تحمل بطولة كأس الأمم الأوروبية العديد من المحطات المشرقة لبعض المنتخبات التي دونت اسمها في سجل الشرف ولائحة الأبطال أو حتى تلك التي قدمت أداء بطوليا لن ينسى.
وحين تذكر أسماء منتخبات قامت بأدوار بطولية في المسابقة نجد أن منتخبي الاتحاد السوفياتي والمجر في طليعة هذه المنتخبات، لما لهما من سجل مشرف في المسابقة قبل أن تغيب شمسها قسرا عن العرس الأوروبي، الذي ينطلق هذا الصيف بعد أيام قليلة.
منتخب الجيش الأحمر
شكل منتخب الجيش الأحمر أبرز معالم البطولة الأوروبية، حيث يعتبر منتخب الاتحاد السوفياتي أحد أبرز الأبطال الغائبين للأبد بعدما اندثر وتفكك الجيش الأحمر وتحول لعدة دول.
تأهل منتخب الاتحاد السوفياتي للمباراة النهائية 4 مرات وتوج باللقب مرة واحدة في النسخة الأولى من البطولة عام 1960 بفوزه على يوغسلافيا 2-1، ثم واصل التألق وفرض سيطرته وصولا إلى النهائي الثاني على التوالي في 1964 لكنه خسر أمام إسبانيا 1-2 وعاد للظهور في النهائي عام 1972 ليخسر اللقب على يد ألمانيا الغربية آنذاك 0-3 وخسر النهائي مجددا على يد هولندا في 1988 بنتيجة 0-2 في الظهور الأخير قبل تفكك الجيش الأحمر وظهوره تحت اسم منتخب الدول المستقلة في يورو 1992.
يعتبر الحارس رينات داساييف أحد نجوم الاتحاد السوفياتي الأسطوريين في الثمانينيات من القرن الماضي وهو حارس المرمى الملقب بـ"القط" نظير قفزاته المذهلة وتصدياته غير العادية التي استعصت أمام أعتى المهاجمين بإدخال الكرة في الشباك.
المنتخب الأيقونة بوشكاش
بعد غياب طويل عن النهائيات الأوروبية على مدار أكثر من أربعة عقود ومنذ 44 عاما، يعود المنتخب المجري للمشاركة في النهائيات للمرة الثالثة بعد نسختي 1964 و1972، وفيهما قدم أداء بطوليا لدرجة كان فيها المرشح الأبرز للقب لكن المنتخب المجري احتل المركزين الثالث والرابع في نسختي 1964 و1972، فيما ستكون مشاركته في يورو 2016 هي الأولى له في البطولات الكبيرة منذ مشاركته في مونديال 1986 أيضا.
منتخب المجر وصل إلى أعلى مراتب الشرف في قديم الزمان عالميا، في ظل تألق غير عادي لأبرز أساطيره مثل هيدكيوتي وكوسيس ولانتوس وفريق العمالقة بقيادة الشهير بوشكاش وبوجيك وكوتشيش، وجروشيش، وتسيبورا.
وعلى النقيض من الاتحاد السوفياتي، يشارك المنتخب المجري من جديد لينفض عنه غبار الغياب من أجل استعادة التاريخ مجددا فلا مستحيل في عالم الكرة لجيل جديد بقيادة مديره الفني الألماني بيرند شتورك وحارس المرمى المخضرم جابور كيرالي والقائد بالازاس دزودزاك ولازلو كلينهيسلير ودانييل توزير وأدام شالاي وغيرهم.
مقدونيا الضيف الجديد
وتشهد البطولة مشاركة وافد جديد هو المنتخب المقدوني للمرة الأولى في تاريخه وهو الذي تأهل عن طريق الملحق بعدما حل ثالثاً في التصفيات الأوروبية، وسيُحاول تقديم أداء جيد في دور المجموعات من أجل محاولة التأهل واللعب مع الكبار في الدور الـ16. وستُنافس مقدونيا الشمالية في المجموعة الثالثة الصعبة، إذ ستبدأ المشوار ضد منتخب النمسا، ثم تواجه منتخب أوكرانيا وتختتم مشوارها في الدور الأول ضد المنتخب الهولندي.