خرج إلى مانشستر ولم يعد.. وسط الجوهرة لإنقاذ مخيتاريان

30 أكتوبر 2016
مورينيو وورقة مخيتاريان (العربي الجديد/غيتي)
+ الخط -

لم يحصل على الدعم الكبير من مورينيو، وأمر غيابه يمثل لغزاً لنا جميعا، بهذا التصريح بدأ رئيس الاتحاد الأرميني لكرة القدم هجومه على الرجل الخاص، الذي جلب نجم بلاده إلى الأولد ترافورد، لكنه ابتعد مبكرا وصار حبيسا للدكة أو صديقا للمدرجات، ليتحول هنريك مخيتاريان إلى مادة دسمة للصحافة الرياضية في إنكلترا، مع مانشيت واحد بالخط العريض، أين أخفيت مخيتاريان يا جوزيه!؟

لاعب مباشر
بدأ مخيتاريان أولى خطوات التألق مع شاختار الأوكراني، لاعب وسط هجومي على يمين الملعب، يساعد الهجوم بالربط المستمر بين الارتكاز ونجوم الثلث الأخير، ويجيد الانطلاق من الأطراف إلى العمق خلف المهاجم الصريح، لذلك كان يسدد كثيراً وأحرز أهدافاً عديدة مستفيداً من نجاعته الكبيرة ورؤيته الفنية الممتازة.

ربط المتابعون بين أسلوب لعبه ونجم تشلسي الأسبق فرانك لامبارد، لأنه سريع وقوي ومسدد رائع، بالإضافة إلى كونه هدافاً من خط الوسط. واشتهر اللاعب بالتحرك في المساحات الخالية بين قنوات الدفاع، ليصبح معدل تهديفه أعلى من معظم مهاجمي الدوري الأوكراني ليرصده كشافو دورتموند ويتعاقدون معه سريعا.

وبعد انتقاله إلى ألمانيا، استفاد اللاعب من ابتكار مدربه توخيل، ليستفيد منه كلاعب قاتل للتخصص التكتيكي، في قدرته على الجمع بين مركزي الجناح والوسط المهاجم في آن واحد، من خلال تكتيك 4-1-4-1 الذي لعب به بروسيا في أكثر من مباراة في الموسم الماضي، ليبدأ "ميخي" المباراة على الرواق كلاعب طرفي صريح، لكن سرعان ما يتحول إلى عمق الهجوم في المركز 10 بالتبادل مع كاغاوا/ رويس، من أجل ضرب دفاعات المنافس وصناعة ثنائية تهديفية قوية رفقة أوباميانغ.

حلم اليونايتد
قدم هنريك نفسه كأحد نجوم البوندسليغا في العام الفائت إذا لم يكن حقا هو النجم الأميز على الإطلاق، بسبب أرقامه المبهرة تهديفيا، ونجاحه في القيام بدور صانع اللعب الوهمي، الذي يبدأ المباراة أمام خط الوسط، ثم يدخل إلى منطقة الجزاء بالتبادل مع المهاجم الصريح، لذلك سجل 11 هدف وصنع 15 في 35 مباراة بالبطولة الألمانية المحلية.

ومع قدومه إلى مانشستر يونايتد تبدلت الأحوال إلى النقيض، مع عدد مشاركات أقل وظهور باهت للغاية في ديربي الدوري أمام مانشستر سيتي، ليُسقطه مورينيو تماما من حساباته ويلعب بمجموعة أخرى، لكن النتائج لا تزال سيئة بعد التعادل أمام بيرنلي، والخسارة الثقيلة من تشيلسي بالأربعة في لندن، ليعود الجدل حول مخيتاريان من جديد.

وصل اليونايتد إلى مرمى خصمه الأخير كثيرا لكنه لم يسجل أي هدف، ربما بسبب رعونة إبراهيموفيتش أو تألق الحارس، في النهاية الفريق يحتاج إلى حلول إضافية لزيادة عدد صناعة الفرص، وإيجاد لاعب جديد في وبين الخطوط، المنطقة التي يتألق من خلالها الإسباني ماتا، وفي حالة وضع مخيتاريان على مقربة منه، سيكون الأمر أفضل على صعيد الأداء، والنتائج بكل تأكيد.

القادم إبرا
روني خارج الخدمة لفترة مؤقتة، لعبت الإصابة الدور الرئيسي إلا أن مستواه أيضا لم يكن في الحسبان، ويبدو أن الدور على زلاتان إبراهيموفيتش، السلطان السويدي يعاني من سوء طالع، لكنه يساهم بالأساس في سهولة توقع طريقة هجوم اليونايتد، وبالتالي على مورينيو البحث عن طرق جديدة في باقي المباريات، ومخيتاريان ضمن الحلول.

يستطيع راشفورد القيام بدور المهاجم الصريح في الأمام، مع الحفاظ على نفس الرسم الخططي الحالي، بتواجد هيريرا أو كاريك أسفل الارتكاز، مع تقوية عمق الوسط بكلا من ماتا وبوغبا، رفقة الثنائي لينغارد ومخيتاريان على الخط، من أجل ضمان أفضل انتشار ممكن بين القلب والأطراف، في ظل تمركز مهاجم سريع ومتحرك كالشاب ماركوس في المقدمة.

خطة 4-2-3-1 هي الأساس لمورينيو في سنواته الأخيرة، لكن هناك أيضا 4-4-2 شكل الجوهرة بالعناصر المتاحة حاليا، بالرهان على راشفورد ومارسيال في الهجوم كثنائي غير ثابت، مع اللعب بخط وسط مائل يبدأ من هيريرا في الخلف وأمامه بوغبا، وبينهما كلا من مخيتاريان وماتا، رباعي مرن ومتنوع يضمن السيطرة على المباراة ويجيد بشدة ضرب الدفاعات المتكتلة، السلاح الذي يستخدمه معظم خصوم مورينيو.

الفوز بالدوري لن يكون من بوابة تشيلسي أو السيتي أو حتى ليفربول، لأن كل الكبار سيقعون فيما بينهم، وبالتالي تبقى المباريات الصغيرة هي الأساس لكسب أكبر قدر ممكن من النقاط، وفريق مثل اليونايتد يضيع منها الكثير كما حدث ضد ستوك وبيرنلي، والدخول بوسط "الدياموند" سيجعل الأمور أسهل في المستقبل.

المساهمون