بلايلي المحارب يقاتل شبح أنجييه والمنتخب الجزائري في انتظار نجوميته

03 مارس 2022
بلايلي لاعب موهوب ولكنه مطالب بتأكيد ذلك في فرنسا (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

حقق يوسف بلايلي هدفاً مهماً في مسيرته عندما عاد إلى اللعب في أوروبا بعدما كشف سابقاً عن رغبته في أن يخوض تجربة جديدة تعوّض له كابوس فشله مع فريق أنجييه الفرنسي الذي انضم إليه نجم منتخب "المحاربين" في 2017، ولكن دون أن يكون التوفيق إلى جانبه. 

وكان التعاقد مع فريق بريست بمثابة الإنجاز الكبير، ذلك أن الصفقة حُسمت رسمياً قبل دقائق قليلة من غلق سوق الانتقالات الشتوية في فرنسا، ليتمتع النجم الجزائري بفرصة قد تعتبر الأخيرة في مسيرته ليُثبت مهاراته العالية في أوروبا بعد تألقه مع الترجي التونسي ونادي قطر. 

ورافق تعاقد بلايلي مع بريست شغف جماهيري كبير، بعدما سجلت حسابات النادي الفرنسي على مواقع التواصل الاجتماعي تزايداً قياسياً في عدد المتابعين مباشرة بعد إعلان الصفقة رسمياً، ولكن على الميدان فإن الجماهير تنتظر مشاهدة بلايلي في نسخة كأس العرب.

ثقة المدرب

دخل بلايلي مباشرة في حسابات مدرب بريست، الذي اعتمد على النجم الجزائري أساسياً منذ المباراة الأولى، ومكنه من مفاتيح اللعب في الفريق، حيث كان أساسياً في أربع مباريات منذ تعاقده مع الفريق. فبعد حصص تدريبية قليلة مع فريقه الجديد، أصبح بلايلي المختص الأول في تنفيذ الكرات الثابتة، كما أنّه يتمتع بحرية التحرك على الميدان وهو ما يبحث عنه بلايلي، ذلك أنّه يريد أن يشعر بثقة الجميع، وأنه نجم الفريق، وبالتالي توفرت الظروف المناسبة من أجل تحقيق بداية قوية ولكن هذا لم يحصل. ولا يتوقع أن تكون الحادثة العنصرية التي كان بلايلي ضحية لها سبب الفشل الذي رافقه في بداية التجربة بما أنّه يملك شخصية قوية.

مشاكل بدنية عطلت تألقه

بادر مدرب بريست بتعويض بلايلي بعد نصف ساعة فقط من المباراة الأخيرة التي جمعته بلوريون وذلك إثر طرد لاعب في صفوف الفريق، وهذا القرار يثبت أن المدرب يعتقد أن بلايلي ما زال غير جاهز بدنيا لتحمل نسق المباراة في ظل النقص العددي. وشكل القرار ضربة موجعة لبلايلي الذي لم يُعبر عن غضبه من القرار ولكن من المؤكد أنّه بدأ يراجع نفسه ويبحث عن أسباب قرار المدرب الذي منحه الثقة في بداية التجربة قبل أن يتغير الوضع تدريجياً.

 وفي بطولة قوية بدنيا مثل الدوري الفرنسي، لا يمكن لأي لاعب أن ينجح إلا عندما يكون قادراً على القيام بالدورين الدفاعي والهجومي مع بقية عناصر الفريق، فالمواجهات الفرنسية تعرف اندفاعاً كبيراً وفي بعض الفرق تكون للقوة البدنية أفضلية على المهارات الفنية، ولهذا فإن ابتعاد بلايلي عن المباريات بعد فسخ عقده مع نادي قطر، ثم خضوعه لنسق قوي في كأس العرب وكأس أفريقيا، إذ شارك في كل المباريات، أثر في مستواه كثيراً. وقد شارك بلايلي في أربع مباريات أساسياً ولكنّه لم ينه أي لقاء وكان يتم استبداله بشكل دائم.

التدارك.. هدف جديد

البداية الصعبة لا تعني أنها ستقود إلى نهاية مشابهة، ذلك أن قدرات بريست لا تسمح لأي لاعب موهوب بتفجير مهاراته سريعاً، والتحاق بلايلي بالفريق في آخر أيام سوق الانتقالات لم يساعده كثيرا، إذ وجد نفسه مطالباً بتقديم الإضافة منذ الدقائق الأولى مع الفريق.

ويمكن لبلايلي، الذي صنع هدفاً وأضاع ركلة جزاء منذ انتقاله إلى بريست، التدارك وإظهار مستواه الحقيقي وجدارته بالتعاقد مع بريست للتخلص نهائياً من كابوس التجربة السابقة مع أنجييه، ويْعلن عن نفسه من بين نجوم الكرة العربية في فرنسا، وخاصة أن المنتخب الجزائري ينتظر عودة بلايلي إلى مستواه الطبيعي ليكون من بين الأسلحة التي سيعتمد عليها ضد الكاميرون في تصفيات كأس العالم.

المساهمون