استمع إلى الملخص
- تحدث كوكو عن تجربة فريقه المريخ ونادي الهلال في الدوري الموريتاني بسبب توقف النشاط الرياضي في السودان، واستعرض مسيرته الشخصية، مؤكدًا على سهولة تأقلمه في السودان.
- أشاد كوكو بالمدرب جيمس كواسي أبياه ودور الجمهور الليبي في دعم المنتخب، مؤكدًا على أهمية كرة القدم في توحيد الناس وإنهاء الحرب.
أكد مدافع منتخب السودان عبد الرحمن كوكو (26 عاماً) أنه متحمس لمواجهتي النيجر وأنغولا ضمن الجولتين الخامسة والسادسة من التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، المقررة في المغرب، خلال الفترة بين 25 ديسمبر/كانون الأول 2025 و18 يناير/كانون الثاني 2026، آملاً أن يساهم التأهل في إيقاف الحرب الدامية المندلعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ يوم 15 إبريل/نيسان عام 2023، كما فعل الأسطورة العاجي ديدييه دروغبا مع منتخب بلاده عندما نجح في إيقاف الحرب الأهلية عقب بلوغ مونديال ألمانيا عام 2006.
وقال كوكو في تصريحات لصحيفة ذا غارديان البريطانية، أمس الأربعاء، إن جميع السودانيين متحمسون لتجاوز منتخب النيجر والتأهل لنهائيات أمم أفريقيا للمرة العاشرة في تاريخ المنتخب السوداني: "أنا متحمس والجميع كذلك، الحرب تدفع الفريق إلى الأمام، إنها دفعة كبيرة بالنسبة لنا، مع العلم أننا السبب الوحيد الذي يجعل الناس سعداء في السودان، عندما نلعب، هذا كل ما يحدث في البلاد، تتوقف الحرب لمدة 90 دقيقة بينما يشاهد الجميع المباراة، لا يوجد قتال".
وتحدث مدافع فريق المريخ السوداني عن مشاركة فريقه ونادي الهلال في الدوري الموريتاني بسبب توقف النشاط الرياضي في السودان منذ اندلاع الحرب: "كان هذا هو الخيار الوحيد لإعطاء اللاعبين فرصة للهروب من الحرب والبلاد"، كما أشار المدافع إلى أن حديث اللاعبين خلال فترة وجودهم في معسكر المنتخب السوداني يتركز على الوطن، مضيفاً: "يتحدث الجميع عن مدى جمال السودان ويتمنون اللعب أمام جماهيرنا العظيمة، عندما يرى اللاعبون ما يحدث على شاشات التلفاز أو عبر الإنترنت، يقولون إن هذا ليس البلد الذي يتذكرونه".
وعرّج كوكو على استدعائه الأول لتمثيل "صقور الجديان" في شهر مارس/آذار المنصرم، وهو الذي وُلد في مصر لأبوين سودانيين قبل أن يغادر إلى أستراليا وينضم إلى ويسترن سيدني واندررز وهو في سن الـ16، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية لفترة وعاد مجدداً إلى أستراليا، ومن ثَم تعاقد معه نادي المريخ وأعاره إلى الاتحاد الليبي، وقال في هذا الشأن: "كان والدي سعيداً جداً، لعبت مع الفئات السنية لمنتخب أستراليا، لكنه كان يقول لي دائماً ستلعب معنا، على سبيل المزاح، لكن الأمر الآن أصبح حقيقة. الشعب السوداني، كما يعلم الجميع، لطيف ومهذب وودود، كان التأقلم سهلاً ولم يكن هناك أيّ توتر. إذا ذهبت إلى الفرق الأوروبية، فقد يعتقد البعض أن الأجانب يأتون ليأخذوا مكانك، لكن في السودان يحبون أن يأتي أشخاص من دوريات أخرى".
وأشاد لاعب المريخ بما قدّمه المدرب الغاني جيمس كواسي أبياه، منذ توليه مسؤولية قيادة المنتخب السوداني في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023، حيث تمكن من التفوق على منتخب بلاده في التصفيات المؤهلة إلى أمم أفريقيا، ويتصدر مجموعته في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 بوجود منتخب السنغال، ليضيف في هذا الشأن بقوله: "الفوز على غانا كان جيداً للغاية، ليس فقط بالنسبة لنا ولمنتخبنا، بل للمدرب أيضاً لأنهم طردوه من منصبه، أحب فريقنا لأننا لا نخشى أحداً ولا نفكر في المنافسين، لا يهم إذا كان لديهم نيمار أو رونالدو أو جوردان آيو، نحن نفكر في أنفسنا فقط، نحن لا نخشى أحداً".
وواصل كوكو حديثه عن المنافسة بين المنتخبين السوداني والغاني في التصفيات المؤهلة إلى أمم أفريقيا ودور الجمهور الليبي في نجاحهم: "لقد قلّل منتخب غانا من شأننا، عندما لعبنا ضدهم في غانا، واجهنا صعوبات كبيرة، لكننا لعبنا وفقاً لنقاط قوتنا، كانوا يعتقدون أننا كنا محظوظين وأن الأمر سيكون كذلك في بنغازي، لكننا نجحنا في الفوز عليهم، لقد صُدمت من عدد المشجعين في ليبيا، كان هذا أمراً آخر قلّل منه منتخب غانا، حيث اعتقدوا أنهم سيلعبون في ملعب فارغ، لكن الجماهير الليبية لعبت دوراً كبيراً في نجاحنا، ليس من السهل أن تغادر بلدك، لقد رحبوا بنا وجعلونا نشعر بأننا في وطننا".
وختم اللاعب حديثه: "ما يريده الجميع هو اللعب في وطنهم الحقيقي، سواء في الخرطوم أو أم درمان أو أيّ مكان آخر، هذا شيء نتحدث عنه، حتى مدربنا يقول إنه عندما نصل إلى كأس العالم سينهي ذلك الحرب، انظروا فقط إلى ما فعله ديدييه دروغبا، كرة القدم أكثر من مجرد رياضة، لقد جمعت الناس معاً في ساحل العاج، ونأمل أن تساعدنا في إنهاء الحرب".