الأهلي الأسطورة يلعب على البطولة

05 يونيو 2023
يسعى فريق الأهلي للتتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا (خالد دسوقي/Getty)
+ الخط -

قمة الكبار في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا النسخة الـ 59 منذ الانطلاق، أوفت بالوعود، متعة وإثارة ومستوى فني عال، الأهلي المصري حامل الأرقام القياسية برصيد 10 ألقاب، ومشاركة في 16 مباراة نهائية، وكذلك الوصول الرابع توالياً في تكرار للمرة الثانية، بعد 4 نهائيات متتالية بين سنوات 2005-2008.
تفوق فريق الأهلي لعباً ونتيجةً (2 - 1) وسط مساندة جماهيره الكبيرة على استاد القاهرة، وتحفيز وتشجيع رهيب، خرج فائزاً على الوداد المغربي حامل اللقب والمُتوج برصيد 3 ألقاب. وسجل لفريق الأهلي، بيرسي تاو، الجنوب أفريقي في الدقيقة 45، ومحمود كهربا في الدقيقة 59، وأعاد البديل سيف الدين بوهره الوداد للمباراة، بهدف تقليص النتيجة في الدقيقة 86 من المواجهة. 
هو فوز كان مستحقاً لفريق الأهلي الأفضل الذي قدم مباراة كبيرة، عبر استحواذ أكبر وإيجابية وعبر خلق فرص عدة، ولكنه دفع ثمن فقدان التركيز للحظات، نظراً للجهد البدني والنفسي الكبير طوال المباراة، وتألق الحارس الواعد مصطفى شوبير، في الدفاع عن مرماه، وصد محاولات الوداد، وإنقاذ أكثر من فرصة خطيرة أبرزها لزهير المترجي في الشوط الأول، وهو الذي واصل تألقه في الشوط الثاني، معوضاً غياب الحارس الأول، محمد الشناوي، وكذلك بتماسك الدفاع محمد هاني، وياسر إبراهيم، ومحمد عبد المنعم، وعلي معلول.
وكذلك بفضل تميز خط الوسط، عبر الضغط والسيطرة بوجود حمدي فتحي، ومروان عطية، وإليو ديانغ المالي، وتحركات وخطورة حسين الشحات أفضل لاعبي المباراة وصانع الهدفين، ومعه بيرسي تاو الخطير والمتحرك صاحب الهدف الأول برأسية، ومحمود كهربا الذي سجل الثاني، وأضاع أكثر من فرصة للأهلي، مع التحفظ على التبديلات وتوقيتها للأهلي بنزول محمد شريف، وأحمد عبد القادر في الدقيقة 87.
وتراجع فريق الوداد في الشوط الأول وارتبك الحارس، يوسف المطيع، خصوصاً بعد الهدف الثاني وتحمل العبء الأكبر دفاعه عطية الله وفرحان، والكونغولي زولا، وأيوب العلمود، وبخط وسط بقيادة القائد يحيي جبران، وجلال الداودي، وأيمن حسون، ورضا الجعدي. أما في الهجوم فكان هناك السنغالي، جونيور سامبو، وزهير المترجي. وفي الشوط الثاني استغل فريق الوداد تفوقه بنزول محمد أوناجم، وسجل الفريق عن طريق البديل سيف الدين بوزهره ليتفوق بفضل التبديلات المثمرة. 
المواجهة الأوروبية بين السويسري مارسيل كولر والبلجيكي سفين فاند نبروك، أظهرت إمكانيات كبيرة لكلاهما برؤية فنية وخططية سعياً للتفوق، وصولاً لمزيد من الألقاب والإنجازات لكولر منذ توليه المهمة في شهر سبتمبر/أيلول عام 2022، متصدراً الدوري بفارق مريح وقاب قوسين أو أدنى من لقب الدوري المحلي، وبعد تتويجه بلقب السوبر المحلي وكأس مصر 2022 والسوبر المحلي للمرة الثانية، ومشاركته في بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة، ووصوله إلى نهائي أبطال أفريقيا.
أما البلجيكي، فاند نبروك، مدرب الجيش الملكي وأبها السعودي سابقاً، فهو طور كثيراً من أداء الوداد، وأقصى المرشح الأول للقب ميملودي صن داونز الجنوب إفريقي في الدور نصف النهائي، ويسعى لأن يُحقق اللقب كمدرب أوروبي، خصوصاً أن آخر مدرب أوروبي توج باللقب الفرنسي، باتريس كارتيروت، مع فريق مازيمبي الكونغولي في عام 2015.
وعلى الصعيد التحكيمي، أدار المباراة الحكم الليبي، إبراهيم المعتز الشلماني، الدولي منذ 2019 صاحب خبرات قليلة برصيد 15 مباراة دولية، وشهدت المواجهة أكثر من حالة، بدايةً من احتساب ركلة الجزاء وإلغائها للأهلي بعد العودة لغرفة تقنية "الفيديو"، والقرار صحيح بالإلغاء، ومطالبة الأهلي بركلة جزاء لحسين الشحات في الشوط الأول، وركلة جزاء للوداد في الشوط الثاني للعلمود، وحالة عطية الله بعد لمسة اليد ومنعه لهجمة واعدة مكتفياً بالإنذار، إذ طالبه لاعبو فريق الأهلي بطرد اللاعب بعد ذلك.

مواجهة العودة يوم 11 يونيو/حزيران القادم على ملعب "محمد الخامس" في الدار البيضاء ستكون بقيادة تحكيميه للأثيوبي، تسيما بملاك، مع التنويه بأن مدرب فريق الأهلي أبدى تحفظه على اختيار هذا الحكم. هذا ويُعتبر هذا النهائي الرابع بين الأندية المصرية والمغربية في البطولة، إذ تفوق فريق الوداد على الزمالك في عام 2002، والوداد على الأهلي في عامي 2017 و2022. 

الأهلي قادر على العودة باللقب من المغرب بأداء يليق بحامل الرقم القياسي، ويتناسب مع مكانة وتاريخ وشعبية وجماهيرية القلعة الحمراء، وبنتائجه في آخر 15 مباراة، التي شهدت استقباله هدفين أمام بيراميدز في نهائي كأس مصر وأمام الوداد، وبحظوظ الفوز والتعادل أو حتى الخسارة بفارق هدف بشرط التسجيل.
في المقابل، فإن فريق الوداد ربما يكون له رأي آخر بدوافع حامل اللقب، وبالمساندة الجماهيرية المنتظرة أمام حوالي 80 ألف مشجع، وبتسجيل انتصار بهدف نظيف، الذي يُعتبر كافياً للتتويج باللقب الرابع.
أتمناها مصرية أهلاوية، مع كامل حبي وتقديري للوداد وجماهيره، وللحديث بقية، مع البطل واللقب الأفريقي الغالي.

المساهمون