تتسابق دول كثيرة عبر العالم لاستضافة التظاهرات الرياضية نظراً لما يمكن تحقيقه عبر ذلك خاصة من الجانب الاقتصادي، إضافة إلى أن ذلك ينعكس إيجاباً على البنية التحتية للبلدان المستضيفة، من بينها تحديث الطرقات ووسائل النقل والفنادق، وبالتأكيد الملاعب والمرافق الرياضية وكل الأمور اللوجستية المتعلقة بذلك، واليوم نعود للحديث عن قصة حدثت في كأس آسيا لكرة القدم، تحديداً نسخة 2007.
ترفض بعض الدول التفرد باستضافة منافسات في كرة القدم للعديد من الأسباب، لأن التنظيم والتحضير يتطلبان جهوداً مكثفة خاصة من الجانب المالي، إضافة إلى أن الرفض يأتي لعدم القدرة على استقبال الجماهير القادمة لدعم منتخبات بلدانها بسبب قلة الفنادق ومراكز الإيواء، وهذه المشكلة تُعاني منها أكثر البلدان صغيرة المساحة.
كأس آسيا تدخل التاريخ
إن كانت الشراكة بين بلدين في استضافة حدث رياضي وبالخصوص بطولات كرة القدم أصبحت أمراً عادياً، فإن القارة الآسيوية كانت قد دخلت التاريخ عام 2007، بعدما اشتركت 4 دول مختلفة في استضافة كأس أمم آسيا لكرة القدم، وهي إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام، والتي كانت قد جرت صيفاً وبالضبط في الفترة الممتدة من 7 إلى 29 يوليو/ تموز وتوّج بها المنتخب العراقي في النهائي أمام نظيره السعودي.
وكانت تلك النسخة هي الأولى في قارة آسيا التي تقام في الأعوام الفردية، بعدما كانت دورة الصين عام 2004 هي آخر نسخة جرت في الأعوام الزوجية، حيث جاء قرار التغيير من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لتفادي تزامن البطولة مع الأحداث العالمية الأخرى على غرار الأولمبياد وكأس أمم أوروبا لكرة القدم.
وجاءت فكرة استضافة كأس آسيا لكرة القدم في 4 بلدان من طرف الرئيس السابق للاتحاد الكروي في "القارة الصفراء"، القطري محمد بن همام.
تجربة جديدة في أوروبا
إذا كانت القارة الأوروبية قد شهدت استضافة نسخ من مسابقة كأس أمم أوروبا في دولتين جارتين، على غرار بطولة 2000 التي جرت في بلجيكا وهولندا أو دورة 2012 التي احتضنتها أوكرانيا وبولندا، فإن نسخة 2020 شهدت حدثاً تاريخياً عندما لعبت المسابقة في 12 دولة أوروبية، مع العلم أنه جرى تأجيلها لعام إضافي (2021) بسبب جائحة كورونا.
وجاءت فكرة إجراء كأس أمم أوروبا لكرة القدم السابقة في 12 دولة من طرف الرئيس السابق لـ"يويفا" ميشيل بلاتيني، حيث أكد أسطورة كرة القدم الفرنسية في تصريح سابق أنها خطوة تأتي احتفالاً بالذكرى الـ60 لتأسيس البطولة، والتي للتذكير توج بها المنتخب الإيطالي.
بطولات أخرى
لم يسبق أن جرت استضافة بطولة كوبا أميركا في أكثر من دولة باستثناء نظام مغاير جرى اعتماده في النسخ الثلاث توالياً وكانت أعوام 1975 و1976 و1983، حيث جرى لعب المباريات بين الدولة المتأهلة في صيغة الذهاب والإياب.
والأمر نفسه ينطبق على بطولة أميركا الشمالية (الكونكاكاف)، أما بطولة كأس أمم أفريقيا فدائماً ما تنفرد كل دولة باستضافة الحدث القاري، باستثناء نسخة 2000 التي جرت في نيجيريا وغانا، وأيضاً دورة 2012 التي احتضتنها الغابون وغينيا الاستوائية.
مع الإشارة إلى أن الشراكة في استضافة كأس العالم حدثت مرة واحدة كانت عام 2002 بين كوريا الجنوبية واليابان، في حين ستشهد الدورة المقبلة عام 2026 استضافة 3 دول، هي أميركا، كندا والمكسيك، أما نسخة 2030 وإن كانت هناك 3 دول ستستضيف الحدث بشكل رئيسي، وهي البرتغال، إسبانيا والمغرب، فإن 3 دول أخرى ستحتضن المباريات الثلاث الأولى من هذا الحدث، وهي الأرجنتين والأوروغواي وباراغواي.