محررون فلسطينيون مقطوعة رواتبهم يواصلون الإضراب مرتدين الأكفان

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
27 نوفمبر 2019
23B0ACA6-F69B-48FC-A8C3-850C523025B2
+ الخط -


كان الأسير المحرر إبراهيم نواهضة (54 سنة) أول من تلا وصيته مساء اليوم الأربعاء، بعد أن ارتدى هو وزملاؤه الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم قطعا من القماش الأبيض، كناية عن الأكفان، داخل مقر اعتصامهم المتواصل منذ 40 يوما بميدان الشهيد ياسر عرفات في مدينة رام الله.
ويواصل الأسرى المحررون المعتصمون الإضراب عن الماء والدواء لليوم الثاني على التوالي بعد أن فشل لقاؤهم برئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أمس، في التوصل إلى حل للأزمة، ما أدى إلى نقل ثلاثة منهم إلى المشفى.

وقال نواهضة أمام حشد من المتضامنين: "كتبت وصيتي ثلاث مرات في حياتي؛ وكانت المرة الأولى عام 1990، حين أعلن المستوطنون أنهم سيدنسون المسجد الأقصى باقتحامه، فكتبت وصيتي وذهبت إلى الأقصى لأنال الشهادة، لكن الله أراد أن يمد في عمري، وكتبت الوصية الثانية عندما سلكت طريق مقاومة الاحتلال، وكان مصيري سنوات من الأسر في سجونه، وكتبت اليوم وصيتي للمرة الثالثة لأنال حقي في راتبي المقطوع منذ عام 2007".

كانت وصية نواهضة مختصرة، وحمل فيها كل مسؤول في السلطة الفلسطينية كان سببا في قطع راتبه، أو تخاذل عن إعادته، المسؤولية عن حياته وحياة كل زملائه، وطالب بتقديمهم إلى القضاء في حال أصابه أو أحد زملائه أي مكروه.

وأكد الأسير المحرر رامي البرغوثي لـ"العربي الجديد" أن خطوة ارتداء الأكفان التي تبعت الإضراب عن الماء والدواء، تأتي كرد على فض اعتصامهم، وعلى إهمال رسائلهم إلى كل المسؤولين، مشيرا إلى أن زيارة رئيس الوزراء أمس إلى مكان الاعتصام والاجتماع معه في مكتبه لم يحملا أي مضمون للحل، لأنه قال إن الملف بيد رئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج.

وكان البرغوثي عائداً لتوه من المشفى الذي نقل هو واثنان من زملائه إليه بعد تدهور وضعهم الصحي، وهو يعاني هبوطا في السكر وضغط الدم، بينما زميله عبد الرازق البرغوثي يعاني مشاكل في الكليتين.

وبعد ارتداء المعتصمين الأكفان المكتوبة عليها أسماؤهم، لم تحتمل زوجة الأسير سفيان جمجوم مشهد ارتدائه الكفن، ما أدى لإصابتها بإغماء وإسعافها من قبل الطواقم الطبية.


وقال الناطق باسم الأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم، علاء الريماوي، خلال مؤتمر صحافي، إن "مشهد الأكفان هو نموذج لمخاطبة ضمائر المسؤولين، والضمير الشعبي، والحالة الإنسانية"، مؤكدا أن الأسرى المحررين سيدخلون مرحلة الخطر بعد يومين من الامتناع عن الماء.

وأوصى الريماوي بمرتبه إذا ما حل به مكروه أن يصرف ثلثه لشهيد من غزة، وثلثه لشهيد في الضفة، وثلثه لشهيد من الأراضي المحتلة عام 1948، كما أوصى برفع الرايات السود على المؤسسات الرسمية، ودفن الأسرى المحررين في مكان اعتصامهم.


وأصدرت نقابة المحامين الفلسطينيين بيانا اليوم، أكدت فيه عدم مشروعية قطع رواتب الأسرى المحررين، وأعلنت التضامن معهم، وأحدهم المحامي الأسير المحرر عبد الرازق العاروري، مطالبة بإبعاد قضية الأسرى عن الانقسامات السياسية.

وأعلن مجلس نقابة المحامين تعليق العمل في كافة المحاكم والنيابات العامة، وأمام جميع المؤسسات يوم غد الخميس، وحمّلت النقابة الجهات المسؤولة في السلطة الفلسطينية مسؤولية سلامة المعتصمين، مطالبة بتحقيق مطالبهم.

وتلقّى الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم وعوداً، العام الماضي، من السلطة الفلسطينية بحلّ أزمتهم بعد اعتصام في وسط رام الله، لكن الأزمة ما زالت قائمة، ونفذ المحررون المقطوعة رواتبهم فعاليات ووقفات احتجاجية في شوارع رام الله، وأمام مجلس الوزراء الفلسطيني، كما يواصل عدد منهم إضراباً عن الطعام.

دلالات

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..