استمع إلى الملخص
- **منافسة ركوب الأمواج في تيهوبو**: ستقام في بلدة تيهوبو بإقليم تاهيتي الفرنسي، الذي يبعد حوالي 16 ألف كيلومتر عن باريس، لشهرته في رياضة ركوب الأمواج وجماله الفريد.
- **الجدل والاحتجاجات حول بناء برج الألمنيوم**: أثار بناء برج لمساعدة الحكام في تيهوبو جدلاً بسبب تأثيره البيئي، مما دفع جمعية محلية لجمع توقيعات ضد المشروع. تم الاتفاق على تصميم يحافظ على البيئة الطبيعية.
ستشهد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية "باريس 2024"، خلال الفترة الممتدة من 26 يوليو/تموز الجاري وحتى 11 أغسطس/آب المقبل، حدثاً فريداً هو الأول من نوعه، حيث إن المنافسات التي يصل عددها إلى 32 رياضة، وما مجموعه 329 منافسة ميدالية، لن تُقام في العاصمة الفرنسية فقط، إذ تستضيف مدن بوردو، ونانت، وليون، وسانت إتيان، ونيس ومرسيليا، مباريات كرة القدم، في حين ستجرى منافسات القوارب الشراعية في مرسيليا، بينما ستحتضن مدينة ليل بعض الرياضات الجماعية الأخرى، لكن الحدث الأبرز يتعلق بإقامة منافسة ركوب الأمواج في بلدة تيهوبو.
وسيتنافس أكثر من عشرة آلاف رياضي في العاصمة باريس والمدن المجاورة لها، لكن ستقام فعاليات منافسة ركوب الأمواج في بلدة تيهوبو التي تقع في إقليم تاهيتي الفرنسي، وتبعد حوالي 16 ألف كيلومتر من العاصمة الفرنسية باريس، حيث جرى اختيار جزيرة بولينيزيا الفرنسية الواقعة في المحيط الهادئ، لأن هذا الموقع يحظى بشهرة كبيرة في عالم رياضة ركوب الأمواج، كما أنها تُعد واحدة من أكثر الأماكن انتقائية في العالم والأجمل بلا منازع لإقامة مثل هذه المنافسات، في المقابل، تكون شواطئ فرنسا بلا أمواج في أغلب الأحيان، خلال هذا الوقت من العام.
وستكسر بلدة تيهوبو في أولمبياد باريس 2024 الرقم القياسي المسجل لأطول المسافات بين مدينة يقام فيها حدث أولمبي والمدينة المستضيفة لدورة الألعاب الأولمبية، الذي كان مسجلاً في دورة الألعاب الأولمبية بملبورن الأسترالية في عام 1956، قبل أن تُنقل منافسة الفروسية إلى استوكهولم في السويد بسبب قوانين أستراليا المتعلقة باستخدام الحيوانات آنذاك، مع الإشارة إلى أن منافسة ركوب الأمواج ستقام للمرة الثانية في الأولمبياد، بعدما ظهرت أولاً في الألعاب الأولمبية السابقة التي أقيمت في العاصمة اليابانية طوكيو عام 2021.
وتوفر إقامة رياضة ركوب الأمواج في تيهوبو فرصة لمشاركة الأقاليم الفرنسية التي تقع وراء البحار ومجتمعاتها في هذا الحدث العالمي لأول مرة في التاريخ، ما سيسمح باستعراض تنوع التراث الفرنسي وثرائه، رغم أن بناء برج من الألمنيوم لمساعدة الحكام في أولمبياد باريس 2024، أثار جدلاً واسعاً خلال الأشهر القليلة الماضية، نظراً إلى معارضة الاتحاد الدولي لهذه الرياضة إقامة المنافسة هناك من جهة، وكذلك بسبب احتجاج سكان هذه المنطقة على اللجنة المنظمة للحدث، حتى إن رئيس بولينيزيا الفرنسية، موتاي براذرسون، فكر في نقل المنافسة إلى مكان آخر، وفقاً لما كشفته صحيفة ليكيب الفرنسية شهر ديسمبر/كانون الأول المنصرم.
ويعود سبب الاحتجاجات الكبيرة من سكان تيهوبو إلى بناء برج الألمنيوم، وذلك بعدما قام نشطاء البيئة بتصوير بارجة بناء وهي تدمر قطع المرجان أثناء إبحارها عبر المنطقة، ما دفع إحدى الجمعيات المحلية لجمع أكثر من 255 ألف توقيع ضد بناء هذا البرج والحفاظ على الموقع، قبل أن تخف الاحتجاجات مع مرور الوقت بعد اجتماع دام حوالي خمس ساعات يوم العاشر ديسمبر/كانون الأول 2023، بقيادة الرئيس براذرسون مع المهندسين المعماريين الرئيسيين والمعارضين لتشييد البرج، ليتم الاتفاق في الأخير على تصميم منشأة المنافسة بطريقة تحافظ على البيئة الطبيعية للجزيرة. ويجدر بالذكر أن الحدث الأولمبي لركوب الأمواج في تيهوبو سيُقام على مدى أربعة أيام خلال فترة لا تتجاوز عشرة أيام، وبالتحديد ستنطلق المنافسة يوم 27 يوليو الجاري وحتى الخامس من شهر أغسطس المقبل.