بعد صيف تاريخي لكرة القدم الإيطالية يعود "الكالتشيو" من بوابته الأشهر، دوري "السري A"، مع أخبار إيجابية ولو أنها لا تبدو كافية للأندية. الجماهير ستتواجد في المدرجات لكن ليس بنسبة كاملة كما هي الحال في فرنسا وإنكلترا مثلاً، مع رغبة كبيرة من "ليغا كالتشيو" بتحقيق هذا الأمر سريعاً، بعد التوقف الدولي تحديداً.
بعيداً عن الشكل الذي سيعيد الحياة إلى الملاعب بعد موسمين استثنائيين بكل معنى الكلمة، تتجه الأنظار لمعرفة أي موسم علينا أن ننتظر على مستوى الصراع من أجل "السكوديتو".
ما هو واضح جداً أنّ يوفنتوس ينطلق على الورق أقوى من الجميع. عودة ماسيميليانو أليغري أعطته صلابة تكتيكية نظراً لخبرة المدرب الإيطالي الذي فاز خمس مرات بـ"السكوديتو" مع النادي. تطور اللاعب الإيطالي فيديريكو كييزا الكبير. مجيء مواطنه مانويل لوكاتيلي سيعطي إضافة مهمة في الوسط، عودة الأرجنتيني باولو ديبالا من الإصابة، الثقة الكبيرة التي عادت للثنائي الإيطالي جورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي، مع مواطنهما فيديريكو بيرنارديسكي الذي يكمل خماسي بطل أوروبا. ومع كل هذه الأمور الإيجابية، يبقى موضوع البرتغالي كريستيانو رونالدو مقلقاً نوعاً ما. بقاؤه ماذا سيعني لأليغري؟ على المستوى التكتيكي وعلى مستوى إدارة غرفة الملابس، سيكون تحدياً كبيراً للمدرب، نجاحه فيه سيعني الكثير محلياً وفي أوروبا عموماً.
على الورق إنتر خسر الكثير من قوته التي كانت في الموسم الماضي، عملياً خسر الثلاثي الذي كان السبب الأبرز بالفوز باللقب؛ المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي أولاً، اللاعب البلجيكي روميلو لوكاكو ثانياً ومعهما المغربي أشرف حكيمي. الدخول في الأسباب يحتاج لموضوع لوحده، لكن النتيجة أننا أمام فريق مختلف، لن ينطلق على ذات الخط مع "يوفي"، لكنه بالتأكيد قادر على الاحتفاظ باللقب إن نجح المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي بتخطي الموضوع النفسي أولاً، وبإعادة الثقة للاعبين بعد التغييرات التي حصلت ثانياً، وفي حال تألَق اللاعبون الجدد البوسني إدين دجيكو والهولندي دينزل دومفريس والتركي هاكان تشالانوغلو، فيما المهاجم الآخر على الطريق. كل شي قد يتغير، مع انتظار الكثير مع الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز الذي أصبح عملياً النجم الأبرز بعد لوكاكو. باختصار، نحتاج لمشاهدة إنتر إنزاغي لتصبح الصورة أوضح، مع التأكيد أنّ الفريق يملك كل شيء للمنافسة على اللقب.
ميلان يبدو أيضاً أكثر قوة، الفرنسي أوليفييه جيرو في الهجوم يعطيه أهدافاً احتاجها الموسم الماضي، الفرنسي مايك ماينان خطف الأضواء بسرعة في حراسة المرمى، ولو أنّ تعويض الإيطالي جانلويجي دوناروما ليس سهلاً على الإطلاق، فيما سيعطي الإيطالي أليساندرو فلورينزي نوعية أفضل للتشكيلة وحلولاً أكثر للمدرب الإيطالي ستيفانو بيولي الذي ينتظر المزيد في خط الوسط. لكن قدرة ميلان الحقيقية على المنافسة من أجل "السكوديتو" تتوقف على نجمه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، كم سيلعب من مباريات؟ مع إضافة أمر أخير قد يبدو هامشياً لكنه ليس كذلك بالتأكيد، كيف سيكون وقع عودة جمهور ميلان على الفريق في ملعب "سان سيرو" تحديداً؟
مع انطلاق الموسم، الرغبة كبيرة أيضاً بمشاهدة روما مورينيو أو لنقل جوزيه مورينيو في روما، المدرب البرتغالي صاحب الثلاثية التاريخية لإنتر يعود إلى إيطاليا لأول مرة بعد تلك السنة، يملك مجموعة من المواهب؛ الإيطالي نيكولو زانيولو في مقدمتها، الفريق إن لعب من دون ضغوط يمكنه أن يفعل الكثير.
فريق آخر يمكنه أن يفعل الكثير هو أتالانتا جان بييرو غاسبريني، النادي الذي يجمع المراقبون على أنّ بإمكانه المنافسة فعلاً على اللقب لو وضع ذلك هدفاً له، يحتاج للاعبين أو ثلاثة من نوعية مختلفة وهو ما لا يبدو من أهداف مالك النادي الإيطالي أنطونيو بيركاسي، لكن أتالانتا يبقى أصعب الخصوم، وإن نجح بعد خسارة الكثير من النقاط أمام فرق أضعف منه بشكل واضح، قد يشكل مفاجأة في المنافسة على اللقب.
وبين الكبار يبقى نابولي ولاتسيو، الأول مع الإيطالي لتشانو سباليتي، والثاني مع ماوريسيو ساري، مع إدارة لكل منهما تفكر كثيراً بالوضع المالي يبدو أنّ التأهل لدوري أبطال أوروبا سيكون الهدف الكبير لهما.
موسم جديد مع عبارة قديمة، تتكرر دائماً في إيطاليا، كلهم يريدون رأس يوفنتوس، فهل هناك من يقدر على تكرار ما فعله إنتر في الموسم الماضي؟