صراع شرس بين المدربين المحليين والأجانب في "كان 2022"

08 يناير 2022
صراع كبير بين المدربين على اللقب الأفريقي (العربي الجديد/ Getty)
+ الخط -


صراع ساخن مرتقب تنتظره منافسات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في الكاميرون خلال الفترة الممتدة من 9 يناير/ كانون الثاني الحالي إلى 6 فبراير/ شباط المقبل، تحت إدارة 24 مديراً فنياً، ما بين محلي وأجنبي، يبحثون عن كتابة المجد، عبر حصد اللقب، أو بلوغ المباراة النهائية، في رحلة بالغة الصعوبة.

ورغم أن تاريخ البطولة يقول إن المدرب الأجنبي هو الأكثر حصداً للقب، إلا أن النسخة 33 في الكاميرون تتفوق فيها نسبة المدربين المحليين على الأجانب.

إنجاز بلماضي مع الجزائر

تبرز المدرسة الوطنية، التي فرضت نفسها بقوة في عام 2019، حينما قاد جمال بلماضي المدير الفني لمنتخب الجزائر الفريق لحصد اللقب على حساب السنغال في المباراة النهائية للنسخة التي استضافتها مصر.

ويستمر بلماضي في منصبه حالياً، وهو أمل الجزائر في حصد اللقب للمرة الثانية على التوالي، خاصة مع قوة الفريق والعروض المميزة التي يقدمها.


الكبيّر مع تونس

يقود منتخب تونس مدرب وطني آخر، وهو منذر الكبيّر، وصيف كأس العرب الأخيرة في قطر، والذي حقق نتائج جيدة في تصفيات كأس العالم عبر كرة هجومية.

ويظهر في الصورة برهان تيه، المدير الفني المؤقت لمنتخب السودان، الذي تسلم المهمة مؤخراً بعد الإخفاق في كأس العرب تحت قيادة فيلود، كما يقود منتخب جزر القمر مدرب وطني آخر، وهو أمير عبدو، الذي قاد في الوقت نفسه فريق نواذيبو الموريتاني الفترة الماضية.

ويبرز في مقدمة المدربين المحليين المتألقين في السنوات الأخيرة إليو سيسيه المدير الفني لمنتخب السنغال، وصيف كان 2019، والذي قاد "أسود التيرانغا" إلى بلوغ نهائيات كأس العالم في 2018، ونجح في بناء فريق قوي للسنغال، تعوّل عليه الجماهير كثيراً في حصد لقب البطل هذه النسخة.

ويقود منتخب بوركينا فاسو مدرب وطني، وهو كامو مالو، المدير الفني الساعي للوصول بـ"الخيول" إلى دور الثمانية على الأقل، إلى جانب جون كيستر المدير الفني لمنتخب سيراليون الساعي لتخطي الدور الأول، وأيضاً يظهر نورمان مابيزا المدير الفني لمنتخب زيمبابوي، كما يلمع اسم كبير، وهو محمد ماغسوبا المدير الفني لمنتخب مالي، أحد المنتخبات المرشحة بقوة للمنافسة على مقعد في منطقة المربع الذهبي خلال كأس الأمم الإفريقية، كما يظهر اللاعب الدولي السابق كابا ديوارا في الصورة، بعدما تسلم منصب المدير الفني لمنتخب غينيا مؤخراً، وهو أمل بلاده في المنافسة على اللقب.

الأجانب مع مصر والمغرب ونيجيريا والكاميرون

 

تتجه الأنظار صوب المدرسة الأجنبية، في ظل وجود مديرين فنيين أجانب، ينالون رواتب شهرية ضخمة، في سبيل تقديم الإضافة، وتحقيق أحلام الجماهير، عبر حصد الكأس القارية والوصول إلى منصة التتويج.

وتتصدر المدارس الأوروبية في "الكان" المدرسة البرتغالية، وأبرزهم كارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب المصري، وأحد أغلى المدربين في القارة السمراء، والرجل الذي يصل راتبه الشهري إلى 150 ألف دولار أميركي، وهو يحمل أحلام 100 مليون مصري في البطولة القارية لحصد اللقب الثامن.

