شارة القيادة تُورط نجوم المنتخبات العربية بعد كأس أفريقيا

20 مارس 2024
عديد النجوم غابوا عن المنتخبات العربية (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بعد الأداء المخيب للمنتخبات العربية في كأس أمم أفريقيا، دخلت هذه المنتخبات مرحلة تحضير جديدة لتصفيات كأس العالم 2026، مع تغييرات كبيرة في الإدارة التدريبية باستثناء المغرب.
- تم استبعاد لاعبين بارزين مثل محمد صلاح ورياض محرز من القوائم الجديدة للمنتخبات العربية، في خطوة لتجديد الدماء والبحث عن قادة جدد بعد الإخفاقات الأخيرة.
- المباريات الودية الحالية توفر فرصة لتجربة اللاعبين الجدد وتقييم أدائهم، كما تعطي فرصة للاعبين المستبعدين للتفكير في مستقبلهم الدولي وإمكانية العودة للمنتخبات.

غاب عدد من نجوم المنتخبات العربية عن أولى القوائم، بعد كأس أفريقيا في ساحل العاج، حيث كشف مختلف المدربين عن قوائم اللاعبين الذين سيشاركون في مباريات أسبوع "الفيفا" خلال الأيام القادمة حيث برمجت كل المنتخبات مباريات ودية تحسباً لعودة المنافسات الرسمية في تصفيات كأس العالم 2026 بعد أشهر قليلة.

وبعد خيبة كأس أمم أفريقيا، التي شهدت وداعاً مبكراً للمنتخبات العربية، حيث كانت أفضل نتيجة وصول منتخبات مصر والمغرب وموريتانيا إلى ثمن النهائي، مقابل خروج تونس والجزائر منذ الدور الأول، دون أن يحقق أي منهما أي انتصار في صدمة قوية للجماهير، فإن المنتخبات العربية دخلت مرحلة جديدة حيث استمرّ مدرب منتخب المغرب، وليد الركراكي، فقط في منصبه مدرباً لمنتخب "أسود الأطلس"، بينما أقدمت بقية الاتحادات على تغيير المدربين.

وشهدت القوائم تعديلات عديدة، باعتبار صدمة النتائج حيث لجأ كل مدرب إلى منح الفرصة إلى أسماء جديدة، ولكن القاسم المشترك البارز هو غياب اللاعبين الذين حملوا شارة القيادة مع منتخباتهم خلال النهائيات الأفريقية، حيث كان محمد صلاح ورياض محرز ورومان سايس ويوسف المساكني خارج الحسابات لأسباب مختلفة.

وتُشارك هذه الأسماء بشكل منتظم مع أنديتها المختلفة في المباريات الأخيرة، ما يؤكد أن سبب غيابها لا يعود إلى إصابات، وإنما بقرارات فنية أو اختيارات من اللاعبين، بعد الانتقادات التي طاولتهم عقب المشاركة المخيبة في كأس أفريقيا، وتحملهم مسؤولية الخيبات. كان محمد صلاح عنوان أزمة قوية في كأس أفريقيا، عندما قرّر العودة إلى فريقه ليفربول من أجل إكمال علاجه وترك "الفراعنة" إثر إصابته في المباراة الثانية أمام المنتخب الغاني، وهو قرار أثار جدلاً كبيراً في البطولة وعرّض قائد منتخب مصر لانتقادات قوية من بينها انتقادات من قبل المدرب الجديد، حسام حسن الذي لم يكن معجباً بتصرف صلاح.

وطلب ليفربول إعفاء لاعبه من المشاركة في المعسكر الأول بقيادة المدرب حسام حسن، وهو تململ استجاب المدرب الجديد لطلب النادي الإنكليزي، وبالتالي تأجل "التصادم" بين المدرب الجديد ونجم كرة القدم المصرية، الذي تجنب أيضا مواجهة الجماهير المصرية الغاضبة من تصرفاته.

ولا يبدو غياب رياض محرز عن منتخب الجزائر متوقعا، ولكن المدرب الجديد فلاديمير بيتكوفيتش كشف سبب استبعاد نجم "الخضر" عن المعسكر، وقال بيتكوفيتش بشأن غياب رياض محرز، نجم الأهلي السعودي: "اتصل بي رياض محرز وتحدثنا لفترة طويلة، أكد لي أنه يفتقر إلى الطاقة وبحاجة لاستعادة مستواه، كذلك طلب الوقت للتفكير في مستقبله. الباب يبقى مفتوحاً له، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اللاعبين الغائبين عن هذا المعسكر".

