الكرة العراقية وعصر الإنجازات.. من بطولة الخليج إلى غرب آسيا

24 يونيو 2023
منتخب العراق حصد لقب خليجي 25 (العربي الجديد/ Getty)
+ الخط -

جنت الكرة العراقية ثمار التخطيط والعمل الصحيح أخيراً، من خلال العديد من التتويجات والإنجازات على مستوى المنتخب الأول، أو منتخبات الفئات السِّنية.

وبعد نيل لقب "خليجي 25"، حصد منتخب شباب العراق وصافة بطولة آسيا، وتأهل لمونديال تحت 19 عاماً، فيما ظفر الأولمبي العراقي أخيراً بلقب بطولة غرب آسيا تحت 23 سنة، التي أقيمت في العراق.

وحول هذه الإنجازات، قال إبراهيم سالم، حارس مرمى منتخب العراق، ومدرب حراس المنتخب الأولمبي السابق، إن الكرة العراقية تسير بخطوات صحيحة نحو المستقبل، وأضاف في تصريح خاص لـ"العربي الجديد": "نظمنا بطولة كأس الخليج ونجحنا في حصد لقبها، مع حل الشراكة بين منتخبات الشباب والأولمبي والأول، إذ إن كل منتخب الآن يملك لاعبيه، في الوقت الذي لم يكن هذا الأمر موجوداً في الفترة الماضية، منتخب الشباب وصيف آسيا، وتأهل لكأس العالم، ونظّمنا غرب آسيا وحصدنا اللقب، وأيضاً الأمر تكرر مع الأولمبي أخيراً".

وأضاف في تصريحاته، قائلاً: "المنتخب الأول بدأ يلعب من فرق كبيرة، وهو أمر كان صعباً في الفترة الماضية، فقط نحتاج إلى دوري منظم للمحترفين. نحن في وضع تصاعدي حالياً".

وتابع سالم حديثه، قائلاً: "كرة القدم اختلفت حالياً حتى على مستوى المحللين العرب الذين بدأوا بالتوافد إلى العراق وتحليل المباريات، أتمنى من الأندية أن تتحمل المسؤولية، وخصوصاً في ظل وجود ملاعب مميزة للعب الدوري. الأندية مطالبة بإنشاء ملاعب تدريب خاصة لفرقها. المسؤولية مشتركة، والجميع متحمل دوره بالمهمة. في النهاية، غايتنا تقديم مستوى مميز في بطولة آسيا القادمة، والتأهل إلى مونديال 2026".

وختم حديثه قائلاً: "لا يمكن أن ننسى الشراكة مع واحد من أفضل دوريات العالم، وهو الليغا الإسبانية لتنظيم دوري المحترفين، وعلينا أن نبدأ باتخاذ الخطوة، حتى لو بستة أو سبعة فرق، وهو أمر مهم".

من جهته، قال المدرب العراقي سامي بحت، الذي قاد العديد من الأندية، ومن بينها الشمال القطري، إن الإنجازات واضحة في ظل الاتحاد الجديد بقيادة عدنان درجال وسياسته بالتعاون مع المكتب التنفيذي، وكانت الثمار ببلوغ مونديال الشباب ووصافة بطولة آسيا للشباب، وكذلك نيل بطولة غرب آسيا للمنتخبات الأولمبية وخليجي 25 للمنتخب الوطني. كل هذه إنجازات تحسب.

وتابع في تصريحات لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "أتمنى حصد المزيد من الإنجازات من أجل أن تأخذ كرة القدم في العراق مكانتها في القارة الآسيوية. دوري المحترفين خطوة مهمة وإنجاز كبير في حال سير الخطوات بالشكل الصحيح، مع دعم الجميع للاتحاد. لكن في الوقت نفسه نحتاج إلى العمل على البنى التحتية للأندية، وبقرار من الحكومة من أجل تطوير هذه الأندية".

