب 4 مرات تاريخياً، فيما كان أول تتويج من نصيب النمسا على حساب إنكلترا، أما الفوز الأخير في نسخة 2023، فكان من نصيب فريق تشيلي على حساب المكسيك بنتيجة 5-3، مع الإشارة إلى أن البرازيل توّجت باللقب 3 مرات في أعوام 2010 و2013 و2017، في حين كان فريق أفغانستان الممثل الآسيوي الوحيد الذي حصد الكأس في عام 2008 على حساب روسيا بنتيجة 5-4، مع العلم أنّ منتخب سيدات المكسيك يحمل لقب البطولة الأخيرة، وهو الأكثر نجاحاً برصيد 8 ألقاب.

القواعد والشروط في كأس العالم للمشردين

منذ 2015 تقام بطولة كأس العالم للمشردين على ملاعب عشبية صناعية من شركة "Act Global"، ولكن يجب على اللاعبين استيفاء بعض الشروط المعينة للمشاركة، منها أن يكون عمر الشخص أكثر من 16 عاماً عند انطلاق المنافسات، ولم يشارك في أي نسخ سابقة من هذه البطولة، حيث يسعى المنظمون لإعطاء فرصة لأكبر عدد ممكن للحضور عاماً تلو الآخر كي يحظوا بفرصة نادرة قد تغيّر حياتهم.

ويحتاج المشاركون إلى استيفاء شروط أخرى، وهي أن يكون اللاعب مشرداً بالفعل أو مقيماً في مركز إعادة تأهيل من المخدرات والكحول خلال آخر عامين، أو من طالبي اللجوء الحاليين أو الذين حصلوا على الإقامة قبل عامٍ من الحدث تحديداً، إضافة إلى المجبرين على العيش في الشوارع لعدم وجود مساكن يمكنهم دفع بدل إيجارها، مع العلم أن الحد الأقصى للاعبين في أرضية الملعب لكلّ فريق هو 4، بينهم حارس المرمى، في حين أن هناك 4 لاعبي احتياط يمكنهم الدخول والخروج في أي وقت يريده المدرب، ويحصل الفائز على 3 نقاط كما هو الأمر في المونديال العادي وبطولات كرة القدم العالمية، في حين يخرج الخاسر خالي الوفاض، لكن الأمر المختلف هو أنّ التعادل يعني خوض ركلات ترجيح، ومن يفوز ينال نقطتين بدلاً من 3، مقابل نقطة للفريق المهزوم، في حين أن مدّة المباراة 14 دقيقة، بواقع سبع دقائق لكلّ شوط، ويبلغ طول الملعب 22 متراً وعرضه 16 متراً".

هدفٌ سامٍ

تجلب بطولة كأس العالم للمشردين، وفقاً للموقع الرسمي، إحساساً بـ"الهدف المنشود" للأشخاص الذين قد يشعرون بأنهم فقدوا أهدافهم، لتساعدهم هذه المنافسة على الإلهام مجدداً لتغيير حياتهم، خاصة أن التشرّد قد يؤدي في بعض الأوقات إلى العزلة، ما يدفع الشخص إلى الشعور بالابتعاد عن المجتمع والوحدة، ومن ثم يمكن أن يشكل الانضمام إلى فريق كرة القدم خطوة صغيرة لكنها ذات أهمية كبيرة لمساعدة الفرد في أن يعود ويصبح عنصراً فعالاً في المجتمع.

وتقول المنظمة أيضاً "نستخدم كرة القدم شبكةَ دعمٍ عالميةً لمساعدة الأشخاص الذين يكافحون من أجل بناء منزل لأنفسهم وإلهامهم. نريد أن نخلق بيئة لهم حيث يتم تمكينهم وتغيير حياتهم. نريد أن يشعر لاعبو فرق البطولة لدينا بأنهم أبطال قبل أن تطأ أقدامهم أرض الملعب. في كل عام، تلهم شبكتنا الدولية المكونة من الدول الأعضاء أكثر من 100000 شخص بلا مأوى في جميع أنحاء العالم. يشارك أكثر من 500 لاعب كلّ عام في أكثر من 400 مباراة على مدار 8 أيام".

وأورد الموقع الرسمي للمنظمة بعض الإحصاءات المثيرة، حيث يقول إن حياة 1.2 مليون شخص تغيّرت منذ عام 2003، و94% من الذين شاركوا في كأس العالم للمشردين أكدوا أنّ المشاركة أثّرت عليهم إيجابياً، كما أن 83% من اللاعبين حسَّنوا العلاقات الاجتماعية مع العائلة والأصدقاء، و77% تغيّرت حياتهم كثيراً، و76% استمروا في الاستمتاع بالرياضة ولعبها.

المساهمون