مخيمات ريف اللاذقية الأكثر تضرراً من العواصف المطرية

19 يناير 2024
خيام غارقة في المياه والوحل بسبب الأمطار والسيول شمال غربي سورية (منسقو استجابة سورية)
+ الخط -

تُعاني مخيمات ريف اللاذقية الشمالي الشرقي ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي البلاد، من ضعف استجابة المنظمات الإنسانية، لا سيما القريبة من خطوط التماس مع قوات النظام السوري، في ظل ظروف صعبة يعيشها النازحون مع العواصف المطرية جراء الأمطار الغزيرة والسيول التي حدثت مؤخراً.

وسجّلت مخيمات الإيواء في منطقة الزوف، ومخيم الزيارة، والعشوائية في عين البيضا، وشهداء سورية، ومخيما صلاح الدين 1و 2، أضراراً كبيراً خلال الأيام الماضية نتيجة العاصفة المطرية والرياح الشديدة التي ضربت المنطقة، بالإضافة إلى أضرار جزئية في باقي مخيمات ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.

يقول إياد فجر الحردان، وهو مدير مخيم "صلاح الدين" الواقع بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "مخيم صلاح الدين سجّل أضراراً كبيرة خلال العاصفة المطرية الأخيرة"، موضحاً أن "150 خيمة تضررت بشكل جزئي، و50 أخرى بشكلٍ كلي"، مُشيراً إلى أن "المخيم يضم قرابة 550 عائلة، ومعظم هذا العائلات مستوى الفقر لديها مرتفع"، مشدداً على أن "أبرز احتياجات قاطني المخيم في الدرجة الأولى عوازل مطرية للخيام، بالإضافة إلى المستلزمات الغذائية، ومواد التدفئة، والأغطية والبطانيات".

تضرر 50 ألف نازح

بدوره، يقول محمد حلاج، وهو مسؤول فريق "منسقو استجابة سورية"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن أكثر من 70 مخيماً للنازحين في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي سجل أضراراً خلال الأيام الماضية نتيجة العاصفة المطرية، تتراوح بين الكلية والجزئية، مُشيراً إلى أن عدد النازحين المتضررين في تلك المخيمات بلغ 50 ألف نسمة، لافتاً إلى أن هناك أضراراً لحقت بالطرقات كون المنطقة جبلية ومعظم المخيمات مُشيدة فيها.

مخيمات ريف اللاذقية: معاناة متجددة

ولفت حلاج إلى أن مخيمات ريف اللاذقية هي الأكثر تضرراً منذ سنوات ولا جديد، وذلك بسبب قربها من مناطق سيطرة النظام السوري، التي تعتبر خطرة نوعاً ما، بسبب إمكانية الاستهداف، وهذا الأمر يجعل المنظمات تتراجع عن خدمتها، بسبب المخاوف والوضع الأمني في المنطقة، لا سيما مخيمات الزوف وخربة الجوز.

وشدّد المتحدث على أنه لا حلول لقاطني مخيمات الساحل إلا بالعودة إلى قراهم وبلداتهم، لكن المنظمات لا تستطيع نقل هذا العدد الكبير من النازحين إلى مناطق ريف إدلب الشمالي، كما أن قاطني مخيمات ريف اللاذقية غالبيتهم من الريف ذاته، ونقلهم إلى منطقة أخرى غير وارد مطلقاً.

وأوضح مسؤول فريق "منسقو الاستجابة" أن مخيمات ريف اللاذقية الشمالي الشرقي تضم 320 ألف نسمة موزعين على 250 مخيماً، ويجب على المنظمات الإنسانية محاولة الوصول إلى تلك المناطق في حالة الاستقرار.

مخيمات منسية ومُهملة

من جانبه، قال الناشط الإعلامي حسام الجبلاوي إن الوضع في تلك المخيمات "مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، إذ أقيمت على أرض جبلية وتعرضت لجرف وغرق الخيام وتشرد ساكنيها جراء الأمطار الغزيرة والسيول التي حدثت مؤخراً".

وأضاف الجبلاوي أن "هذا الوضع يتكرر كل عام، خاصة أنها مخيمات منسية ومهملة من قبل المنظمات الإنسانية والمجتمع المدني، حيث لا تصل إليها المساعدات إلا مرة سنوياً، والخيام جميعها مهترئة وبحاجة إلى تبديل، فهي مصنوعة من النايلون وكثيراً ما تتعرض للغرق والانجراف".

وبين أن "عدد ساكني تلك المخيمات يفوق 120 ألفاً، معظمهم نزحوا بين عامي 2015- 2016 بعد حملة النظام على جبلي الأكراد والتركمان، وجميعها تقع على الحدود السورية التركية، حيث لا توجد بيوت للطوب هناك، ولم تعمد المنظمات لإنشاء أي مساكن للنازحين في تلك المناطق لاعتبارها خطوط تماس وغير آمنة".

المساهمون