أصبح الغامبي إبريما دربو، متوسط ميدان نادي روما الإيطالي، مفاجأة نهاية الموسم في فريق العاصمة الإيطالية، والعلامة المضيئة التي عرفها هذا النادي بعد موسم صعب، في الدوري الإيطالي لكرة القدم.
وعانى روما هذا الموسم بسبب ضعف نتائجه في الكالتشيو أو في الدوري الأوروبي فبرغم أنه بلغ نصف نهائي هذه المسابقة فإنّه خسر في لقاء الذهاب ضد مانشستر يونايتد بنتيجة 6ـ2، كما ارتكبت إدارة النادي عديد الأخطاء التي تسببت في خسارة بعض النقاط الثمينة.
ووسط هذا الفشل الكبير، شهدت صفوف الفريق خلال آخر المباريات الرسمية ظهور الغامبي إبريما دربو، الذي خاض الأحد مباراته الثالثة مع "الذئاب" بين الكالتشيو والدوري الأوروبي كان القاسم المشترك بينها تألقه بشكل لافت.
وإن كان نجاح أي لاعب مرتبطا بالحظ، فإن ظهور الغامبي لم يكن مخططا بما أن المدرب البرتغالي فونسيكا أخرجه من حساباته ولم يعتمد عليه في بداية الموسم، وتسجيله ضمن قائمة الفريق الأوروبية تفرضه القوانين التي تحتم على كل ناد إدراج لاعبين صغار السن.
وتتالت الإصابات في صفوف الذئاب في المباريات الأخيرة، وذلك حتم الاستعانة بخدمات اللاعب الواعد، ليتحوّل إلى ظاهرة في إيطاليا بفضل نجاحه الكبير، ومردوده الممتاز الذي لا يعكس نقص الخبرة الذي يعاني منه.
غير أن الاهتمام بدربو، لم يكن دافعه الوحيد رياضيا، بل إن الطريق التي قطعها للوصول إلى روما هي التي جعلت من قصّته مؤثرة، ومرّ دربو بتجارب قاسية قادته من ليبيا عندما أقام في مخيّم للاجئين، عانى خلالها من المعاملة القاسية، ثم هاجر بطريقة غير شرعية إلى إيطاليا، مخاطرا بحياته ليصل إلى سيسيليا في سن 15 عاما بمفرده بعد أن ترك عائلة تضم شقيقين ووالدته يصارعون الفقر ونقص الغذاء، بما أنّه فقد والده منذ سنوات.
وبعد الوصول إلى إيطاليا قبل أربع سنوات، تمتّع دربو بالرعاية الاجتماعية واحتضنته إحدى العائلات في منطقة "ريتي" وانطلق في ممارسة كرة القدم في فريق ملك بالوتا، الذي كان رئيس نادي روما في تلك الفترة، وتمّ رصده من قبل أحد كشافي نادي روما، فانضم إلى نادي الذئاب.
وتغيّرت حياة دربو بالكامل، إذ أصبح يحصل على مبلغ 50 ألف يورو في الموسم الواحد، فتمكن من مساعدة عائلته على مقاومة الفقر بما أنّه يرسل كامل المبلغ تقريبا إلى غامبيا.
وقد اعترف الوافد الجديد على الكالتشيو، أن ما عاشه لا يصدق فقبل أربع سنوات كان في غامبيا يعاني الفقر والحرمان، ويشاهد نجوم اللعبة عبر التلفزيون، واليوم يلعب إلى جانب البعض منهم، ويواجه البعض الآخر.