الطباعة ثلاثية الأبعاد (3D Printing):
يؤمن العديد بأن اختراع الطابعة ثلاثية الأبعاد تماثل في أهميتها اختراع المحرك البخاري، حيث يعتقد بأنها ستنقلنا إلى ثورة صناعية جديدة بآفاق وإمكانيات لا حصر لها. إلا أن الغائب عن أذهاننا أن تلك التكنولوجيا ستؤثر في التعليم والتعلم أيضا.
فإدماج استخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد داخل وخارج الفصول التعليمية لا يتوقف عند إكساب الطلاب مهارة مستقبلية لا غنى عنها، بل يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك حيث أنها توفر مدخلا لتعليم الطلبة الإبداع ومهارات حل المشكلات.
بالإضافة إلى ذلك فإنها تساعد الطلبة على تعلم أساسيات الهندسة والتصميم. ومن هذا المنطلق بدأت العديد من المدارس حول العالم تجهيز المعامل الدراسية بطابعات ثلاثية الأبعاد، كما تعمل العديد من المبادرات التعليمية في منطقتنا العربية على تعليم الطلبة مبادئ التصميم ثلاثي الأبعاد بواسطة الحاسب الآلي لبناء نماذج يمكن طباعتها باستخدام تلك التقنية المذهلة.
الواقع الافتراضي (Virtual Realty):
صممت تلك التقنية بالأساس لغرض ترفيهي لتطوير ألعاب الفيديو الحالية لتصبح أكثر إبهارا، لكن تقنية الواقع الافتراضي نجحت في أن تجد أفقا واسعا للاستخدام في التعليم. حيث يمكن استخدامها لتحويل التدريس إلى عملية تفاعلية، مما يعزز عملية التعلم بشكل كبير لدى الطلاب.
فالواقع الافتراضي يوفر للطلبة فرصة محاكاة الواقع بكل أبعاده داخل الفصل دون مغادرته، الأمر الذي يوفر فرصا غير مسبوقة لإتاحة العديد والعديد من الخبرات والمهارات والمعارف لتصبح في متناول الطلبة بسهولة ويسر.
وقد قامت شركة غوغل مؤخرا بتطوير تطبيق لهواتف أندرويد يدعى (Google Expeditions) يجعلها تعمل كمنصة واقع افتراضي يمكن استخدامها في التدريس. حيث يوفر التطبيق الفرصة لاصطحاب الطلبة في رحلات افتراضية إلى مئات الأماكن حول العالم مع توفير معلومات تفاعلية في كافة المجالات ذات الصلة بمكان الرحلة الافتراضية. وقد تم بالفعل استخدام ذلك التطبيق الثوري في عدد من المدارس بأوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
الأجهزة اللوحية (Tablets):
مع ظهور جهاز الآيباد كأحد أول الحواسيب اللوحية عام 2010، لم يكن أحد ليتوقع كل هذا النجاح لفكرة الأجهزة اللوحية كبديل للحاسب الآلي المكتبي. وعندما تم إدخال الأجهزة اللوحية إلى العملية التعليمية بالمدارس كان الأمر أشبه بالخيال العلمي! حيث يمكن للطلبة أن يحملوا جهازا لوحيا واحدا لا يتجاوز وزنه عدة مئات من الغرامات يضم كافة الكتب الدراسية والمناهج التي يدرسونها على مدار العام الدراسي.
بجانب هذا فإنه أمكن للمرة الأولى تحويل الكتب الدراسية إلى كتب تفاعلية توفر العديد من مقاطع الفيديو القصيرة والتسجيلات الصوتية وروابط لمواقع الإنترنت يمكن للطلبة استخدامها لتثري من تجربتهم التعليمية.
بالإضافة إلى ذلك توفر الأجهزة اللوحية فرصة هائلة للمعلمين والمعلمات لمتابعة طلبتهم وأدائهم الدراسي وتقدمهم في تحصيل المعارف واكتساب المهارات عن كثب، مما ينعكس على تطوير الطلبة بشكل فردي بصورة أكبر.
في الوقت الحالي تتحول النظم التعليمية بأكملها في عدد من الدول إلى الاعتماد على الأجهزة اللوحية بشكل مطلق داخل المدارس.
المساقات الجماعية مفتوحة المصدر (Massive Open Online Courses ‘MOOCs’):
لا تقتصر الثورات التكنولوجية ذات الأثر في التعليم على التعليم الأساسي في المدارس فقط، بل تمتد إلى التعليم الجامعي أيضا حيث نشهد حاليا انتشارا واسعا للغاية لفكرة المساقات الجماعية المفتوحة المصدر.
الفكرة ببساطة أن تقوم الجامعات بإتاحة مقرراتها الدراسية عبر شبكة الإنترنت لملايين المتعلمين حول العالم بشكل مجاني أو بأجر زهيد. ولا يتوقف الأمر عند هذا وحسب، بل يتم طرح تلك المقررات والمناهج عبر منصات متخصصة تتيح للمتعلمين عبر الإنترنت تجربة مماثلة لتجربة الدراسة بالجامعة.
حيث يتم شرح المقرر في محاضرات مسجلة في شكل فيديو، مع توفير مصادر إضافية للاستعانة بها بجانب المحاضرات، كما توفر تلك المنصات مساحة للمناقشة وتبادل المعارف والخبرات بين المتعلمين وبعضهم البعض، بالإضافة إلى الامتحانات بأشكال مختلفة لتقييم أداء المتعلمين وما تعلموه خلال المساق.
وتتيح العديد من الجامعات المرموقة حول العالم العديد من مقرراتها في كافة المجالات عبر الإنترنت، مما يتيح لملايين الراغبين في التعلم حول العالم دراسة أي شيء تقريبا طالما امتلكوا جهازا يمكنه الولوج إلى الإنترنت.