دورينا غير... ارفعوا الأشرعة

12 مارس 2021
لقطة من لقاء الجوية والزوراء بالدوري العراقي (المكتب الإعلامي للاتحاد العراقي)
+ الخط -

سنوات طويلة مرّت والدوري العراقي يعرج أو يتلكأ، لا تعرف له موعداً محدداً لا للنهاية ولا للبداية، حتى ذاب الجميع في هذا الواقع، بعدما فقدت الإدارات والمدربون واللاعبون الأمل في خوض المباريات بتوقيتات محددة مسبقاً كما يحصل في العادة.

منذ عام 2003 وأنا أشارك في مباريات الدوري العراقي، أغلب الأمور كانت جيدة، من مواهب مميزة وملاعب وجماهير كبيرة تملأ المدرجات عن بكرة أبيها، وكلّ ما كان ينقصنا هو التنظيم... تنظيم عملية الدوري وكيف يصبح كحال بقية دول العالم على الأقل أو دول الجوار، التي تعرف متى يبدأ دوريها ومتى ينتهي، بينما كانت التأجيلات في دورينا هي أبرز الصفات، دون أي اهتمام بما تسببه هذا الأمور من خسائر مادية للأندية واستنزاف كبير لقدرات اللاعبين.

سنوات طويلة ابتعدنا عن معادلة (دوري قوي = منتخبا قويا)، والمنتخب الوطني كان أكبر الخاسرين. كنّا نمتلك المواهب والقدرات ونفتقد الاستمرارية، وبالتالي يصل اللاعب مرهقاً أو ضعيفاً بدنياً لصفوف الأسود. معادلة فشلنا في حلّها. قد تكون الظروف التي مرّ بها البلد سبباً مهماً لهذه التوقفات المستمرة، ولكنها ليست عذراً حقيقياً ما دامت الرغبة موجودة في العمل، نعم العمل الحقيقي الذي يخدم الرياضة وكرة القدم خصوصاً، بعيداً عن مصالحنا الشخصية.

في هذا الموسم دورينا مختلف، مميز، مستمر. لأول مرة أشاهده بهذه الاستمرارية التي ارتفع بسببها نسق المباريات وأصبحت المواعيد واضحة ومعسكرات المنتخب شبه ثابتة، هذا ما كنا نفتقده سابقاً، وبحت أصواتنا من أجله دون أن يسمع أحد. الخيارات أصبحت جلية لمن يتابع، من يريد المشاركة مع المنتخب فأهلا به في ظلّ استمرار الدوري. أصبحنا نتابع المباريات في كلّ أسبوع كما يحدث في باقي دول العالم.

أرفع القبعة لمن عمل على دوري مثالي، وفكر بالأندية ومن يشارك فيها، فهذا الموسم استثنائي ومختلف عن بقية الموسم، وفيه قيمة فنية كبيرة ستنعكس عاجلاً أم آجلاً على جميع المنتخبات الوطنية في مشوارها القادم المفصلي.