ورغم ذلك، فإن غياب النجم الجزائري يثير جدلا، بما أنه يشارك بانتظام مع فريقه الأهلي السعودي، ولكن أرقام محرز في آخر بطولة أفريقية كانت كارثية تؤكد أن غيابه قد يكون لأسباب فنية في غياب بصمته.

ورغم موهبته العالية، إلا أن ذلك لم يكن كافياً ليُجنب اللاعب الجزائري الانتقادات خاصة بعد العرض المخيب لمنتخب بلاده في كأس أفريقيا وقد يكون بصدد دفع ثمن المشاركة الكارثية لمنتخب بلاده، إضافة إلى أن مستواه كان ضعيفاً ولم يكن في قيمة ما يقدمه مع فريقه السابق، مانشستر سيتي.

ولم يكشف مدرب منتخب تونس، منتصر الوحيشي، عن السبب الحقيقي لغياب لاعب نادي العربي القطري عن معسكر تونس، ولكن حسب مصادر من الاتحاد التونسي فإن اللاعب طلب منحه راحة خلال هذه الفترة، حيث يبدو أنه يفكر بخصوص مستقبله الدولي وقد يعتزل اللعب، أو أنه سينتظر تكليف مدرب جديد بقيادة المنتخب حتى يتخذ قراره النهائي بشأن الاستمرار مع "نسور قرطاج"، وكان المساكني الذي انضم إلى قائمة اللاعبين أصحاب أكبر عدد من المشاركات في نهائيات كأس أفريقيا، قد تعرض لانتقادات قوية بسبب خيبة المشاركة التونسية وضعف مستواه، رغم كل ما قدمه لكرة القدم التونسية.

وقرّر المدرب وليد الركراكي استبعاد المدافع رومان سايس من قائمة منتخب المغرب، حيث لم يكن قائد "أسود الأطلس" في نهائيات كأس العالم عام 2022، ضمن القائمة، بعدما قدم مستوى ضعيفا في البطولة إضافة إلى تعرضه لإصابة، كما أن بروز أسماء جديدة وشابة في الدفاع قد يكون حفز الركراكي على استبعاد قائد المنتخب من القائمة الجديدة، رغم أنه كان حاضراً في كل المواعيد الكبرى في السنوات الأخيرة، وكان من نجوم المنتخب ومن بين أكثر اللاعبين حضوراً مع المنتخب وكان من نجوم المغرب في السنوات الأخيرة.

وباعتبار أن المباريات التي تخوضها مختلف المنتخبات العربية، خلال التوقف الدولي الحالي، هي ودية أساساً، فإن الفرصة تبقى قائمة بالنسبة إلى كل المنتخبات من أجل تجربة لاعبين جدد، إضافة إلى أن كل مدرب سيحاول إيجاد قائد جديد، ولكن المباريات القادمة ستكون حاسمة من أجل معرفة مصير هذه الأسماء بشكل نهائي.

حيث يتوقع أن يعلن البعض من نجوم المنتخبات العربية، عن موقفه الرسمي والنهائي من الاستمرار في التجربة الدولية، خاصة وأن تواصل استبعادهم عن المعسكرات يسيء كثيراً إلى تاريخهم الكبير مع المنتخبات، وقد يدفع البعض منهم إلى إعلان اعتزاله رسمياً، رغم أنهم ما زالوا في أوج العطاء ولهم القدرة على تقديم الإضافة، إضافة إلى أن ماضي كل لاعب منهم وتجربته مع منتخب بلاده يدفعانه إلى العودة من أجل تفادي الخروج من الباب الصغير وهدم كل النجاحات التي تحققت.

ذلك أن لاعباً مثل محمد صلاح فشل في حصد التتويجات مع منتخب مصر، وهو ما ينقص سجله الحافل بالألقاب في أوروبا من خلال تجربته مع فريق ليفربول، غير أنه فشل مرّتين في التتويج بكأس أفريقيا بعدما خسر النهائي في 2017 و2022.

المساهمون