سقوط المدربين المخضرمين: نهاية قصص محزنة في مونديال قطر

15 ديسمبر 2022
فان غال مدرب هولندا كان الأكبر (ريتشارد سيليرز/Getty)
+ الخط -

في عالم كرة القدم، خبرة المدير الفني عنصر مهم لحسم الانتصار لفريقه أو منتخب بلاده، وكلّما زاد عمر المدرب، زادت خبراته وتصاعدت فرص انتصاره في المباريات الكبرى والصعبة.

وفي كأس العالم 2022 في قطر، انهارت نظرية المدرب الخبير أو المدرب الكبير صاحب العمر والسنوات الطويلة في كرة القدم، وكتب "عواجيز" المونديال سطراً حزيناً، قد يكون الأخير في مسيرتهم التدريبية، بسبب الإخفاقات المدوية والفشل في بلوغ الدور نصف النهائي أو إنجاز حصد اللقب، وكذلك من خرجوا مبكراً من الأدوار الأولى.

وشهد المونديال، مع بدء العد التنازلي، انهياراً تاماً لنظرية المدربين كبار السن والخبرة، بعد الإخفاقات الجماعية برفقة منتخبات بلادهم، ويتصدرهم بجدارة الهولندي لويس فان غال (71 عاماً)، المدير الفني المنتهية ولايته في منتخب هولندا خلال ولايته الأخيرة في "الطواحين". فالمدرب الكبير حقق معادلة صعبة جداً نادراً ما تشهدها كرة القدم، حيث ودع من الدور ربع النهائي، بعد السقوط أمام الأرجنتين بركلات الترجيح عقب التعادل (2-2) في الوقتين الأصلي الإضافي، ولكن في الوقت نفسه لم يخسر فريقه أي مباراة له في كأس العالم، وحقق 3 انتصارات، إضافة إلى تعادلين في 5 مباريات ظهر فيها، وقدم جيلاً واعداً من اللاعبين.

ومن الأسماء التي عانت المصير نفسه بصورة لافتة، يبرز اسم أدينور ليوناردو باتشي أو تيتي، كما يطلقون عليه، أحد "عواجيز" خريطة المديرين الفنيين في المونديال، الذي فشل فشلاً ذريعاً في كأس العالم بالخروج من الدور ربع النهائي برفقة المنتخب البرازيلي. وخاض تيتي (61 عاماً)، ثاني مونديال له على التوالي مع "راقصي السامبا"، وفشل في تخطي الدور ربع النهائي، وسقط أمام منتخب كرواتيا بركلات الترجيح بعد التعادل (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي، ولاحقته الاتهامات بالإخفاق في تجديد الدماء وتقديم إضافة قوية، ليُجبَر على تقديم استقالته من منصبه بعد صدمة ضياع لقب بطل كأس العالم من البرازيل.

ويظهر في الصورة أيضاً بين الكبار الذين أخفقوا في كأس العالم مدرب برتغالي كبير يقترب حالياً من بلوغ عامه السبعين، هو كارلوس كيروش، المدير الفني لمنتخب إيران، الذي استقال هو الآخر بعدما عمل بعقد مؤقت لأشهر قليلة قبل المونديال إثر الخروج من الدور الأول. وخسر كيروش مباراتين وفاز في لقاء واحد مع إيران، وسقط في أهم مباراة معنوية للإيرانيين في المونديال، التي جمعته في الدور الأول مع المنتخب الأميركي.

ولحق به مواطنه فيرناندو سانتوس (68 عاماً)، المدير الفني لمنتخب البرتغال، وأحد أكبر مدربي كأس العالم سناً، وهو الآخر فشل في تخطي عقبة الدور ربع النهائي، وسقط بشكل مدوٍ أمام منتخب المغرب بهدف يوسف النصيري. وبشكل عام، لم يقدم معه البرتغال المستوى المرتقب الذي كانت تنتظره الجماهير، وعجز عن الوصول إلى المربع الذهبي الذي وعد به، ودخل في صدام كبير مع نجمه الأسطوري كريستيانو رونالدو، قائد المنتخب، الذي يخوض بدوره آخر بطولاته في المونديال العالمي وأجلسه بديلاً في المباريات، ومنها مباراتا الدورين ثمن وربع النهائي.

وضمّت قائمة المدربين الذين فشلوا في كأس العالم الكولومبي لويس سواريز (62 عاماً)، المدير الفني لمنتخب كوستاريكا، الذي يملك رقماً سلبياً ضخماً، يتمثل بالحصول على أكبر هزيمة في بطولة كأس العالم 2022 بالسقوط أمام إسبانيا بسبعة أهداف مقابل لا شيء في الدور الأول، وودع المنافسات مبكراً.

ومن الأسماء التي شربت من الكأس نفسها الأرجنتيني تاتا مارتينيو (60 عاماً)، المدير الفني لمنتخب المكسيك، الذي فشل في تخطي الدور الأول، وحقق فوزاً وحيداً في البطولة، وأصبح عدو الشعب المكسيكي بسبب خسارته المدوية أمام الأرجنتين في المجموعة الثالثة.

المساهمون