ويبرز مدرب برتغالي كبير آخر وهو جوزيه بيسيرو، المدير الفني الجديد لمنتخب نيجيريا، الذي ينال راتباً شهرياً قيمته 70 ألف دولار، بخلاف حوافز مالية إضافية في حال حصده لقب بطل الأمم الأفريقية، والذي سيشرف على "النسور الخضر" بعد البطولة الأفريقية.

وهناك مدرب برتغالي ثالث هو أنطونيو كونسيساو، المدير الفني لمنتخب الكاميرون البلد المضيف للبطولة، والذي تعوّل عليه الجماهير الكاميرونية كثيراً في ترجيح كفة "الأسود"، وحصد الكأس السادسة له.

ومن الأسماء الكبيرة، يظهر البوسني وحيد حاليلوزيتش، المدير الفني لمنتخب المغرب، أحد أصحاب التاريخ الكبير في القارة السمراء، والذي يملك تجربة ناجحة مع الجزائر قبل سنوات، وينال راتباً شهرياً ضخماً، يصل إلى 100 ألف دولار، وهو مطالب أمام الجماهير المغربية بالمنافسة بقوة على لقب بطل "الكان" للمرة الثانية في تاريخ "أسود الأطلس".

خريطة المدربين الفرنسيين

تحضر المدرسة الفرنسية في خريطة مدربي المنتخبات المشاركة في البطولة بقوة، ويتصدر هؤلاء باتريس بوميل المدير الفني لمنتخب كوت ديفوار، والذي عمل مساعداً لهيرفي رونار في فترات سابقة، كما يقود منتخب موريتانيا ديديه غوميز، المدير الفني السابق للإسماعيلي وسيمبا التنزاني والقطن الكاميروني، وهو من أصحاب الخبرات بالكرة الأفريقية، وكذلك يظهر باتريس نوفو، المدير الفني لمنتخب الغابون، أحد المنتخبات المرشحة بقوة للمنافسة على بلوغ الدور ثمن النهائي.
وتخوض غانا البطولة بوجه تدريبي مخضرم وصاحب تاريخ، وهو الصربي ميلوفان رايفاتش، الذي وصل إلى نهائي أمم أفريقيا 2010، كما تأهل إلى بطولة كأس العالم في العام نفسه، وهو أمل الـ"بلاك ستارز" في المنافسة على حصد اللقب الغائب منذ 40 عاماً، بالإضافة إلى قيادة غانا فيما بعد لحصد تأشيرة التأهل إلى كأس العالم المقبلة في قطر 2022.
وهناك البلجيكي تيم سانتفيت، المدير الفني لمنتخب غامبيا، إحدى القوى الصاعدة في القارة السمراء، الباحث عن الوجود في الدور ربع النهائي على الأقل.
وتبحث هذه الأسماء جميعها عن كتابة التاريخ، رفقة منتخبات بلادهم، عبر المنافسة على اللقب، أو الحصول فعلياً على اللقب، وسط صراع شرس للغاية يدور بين المدربين الوطنيين والأجانب خلال فترة البطولة القارية.

بعيدا عن الملاعب
التحديثات الحية

رقم مصري - غاني

يؤكد تاريخ بطولة كأس الأمم الأفريقية امتلاك المدرب المحلي رقماً قياسياً تاريخياً، يتمثل في حصول المصري حسن شحاتة والغاني تشارلز غيامفي على لقب الأكثر تتويجاً، بعدما حققا اللقب 3 مرات مع مصر وغانا، ويملك شحاتة الأفضلية، بوصفه حاز على اللقب 3 مرات متتالية بين عامي 2006 و2010.
كذلك كتبت خريطة المدربين رقماً قياسياً آخر، يتمثل في حصد كل من المصري محمود الجوهري والنيجيري ستيفن كيشي شرف التتويج بالبطولة، لاعباً ومدرباً، وهو ما حفر اسميهما في سجلات التاريخ.
ويعتبر الفرنسي هيرفي رونار، المدير الفني الحالي لمنتخب السعودية، أكثر مدرب أجنبي تُوج بطلاً للكان، وكان هذا لمرتين عامي 2012 و2015، رفقة زامبيا وساحل العاج، ولم يوفق في حصدها للمرة الثالثة، حينما كان مدرباً لمنتخب المغرب في عام 2019، ويظهر في الصورة بين أساطير التدريب كلود لوروا الأكثر ظهوراً في أمم أفريقيا، إذ قاد 6 منتخبات، ونال اللقب في عام 1988 مع الكاميرون.