الفورمولا 1 ممتعة أيضاً..

كرة القدم، متنفس الشعوب واللعبة الأولى عالمياً، هو أمرٌ لا يمكن الاختلاف عليه بين محبي الرياضة في العالم، لكن هناك رياضات أخرى ممتعة هي الأخرى، وتمكن متابعتها حتى لو كانت ميكانيكية.

اعتدت على متابعة العديد من الرياضات منذ صغري، من كرة القدم لكرة السلة وكرة اليد، مروراً بالتنس والفورمولا 1، تلك الأخيرة التي يراها بعض المتابعين مملة.

سباقات السرعة الخاصة بالسيارات حقيقة ليست مجرد رياضة خالية من المشاعر والعواطف أو حتى الشغف، هي ليست مرتبطة بتلك الآلة التي يقودها السائق.

لطالما كانت هذه الرياضة تختزن الكثير من المتعة، بأسماء كنّا ننتظرها؛ من مايكل شوماخر الأسطورة إلى تواجد شقيقه رالف على المضمار، مروراً بروبنز باريكيلو وكيمي رايكونن "الرجل الجليدي"، وصولاً إلى فرناندو ألونسو وفيليبي ماسا وجينسون باتون وأسماء أخرى لا يمكن لي نسيانها، حيث تطول القائمة.

الجيل الذي تابع تلك الفترة كان يشعر بالشغف الكبير، ففرناندو ألونسو مثلاً فاجأ الجميع مع "رينو" في 2005 و2006 حين حقق اللقب مرتين، ثم رأينا رايكونن على منصات التتويج عام 2007.

ما بعد عام 2007 كلّ شيء تغيّر، ظهر على الساحة البريطاني لويس هاميلتون والألماني سباستيان فيتل، تقاسما الألقاب حتى يومنا هذا، كأنّهما كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، باستثناء لقب وحيد في 2016 للألماني في فريق "مرسيدس" نيكو روزبرغ، كما فعل الكرواتي لوكا مودريتش بعالم كرة القدم في 2018 حين توج أفضل لاعب بالعالم.

على العموم بعد تلك الهيمنة وصلنا إلى الموسم الحالي، الموسم الأمتع إذا ما أردنا أن نقول، لم أتصور أنني سأشاهد مثل هذه المنافسة أبداً، ليس فقط في الحلبة، إنّما على مستوى الفرق وردّات الفعل على صعيد التصريحات، وكأنّ لقب بطولة العالم تحول إلى معركة.

ما يحصل بين البريطاني لويس هاميلتون والهولندي ماكس فيرستابن أكثر من مجرد سباق على التاج العالمي في الفورمولا 1، هو قصة شغف بين رجل يريد تحطيم الأرقام القياسية والوصول للقب الثامن تاريخياً وتجاوز شوماخر، وبين متحدٍ يريد فرض نفسه بقوة على الساحة، هو منافسة حتى الرمق الأخير ستدور رحاها في أبوظبي بعدما شهدنا انقلاب الأمور رأساً على عقب في جائزتي السعودية وقطر، بفوز لويس.

رياضات أخرى

التحديثات الحية

هاميلتون رياضي المملكة المتحدة الأول

الفورمولا 1 ليست رياضة باردة، من يرَ الأحد ردّة فعل توتو وولف المدير التنفيذي لـ"مرسيدس" بعد حادثة هاميلتون وفيرستابن، فسيعلم كمّ الضغوط الهائل الذي يعيشه الجميع، من يشاهد كيف كانت ردّة العاملين في فريق "ريد بول" حين تجاوز فيرستابن نظيره البريطاني بعد توقف السباق في المرّة الأولى على إطارات "الميديوم"، فسيعي جيداً أنها أكثر من مجرد محرك وفرامل ومنعطفات.

الرجلان قدّما لنا وجبة من الإثارة والأدرينالين طوال الموسم، ننتظر يوم الجمعة والسبت بفارغ الصبر حين يكون هناك سباق الأحد، لماذا؟ لأنّ ما يحصل من مناوشات بينهما تجعلنا متسمرين أمام الشاشة في الوقت المحدد، في سباق الأحد سأبقى أذكر ما قاله هاميلتون على الراديو لفريقه عن فيرستابن:

"This guy is crazy man"...