السودان يكسر حواجز الحرب بتأهل تاريخي إلى أمم أفريقيا

18 نوفمبر 2024
لقطة من لقاء السودان وأنغولا، 18 نوفمبر 2024 (الاتحاد السوداني فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تأهل منتخب السودان لأمم أفريقيا 2025 بقيادة المدرب جيمس كواسي أبياه بعد تعادله مع أنغولا، رغم التحديات الناتجة عن الحرب في السودان منذ أبريل 2023، والتي أثرت على اللاعبين والأندية المحلية.
- توقف الدوري السوداني لأكثر من 19 شهراً، مما دفع المنتخب للاعتماد على اللاعبين المحترفين في الخارج، مثل أبوبكر ومحمد مأمون عيسى، مع إقامة معسكرات تدريبية دورية.
- نجح المدرب أبياه في بناء فريق قوي، محققاً نتائج مميزة ضد منتخبات مثل غانا والنيجر، رغم اللعب خارج السودان في دول مجاورة.

نجح منتخب السودان بقيادة المدير الفني الغاني جيمس كواسي أبياه، في كسر حواجز الحرب والغربة، وحسم تأهله إلى النسخة الـ35 من نهائيات أمم أفريقيا لكرة القدم، المقررة إقامتها في المغرب، خلال الفترة الممتدة ما بين 25 ديسمبر/كانون الأول 2025 و18 يناير/كانون الثاني 2026، وذلك بعدما تعادل مع منتخب أنغولا بدون أهداف، في اللقاء الذي أقيم بين المنتخبين مساء الاثنين، على ملعب شهداء بنينا ببنغازي الليبية، ويندرج ضمن منافسات الجولة السادسة والأخيرة من التصفيات.

ورفع منتخب السودان رصيده بعد هذا التعادل، إلى ثماني نقاط، لينهي بذلك رفاق الحارس المتألق محمد المصطفى، هذه التصفيات في المركز الثاني ضمن المجموعة السادسة، خلف المنتخب الأنغولي الذي استطاع التأهل متصدراً للمجموعة برصيد 14 نقطة، في حين احتل منتخب النيجر المرتبة الثالثة برصيد سبع نقاط، عقب فوزه على المنتخب الغاني بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، ضمن منافسات نفس الجولة، بينما تذيل "البلاك ستارز" هذه المجموعة بعد أن جمع ثلاث نقاط فقط.

الحرب في السودان

تمكّنت تشكيلة "صقور الجديان"، من التأهل إلى نهائيات أمم أفريقيا لكرة القدم، للمرة العاشرة في تاريخها، وذلك عقب كسر العديد من الحواجز خلال الأشهر الفترة الماضية، بحيث تتمثل أول الحواجز في الحرب الدامية المندلعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف شهر إبريل/نيسان عام 2023، والتي تسببت في الكثير من المعاناة وخلقت العديد من المشاكل للاعبين والأندية المحلية وكذلك المنتخب السوداني، لكن تشكيلة المدرب كواسي أبياه، عرفت كيف تسير هذه المرحلة بنجاح تام، وذلك من خلال تجاوز كل الصعوبات التي واجهتهم طوال الأشهر السابقة، لتصل إلى أعرق مسابقات القارة السمراء بعد الغياب عن منافسات النسخة الماضية، التي أقيمت في ساحل العاج، مطلع العام الجاري.

توقف الدوري

تسببت الحرب المندلعة، في توقف الدوري السوداني منذ أكثر من 19 شهراً، وهو ما أثّر بشكل كبير على المنتخب السوداني الذي أضحى يعتمد على جاهزية اللاعبين المحترفين في بعض الدوريات العربية والأجنبية، سواء داخل القارة السمراء أو في آسيا وأوروبا، ويتقدم هؤلاء الأسماء: الشقيقان أبوبكر مأمون عيسى ومحمد مأمون عيسى والمدافع عبد الرحمن كوكو والحارس محمد المصطفى وغيرهم من اللاعبين الآخرين، وكذلك على إقامة المعسكرات بين الفترة والأخرى، وأيضاً على جاهزية نجوم فريقي الهلال والمريخ بشكل أكبر، مع العلم أنهما واصلا المشاركة في مسابقة دوري أبطال أفريقيا منذ اندلاع الحرب، قبل أن ينتهي الأمر بهما بخوض غمار منافسات الدوري الموريتاني، منذ انطلاق الموسم الكروي الجاري. 

مواجهة الكبار

أما الحاجز الثالث، فإن المدرب الغاني أبياه، الذي تولى منصب تدريب منتخب "صقور الجديان" بداية من شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023 خلفاً للمدرب السابق المغربي بادو الزاكي، نجح خلال وقت قصير في بناء منتخب قوي استطاع مواجهة كبار القارة السمراء، وفي مقدمتهم المنتخب الغاني الذي سيغيب عن بطولة أمم أفريقيا للمرة الأولى منذ عام 2004، وذلك بعدما حقق "صقور الجديان" أربع نقاط من المواجهتين، بحيث انتهى لقاء الذهاب بالتعادل السلبي بينهما، فيما انتصر زملاء محمد عبد الرحمن الغربال في مباراة العودة بنتيجة هدفين دون رد، كما فازوا على النيجر وتعادلوا مع أنغولا، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، فالمنتخب السوداني يتصدر المجموعة الثانية في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، المقررة إقامتها في كندا والولايات المتحدة الأميركية والمكسيك، والتي تضمّ المنتخب السنغالي، وذلك بعد جمع عشر نقاط من أربع مباريات، جاءت عقب الفوز على منتخبات جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وموريتانيا، بينما تعادل مع منتخب توغو.

اللعب خارج الديار

يتمثل الحاجز الرابع الذي نجح "صقور الجديان" في التغلب عليه، بجمع أكبر عدد من النقاط من خلال استقبال المنافسين خارج أرضهم بسبب الحرب الدامية، إذ اختار الاتحاد السوداني لكرة القدم خوض المباريات الرسمية في التصفيات المؤهلة إلى بطولتي كأس أمم أفريقيا 2025 ومونديال 2026، أو المواجهات الودية التحضيرية، في العديد من ملاعب الدول المجاورة أو العربية، وكان ملعب شهداء بنينا ببنغازي الليبية، هو المعقل الأول بالنسبة لكتيبة مدرب غانا السابق، الذي وجد دعماً جماهيرياً كبيراً في المباريات السابقة من الجالية السودانية الموجودة بقوة في ليبيا، أو من الجماهير الليبية التي لم تقصّر في مؤازرة اللاعبين السودانيين، مع الإشارة إلى أن منتخب السودان لعب أيضاً في مدنيتي أكادير وطنجة المغربيتين، وكذلك في الطائف بالمملكة العربية السعودية.

المساهمون