أما المدرب العراقي حمزة داود، فيرى أن بعض التتويجات جرت المبالغة بقيمتها، وأضاف في تصريحه لـ"العربي الجديد: "بالقياسات الموجودة لدينا يعتبر حصد لقب غرب آسيا إنجازاً، وهي ألقاب جاءت بعد السنوات العجاف من 2007 لغاية 2022، لكن التتويج الخليجي ليس بالإنجاز الكبير، خصوصاً أن أغلب المنتخبات شاركت في الصف الثاني. وصيف آسيا للشباب يضاف إليه التأهل لكأس العالم، وهو إنجاز مهم. حصد لقب غرب آسيا مع المنتخب الأولمبي فرحة وسط تمنيات أن تكون بدايات التألق الآسيوي".

وأضاف في تصريحاته: "الأهم في الوقت الحالي هو كيف تكون النتائج أفضل، وهنا مربط الفرس. من الضروري تغيّر كل العقول المتوارثة للعمل العشوائي، والعمل على التخطيط لتحقيق نقلة نوعية لمستقبل الكرة تبدأ من الأندية صعوداً للمنتخبات والاعتماد على كفاءات العراق المنتشرة بأرجاء المعمورة، وهنا أقصد اللاعبين المغتربين، لأنهم أصبحوا مطلباً جماهيرياً".

أما قائد منتخب العراق السابق، جبار هاشم، فبيّن أن الاتحاد بدأ يعمل بطريقة صحيحة في الفترة الأخيرة بقيادة عدنان درجال، واللمسات واضحة على جميع المنتخبات الوطنية، من خلال توفير جميع الأجواء الكفيلة للأعداد الأمثل.

وأضاف هاشم في تصريحات لـ"العربي الجديد": "منذ فترة طويلة لم يحصل منتخب على إعداد مثالي مثل الذي حصل عليه منتخب الشباب. ومع التتويج بلقب خليجي 25 وأخيراً بطولة غرب آسيا، جميعها عوامل تدل على أن الاتحاد بدأ يسير بالشكل الصحيح".

وختم حديثه قائلاً: "كل ما تحقق نتاج عمل صحيح من الاتحاد، لكن إذا أردنا تحقيق نتائج أفضل، فإن أهم شيء هو العمل على دوري المحترفين ووضع معايير للمدربين في العراق، خصوصاً أن قيادة الفرق في الأندية باتت لمن هبّ ودبّ. يجب التركيز على دورات (البروفيشينال) للمدربين ووضع معايير للمديرين الفنيين، خصوصاً على مستوى الفئات العمرية التي تعتبر الرافد الحقيقي للمنتخبات الوطنية. نشاهد الآن لاعبين يصلون إلى الفريق الأول، وليست لديهم دراية بأبسط مبادئ كرة القدم".

من جهته، أكد عادل نعمة، اللاعب الدولي العراقي السابق والمدرب الحالي لنادي الحدود، أن ما تحقق أخيراً إنجاز على مستوى النتائج والحضور الجماهيري والتنظيم للبطولات الكبيرة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد": "كنا رقماً صعباً على ملاعبنا في بطولة كأس الخليج وغرب آسيا للمنتخبات الأولمبية. العراق غاب عن التنظيم لسنوات طويلة. يجب استثمار عشق الجماهير العراقية للرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً، من أجل تحقيق النتائج الإيجابية، وهذا يجب أن يكون حافزاً كبيراً للنهوض بمشروع كرة قدم حقيقي".

وتابع في تصريحاته، وقال: "إذا أردنا أن نبدأ بالتصحيح، نحتاج إلى تطوير الكوادر الفنية العراقية، وحتى اللاعب، بدل من تقليل قيمته في الإعلام. يجب العمل على تطويرهم وتوفير سبل النجاح، لكون الجميع كمدرب أو لاعب محلي أو مغترب يعمل لمصلحة الكرة العراقية".

المساهمون