أثار ياسين عدلي نجم نادي ميلان الإيطالي جدلاً جديداً في الجزائر، بعد أن أعلن بشكل مباشر انتظاره لفتة من المنتخب الفرنسي ورغبته في تمثيل "الديوك" في المحافل القادمة، أبرزها بطولة "يورو 2024" المقررة في ألمانيا الصيف المقبل، رغم أن تقارير سابقة رجحت اختياره للخضر بعد تعيين مدربه السابق في نادي بوردو فلاديمير بيتكوفيتش خليفة لجمال بلماضي.
وأدلى ياسين عدلي، الأربعاء، بتصريح في مؤتمر صحافي يسبق مباراة فريقه ميلان ضد سلافيا براغ التشيكي في الدوري الأوروبي، حيث قال: "اختيار الجزائر أم فرنسا؟ كلاعب كرة قدم، هدفي اللعب في المستوى العالي مع المنتخب الفرنسي، سأشرح السبب لاحقاً، الآن ليس الوقت المناسب".
وتفاعلت جماهير جزائرية بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع تصريحات ياسين عدلي، حيث صبت جام غضبها على موقف اللاعب، على غرار أحد المشجعين الذي كتب عبر منصة (إكس): "بعد أن انفتح على تمثيل منتخب الجزائر سابقاً، ياسين عدلي يعلن وبشكل رسمي أن رغبته اللعب على أعلى مستوى وبالتالي تمثيل فرنسا، قرار غير مفهوم، لربما تشاءم بتمثيل الجزائر ورآه عديم الفائدة بسبب فشل المنتخب في آخر نسختين في أمم أفريقيا وكذلك عدم التأهل للمونديال".
- بعد أن انفتح على تمثيل منتخب الجزائر سابقاً، ياسين عدلي يعلن وبشكل رسمي ان رغبته اللعب على أعلى مستوى وبالتالي تمثيل فرنسا! 👎
— راتب يبرودي | Rateb Yabroudi (@rateb_yabroudi) March 6, 2024
- قرار غبي وغير مفهوم، لربما تشائم بتمثيل الجزائر ورآه عديم الفائدة بسبب فشل المنتخب في آخر نسختين في امم أفريقيا وكذلك عدم التاهل للمونديال! 🇩🇿 pic.twitter.com/TY0FURaWUx
وكتب آخر "كل مرة أقول بأن الوقت قد حان لأن يتعلم مثل هؤلاء المغتربين الانتهازيين (ياسين عدلي مثالاً) من الدروس الكثيرة وآخرها درس حسام عوار، لكن لا حياة لمن تنادي. الآن يجب الضرب بيد من حديد وإغلاق الأبواب نهائياً على أمثالهم، لكن للأسف ذلك لن يحدث ولا توجد أي بوادر".
كل مرة أقول بأن الوقت قد حان لأن يتعلم مثل هؤلاء المغتربين الانتهازيين (ياسين عدلي مثالاً) من الدروس الكثيرة وآخرها درس حسام عوار، لكن لا حياة لمن تنادي... الآن يجب الضرب بيد من حديد وإغلاق الأبواب نهائيا على أمثالهم، لكن للأسف ذلك لن يحدث ولا توجد أي بوادر.
— Med Salah Amelal (Algeria Players PRO) (@amelalMS) March 6, 2024
هل يتراجع عدلي مثل سابقيه؟
وجاء كلام ياسين عدلي المفاجئ ليعيد للأذهان تصريحات مشابهة من لاعبين آخرين أصحاب الجنسية المزدوجة والذين مثلوا كذلك مختلف الفئات السنة للمنتخب الفرنسي، حيث كانوا قد أكدوا في مقابلات إعلامية أن حلمهم الأول يبقى اللعب لمنتخب "الديوك"، لكنهم أصبحوا الآن من نجوم المنتخب الجزائري، آخرهم أمين غويري.
وكان أمين غويري المحترف حالياً في نادي رين قد أكد في تصريحات سابقة أنه ينتظر دعوة ديديه ديشان، لكنه انتهى به المطاف مع الخضر منذ معسكر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وهو حسام عوار الذي مثل حتى المنتخب الفرنسي الأول في لقاء واحد، ومن حسن حظه أنه كان ودياً ضد أوكرانيا عام 2020 ما سمح له بتغيير جنسيته الرياضية لدى "فيفا"، وإلا لكانت مسيرته الدولية قد انتهت مبكراً بعد حدوث تراجع رهيب في مستواه.
وهناك أسماء أخرى تلعب حالياً لمنتخب الجزائر سبق وأن كانت تعترف أنها تفضل المنتخب الفرنسي، على غرار الظهير الأيسر ريان آيت نوري وقبلهما سفيان فيغولي وياسين بن زية، وكذلك لاعبون من الجيل السابق في مقدمتهم فوزي غلام واسحاق بلفوضيل وحسان يبدة ومراد مغني، دون نسيان جيل التسعينات يتقدمهم نجم باريس سان جيرمان السابق علي بن عربية.
رفع قيمته السوقية
هناك من يعترف أن ياسين عدلي سيكون في مهمة شاقة جداً وصعبة لإقناع ديديه ديشان باللعب للمنتخب الفرنسي للعديد من الأسباب، أولها أن منتخب "الديوك" يزخر بالعديد من المواهب والنجوم في خط الوسط ويلعبون أساسين في أندية كبيرة، إضافة إلى أن هذا اللاعب لا يعتبر أساسياً فوق العادة بتشكيلة ميلان مثل إسماعيل بن ناصر، حيث يعتمد عليه ستيفانو بيولي حسب الغيابات والمباراة وظروفها.
ومن زاوية أخرى، يبدو أن ياسين عدلي أراد رفع قيمته التسويقية في حضور مدربه ستيفانو خلال هذا المؤتمر الصحافي، والتأكيد على طموحه العالي باللعب بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، ومنه التأكيد على أنه عازم على مواصلة القتال لفرض نفسه في تشكيلة "الروسونيري".
هل أخلف عدلي وعده للجانب الجزائري؟
يبقى من المؤكد وحسب معلومات نشره موقع "العربي الجديد" في وقت سباق عبر مصدره الخاص، أن ياسين عدلي تلقى اتصالات عديدة من طرف المدرب السابق للخضر جمال بلماضي، ومنذ أن كان اللاعب يلعب في نادي بوردو الفرنسي عام 2020، أما في هذا الموسم، فقد قدم وسط ميدان الشاب وعداً بقدومه لتمثيل الخضر، عندما يفرض نفسه في نادي ميلان، كونه عانى كثيراً الموسم الماضي ومشاركته كانت في دقائق قليلة جداً بقميص الفريق.
ولم يختلف الوضع بعد انتخاب وليد صادي رئيساً للاتحاد الجزائري لكرة القدم، فهذا المسؤول ولأنه يعطي أهمية كبيرة للاعبين أصحاب الجنسية المزدوجة مثلما كان الحال في عهد محمد روراوة، كان قد دخل في مفاوضات مع اللاعب لإقناعه باللعب للخضر، وهو ما وافق عليه مبدئياً، لكن هذا التصريح الأخير جاء ليعيد كل شيء إلى نقطة الصفر.