تتصدر المرأة الفلسطينية المشهد في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتهديده بتهجير أهالي حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة من منازلهم.
وبرز اسم حي الشيخ جراح في الآونة الأخيرة، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين، وذلك تزامناً مع تصاعد التوتر في القدس الشرقية، بسبب الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين.
ويتميّز الحي بموقعه المهم في القدس الشرقية، حيث تقع به مقرات ممثليات دبلوماسية.
المرأة الفلسطينية تتصدر مشهد المقاومة ضد الاحتلال
— ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) May 18, 2021
إلى جانب الرجال، تشارك في التظاهرات التضامنية مع عائلات حي الشيخ جراح، نساء فلسطينيات، في وقت لا تميز الشرطة الإسرائيلية في اعتداءاتها بين رجل وامرأةhttps://t.co/TLJfSchGGN pic.twitter.com/mOiCKWsqPM
.ورغم اعتداءات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين، يواصل الفلسطينيون التظاهر منذ فترة طويلة في حي الشيخ جراح، للتضامن مع سكانه الذين يواجهون خطر التهجير القسري من منازلهم.
وإلى جانب الرجال، تشارك في التظاهرات التضامنية هذه نساء فلسطينيات، في وقت لا تميز الشرطة الإسرائيلية في اعتداءاتها بين رجل وامرأة.
وفي هذا الإطار، قابلت وكالة الأناضول سيدات فلسطينيات تعرضت بعضهن للاعتقال من قبل القوات الإسرائيلية، خلال مشاركتهن في مظاهرات داعمة لعائلات حي الشيخ جراح.
الناشطة الفلسطينية، مريم عفيفي، قالت إنها تعرضت للضرب على يد الشرطة الإسرائيلية، خلال اعتقالها، الأسبوع الماضي، قبل إطلاق سراحها بعد يومين.
عفيفي وهي عازفة آلة "كمان الأجهر" (كونترباص)، حظيت بشهرة عالمية مؤخراً عقب ظهورها مبتسمة خلال اعتقالها الأخير، مبينة أنها كانت تبتسم حينها لزملائها من المتظاهرين، دون أن تدري بوجود كاميرات تصورها.
وأكدت أنها صاحبة حق وواثقة من موقفها ولم تكن خائفة لحظة اعتقالها، مضيفة: "صاحب الحق لا يخاف".
وأشارت إلى أن الاحتلال لا يطاول الرجال والأطفال فقط، بل كل عناصر المجتمع، والنساء قبل الرجال، مبينة أنهن كسيدات أول من يجب عليهن الوقوف ضد الاحتلال.
وتساءلت: "إن لم نقف نحن ضد الاحتلال ونكافح لنبقى على هذه الأراضي، فمن سيفعل ذلك؟".
وشددت على أن الفلسطينيين لو لم يقاوموا ما يتعرض له حي الشيخ جراح، فإن الممارسات الإسرائيلية المشابهة ستطاول كافة أنحاء القدس.
وتابعت: "إن لم ننتصر في الشيخ جراح، سنفقد ونخسر كامل القدس".
وأوضحت أن المرأة الفلسطينية أحد أهم عناصر مقاومة الاحتلال، وأنها ستبقى كذلك.
واستطردت: "نريد العيش كأحرار في وطن حر، وهو فلسطين. وننقل رسالة إلى العالم، مفادها أن فلسطين ما زالت موجودة".
من جهتها، قالت الناشطة منى الكرد إن المرأة الفلسطينية كانت دائماً على مر التاريخ والانتفاضات التي شهدتها فلسطين في الصفوف الأمامية تواجه الاحتلال بكل قوتها.
منى المنتمية لأسرة الكرد التي تواجه خطر التهجير من حي الشيخ جراح، أكدت أن المرأة الفلسطينية كانت دائماً مقاومة.
وأضافت أن جدتها التي هُجّرت من مدينة حيفا، عام 1948، هي التي علمتها الصمود ومعنى المقاومة، وأنها ورثت هذه المعاني منها.
ودعت سيدات العالم إلى تعلّم الصمود والمقاومة من نساء فلسطين، مبينة أن "كل امرأة وسيدة فلسطينية تعلّم الصمود والمقاومة، وهي أيقونة".
أما الناشطة والطالبة الجامعية، أصالة قاسم أبو حسن، فقالت إنهن كسيدات فلسطين يضطررن لمواصلة الكفاح، لأن هناك حاجة للجميع من أجل مقاومة الاحتلال.
وأضافت أن مقاومة الاحتلال مسألة وجودية، مبينة أنها لم تختر هذه الحياة، بل الحياة هي التي اختارتها كفلسطينية ولدت هناك.
وأعربت الناشطة الفلسطينية عن شكرها لجميع المتضامنين معهم.
وأوضحت أن ما يعيشه سكان حي الشيخ جراح، يشمل الفلسطينيين جميعاً، وأنهم يواجهون التهجير ويعيشون نكبة ثانية في عام 2021، بعد النكبة الأولى عام 1948.
ويشهد حي الشيخ جراح هذه الأيام حملة لتزيين جدران منازله المهددة سكانها بالتهجير، بفن الغرافيتي، بمشاركة عشرات النساء.
وترسم السيدات الفلسطينيات على جدران منازل الحي علم فلسطين وخريطتها، فضلاً عن رسوم أخرى.
وتواجه 27 أسرة فلسطينية في حي الشيخ جراح التهجير من قبل إسرائيل التي قررت محاكمها لمرات عدة على مدار سنوات إخلاء منازل الأسر، لصالح مستوطنين.
وفي 9 مايو/ أيار الجاري، أجلت المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة كانت مقررة للبت في ملف إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها بحي الشيخ جراح لصالح مستوطنين.
وكانت 4 عائلات فلسطينية قد قدّمت التماساً للمحكمة العليا الإسرائيلية، ضد قرار اتخذته محكمتا الصلح والمركزية بإخلائها من منازلها لصالح مستوطنين، بحجة عدم ملكيتها للأراضي المقامة عليها.
ويحتج الفلسطينيون على قرارات إسرائيلية، بإخلاء عائلات فلسطينية من منازل شيدتها عام 1956، التي تزعم جمعيات استيطانية أنها أقيمت على أرض كانت مملوكة ليهود قبل 1948.
(الأناضول)