العاجي غراديل.. نجم تناسى مآسي الماضي ليخطف الأضواء في مشهد مؤثر

12 يناير 2022
غراديل نجم منتخب ساحل العاج (تشارلي تيلوبيو/ فرانس برس)
+ الخط -

خطف المهاجم ماكس غراديل الأضواء خلال المواجهة الافتتاحية لمنتخب بلاده ساحل العاج بمنافسات كأس الأمم الأفريقية، المقامة حالياً بالكاميرون، في اللقاء الذي أقيم الأربعاء ضد غينيا الاستوائية، ضمن الجولة الأولى لمباريات المجموعة الخامسة. 

نجم فريق سيفاس سبور نجح في افتتاح سجل أهداف منتخب بلاده بالبطولة القارية، بعد أن طرق مرمى غينيا الاستوائية بتسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، بعد مرور 5 دقائق من البداية.

المهاجم المخضرم صنع مشهداً عاطفياً مؤثراً، بعد أن ذرف الدموع وهو يحتفل بهدفه الأول في العرس القاري، جاء هذا بعد رحيل والده قبل 4 أيام من توجه غراديل إلى الكاميرون، للمشاركة في البطولة، الأمر الذي أحزن اللاعب. وأكد غراديل، في تصريحات صحافية سابقة، أنه سيعمل جاهداً على إهداء لقب أمم أفريقيا روح والده.

الوالد أشد المعارضين

تشير قصة طفولة غراديل إلى حرصه الشديد على تجاوز كل نكسة واجهته في حياته، وفي تقرير سابق نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أكد اللاعب أنه لا يزال يتذكر بوضوح الارتباط الغريزي والعاطفي تجاه اللعبة، والتضحيات التي قدمها لتحقيق هدفه.

ولد اللاعب في أبيدجان، أكبر مدن ساحل العاج، حيث اعترف بنشأة صعبة جداً، بما في ذلك الاعتداء الجسدي الذي كان يتعرض له من قبل والده، وحول هذا قال: "عندما كنت صغيراً، لم يرغب والدي أبداً في أن ألعب كرة القدم، كان يقول لي اذهب إلى المدرسة. كنت أتعرض لبعض الإصابات من خلال لعب كرة القدم في الشارع وهو لم يكن سعيداً".
وأضاف "أحيانًا كان يضربني، ورغم هذا كنت أذهب للعب مرة أخرى، على الرغم من علمي أنني سأتعرض للضرب عندما أعود إلى المنزل، أتفهم ما كان يفكر به، لكن بالنسبة لي كنت سأموت من أجل كرة القدم، لم يكن هناك شيء آخر كان بإمكاني فعله".
ويشرح اللاعب كيف غيّرت كرة القدم حياته، بعد انتقاله إلى باريس للعيش مع والدته في سن العاشرة، حيث لم تكن الرياضة مجرد شغف، بل كانت بمثابة هروب من واقع مأساوي. وواصل حديثه قائلاً: "العودة إلى الوطن كانت أمراً صعباً. كانت لدينا عائلة كبيرة وكنا نأكل ربما مرة واحدة في اليوم. لذلك كنت سعيداً عندما أذهب وألعب كرة القدم".

وواصل: "كان لدي صديق يعاني من إعاقة. وكان لديه كرسيه، لذلك كان علي أن أدفعه أينما ذهب، عندما علم والدي ضربني وقال لا أريد أن أراك مع هذا الرجل مرة أخرى"، لكن غراديل تجاهل الأمر، ليس فقط من أجل حسن النية تجاه صديقه، ولكن أيضاً لأنه كان يكسب مبلغاً متواضعاً مقابل خدمة صديقه، ينفقه في تمويل شغفه بكرة القدم.

المساهمون