عندما تتحول تقنية الفيديو إلى مسرحية!

11 نوفمبر 2023
تقنية الفيديو تثير جدلاً كبيراً بسبب قراراتها (سيباستيان فريج/ Getty)
+ الخط -

"لا أحب هذه المسرحية".. جملة قالها مدرب توتنهام الأسترالي أنج بوستيكوغلو للصحافيين مباشر بعد نهاية مباراة فريقه أمام تشلسي الاثنين الماضي والتي خسرها بالأربعة، وخسر فيها لاعبين اثنين بالبطاقة الحمراء، ولاعبين أصيبا، ورفض له فيها حكام تقنية الفيديو هدفين، ما جعله يشكك في فعالية التقنية ويعتبرها مسرحية تقلص من صلاحيات الحكم الرئيسي، وهو نفس الاتجاه الذي ذهب إليه مدرب أرسنال ميكيل أرتيتا، وقبله يورغن كلوب، وغاريث ساوثغيت مدرب المنتخب الإنكليزي، بسبب الأخطاء التحكيمية المتكررة رغم توفر تقنية ترافق الحكام لتنصف اللاعبين والفرق وتقلل من الأخطاء التحكيمية، لكن يبدو أنها لا تزال مثيرة للجدل، وتحتاج إلى تحسين استعمالها في بعض الحالات.

بالعودة إلى تقنية الفيديو في ديربي لندن رفض الحكم هدفاً ثانياً يبدو شرعياً سجله القائد الكوري الجنوبي سون هيونغ مين، ثم لفت حكام الغرفة نظر الحكم إلى خطأ المدافع الأرجنتيني روميرو الذي طرده حكم المباراة عند مراجعة وضعية تسلل في لقطة هدف التعديل الذي سجله كايسيدو وتبين أن زميله جاكسون كان في وضعية تسلل، حيث تبين أن كريستيان روميرو قام بعرقلة مواطنه أنزو فرننديز، وهي العملية التي دامت خمس دقائق أمام دهشة الحاضرين والمدرب الأسترالي بوستيكوغلو، الذي اضطر إلى تغيير المدافع الهولندي فانديفان ووسط الميدان جيم سماديسون بسبب الإصابة، قبل أن يطرد الحكم المدافع الإيطالي أودوغي في بداية الشوط الثاني إثر تلقيه بطاقة صفراء ثانية، ويرفض هدفاً آخر سجله أيريك دايير في الدقائق الأخيرة التي شهدت انهياراً تاماً لفريق توتنهام الذي تلقى ثلاثة أهداف في الوقت بدل الضائع.

المدرب الأسترالي لنادي توتنهام بوستيكوغلو شبّه سيناريو المباراة بمسرحية لا يحبها، اضطر على إثرها الحكم إلى إضافة 21 دقيقة من الوقت بدل الضائع في نهاية الشوطين بسبب لجوئه كلّ مرة إلى معاينة اللقطات المشكوك فيها، وخسر على إثرها فريقه بالأربعة بعد طردين وإصابة لاعبين اثنين، لذلك اشتكى، وطالب بإعادة النظر في استعمال تقنية أفقدت الحكم صلاحياته، والمباريات نكهتها، ولم تقض على الأخطاء التحكيمية التي كانت إلى وقت قريب جزءاً من اللعبة، قبل أن تصبح في نظر البعض عاملاً مهدداً لمتعة اللعبة، رغم إشراك الحكم الرئيسي في اتخاذ القرار الصائب بالعودة إلى الشاشة الخاصة بالتقنية الحاضرة في الملعب لاتخاذ القرار النهائي في احتساب الأهداف وركلات الجزاء والبطاقات الحمراء.

بعيدا عن الملاعب
التحديثات الحية

مدرب المنتخب الإنكليزي غاريث ساوثغيت أكد من جهته في تصريحات صحافية أن الاستعانة بتقنية الفيديو لم تحل مشكلة الأخطاء التحكيمية في إنكلترا، ولم تنه الجدل في الأوساط الفنية والإعلامية والجماهيرية الإنكليزية بالخصوص، والتي تتميز مبارياتها بالإثارة الكبيرة، وحان الوقت لإعادة بعث النقاش حول فعالية التقنية وكيفية استعمالها وصلاحيات الحكام التي بدأت تتراجع، وهي الأمور التي دفعت بمجلس إدارة الاتحاد السويدي مثلاً إلى عدم استخدام تقنية الفيديو في المسابقات المحلية، ما يزيد من حجم الإثارة في المباريات رغم احتمال وقوع الحكام في الأخطاء، وهو نفس التوجه الذي تدعو إليه رابطة مشجعي كرة القدم في إنكلترا في انتظار ادخال تحسينات على كيفية استعمالها.

مهما كانت الآراء والانطباعات حول التقنية وخصوصياتها وإيجابياتها الكثيرة بالنسبة للمعنيين بها مباشرة من لاعبين ومدربين وحكام، فإن الأكيد أن الغالبية العظمى من الجماهير والمشاهدين عبر شاشات التلفزيون يرون أن تقنية الفار جعلت كرة القدم أقل متعة وإثارة، مقارنة باستعمال تكنولوجيا خط المرمى التي تكون قراراتها فورية ولا تتسبب في وقف سير المباراة وتغيير نتيجتها.

المساهمون