9 أسرى يواصلون الإضراب عن الطعام وإجراء عملية إزالة ورم لأبو حميد

21 أكتوبر 2021
مظاهرة لدعم الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية (Getty)
+ الخط -

أكد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، كريم عجوة، اليوم الخميس، أنّ أطباء مشفى برزلاي الإسرائيلي قد أجروا عملية جراحية للأسير ناصر أبو حميد أول أمس، لإزالة ورم من الرئة اليسرى وقصّ 10 سم من الرئة ذاتها لوجود تلف فيها، فيما يواصل تسعة أسرى الإضراب عن الطّعام، احتجاجاً على اعتقالهم الإداري.

وأوضح عجوة، وفق بيان لهيئة الأسرى، أنّ عملية الأسير أبو حميد استغرقت أكثر من ثماني ساعات حيث بدأت الساعة السابعة والنصف صباح يوم الثلاثاء الماضي وانتهت بعد الساعة الثالثة والنصف عصراً، من خلال إحداث ثقب صغير في البداية بالجهة اليسرى من الصدر وبعد ذلك ثقب أكبر، إذ تمت توسعته من أجل استئصال الجزء التالف من الرئة وما حوله وإرسال الكتلة للمختبر من أجل فحصها ومعرفة طبيعتها.

ما يتعرض له أبو حميد، هو جزء من سياسة الإهمال الطبي الممنهجة، التي يعاني منها المئات من الأسرى المرضى

وأكد عجوة، أن الأسير أبو حميد يعاني من أوجاع وآلام مكان العملية ومن صعوبة وضيق بالتنفس حيث تم وضع أنبوب صناعي لمساعدته على التنفس. ومن المتوقع أن يمكث في المستشفى ما بين أسبوع إلى عشرة أيام، ووضعه الطبي ما زال بحاجة للمتابعة الصحية الحثيثة والرعاية المستمرة.

وأوضحت الهيئة مرة أخرى، أنّ ما يتعرض له أبو حميد، هو جزء من سياسة الإهمال الطبي الممنهجة، التي يعاني منها المئات من الأسرى المرضى، والتي تندرج ضمنها العديد من الأدوات التنكيلية، حيث تواصل سلطات الاحتلال تحويل حاجة الأسير للعلاج إلى أداة تنكيل ومماطلة لسنوات حتى يصل لمراحل خطيرة من المرض والوهن، عدا عن عملية تقييدهم في المستشفيات، ونقلهم عبر عربة "البوسطة" التي تُشكّل رحلة عذاب تضاعف من المعاناة .

يذكر أنّ أبو حميد من مخيم الأمعري جنوب مدينة رام الله، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في سجون الاحتلال، وقد كان الاحتلال اعتقل أربعة منهم عام 2002 وهم: نصر، وناصر، وشريف، ومحمد، إضافة إلى شقيقهم إسلام الذي اُعتقل عام 2018، ولهم شقيق سادس شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد، كما أن بقية العائلة تعرضت للاعتقال، وحرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم. كما تعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات، كان آخرها عام 2019.

من جهة ثانية، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين نقلاً عن محاميها والذي تمكن من زيارة المعتقل المصاب باسل سالم محمد شوامرة (17عاماً) من دورا الخليل، بأن وضعه الصحي آخذ بالاستقرار، لكنه ما زال بحاجة لرعاية حثيثة لحالته.

وأوضحت الهيئة أن جيش الاحتلال أطلق النار على القاصر شوامرة، وأُصيب بخمس رصاصات في أنحاء متفرقة من جسده، ونتيجة للإصابة بات يعاني من مشاكل وتضرر كبير بالصدر والحوض والكلى والكبد والمثانة وتم  إستئصال 26 سم من أمعائه.

وأضافت الهيئة، أنه بعد اعتقال القاصر شوامرة تم نقله إلى مستشفى "شعاري تصيدق"،  ومكث فيها لمدة أسبوعين، ومؤخراً تم نقله (عيادة سجن الرملة) لاستكمال علاجه.

وتابعت  الهيئة، أن الأسير شوامرة  ينتقل حالياً على كرسي متحرك، ويخضع لجلسات علاج طبيعي ويتم تزويده بالمسكنات، لكنه ما زال يعاني من مشكلة حقيقية بالأعصاب تُسبب له صعوبة في المشي.

وأشارت الهيئة إلى أن هذه الحالة ليست الأولى داخل المعتقلات الاسرائيلية، فإن  جيش الاحتلال يتعمد استخدام كافة الأساليب القمعية من أسلحة وأدوات أثناء تنفيذ عمليات الاعتقال لا سيما بحق الشبان والفتية، سواء بالضرب المبرح، والسحل أو باستخدام الهراوات وأعقاب البنادق، وكذلك بإطلاق قنابل الغاز والصوت والرصاص الحي، والمطاطي اتجاههم، مما أدى إلى إصابة العشرات من المعتقلين بإصابات بليغة بمختلف أنحاء أجسادهم خلال عملية اعتقالهم واقتيادهم إلى السجون.

يذكر بأن الفتى شوامرة تم اعتقاله في الثالث عشر من الشهر الماضي، بدعوى تنفيذه عملية طعن في المحطة المركزية غربي القدس، ولا يزال موقوفاً حتى  الآن.

في سياق ذي صلة، أفاد نادي الأسير الفلسطيني اليوم الخميس، بأن تسعة أسرى يواصلون الإضراب عن الطّعام، بينهم ستة أسرى احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، بالإضافة إلى ثلاث أسيرات مضربات إسناداً لهم.

وأشار نادي الأسير في بيان صحافي، إلى أن الأسير كايد الفسفوس يواصل إضرابه لليوم (99) على التوالي، وهو محتجز في مستشفى "برزلاي" الإسرائيلي، بوضع صحي خطير، وقد جمّدت مخابرات الاحتلال اعتقاله الإداري بتاريخ 14 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، الأمر الذي يعني إخلاء مسؤولية إدارة سجون الاحتلال والمخابرات "الشاباك" عن مصيره وتحويله إلى معتقل "غير رسمي" في المستشفى، ويبقى تحت حراسة "أمن" المستشفى بدلاً من حراسة السّجانين، علماً بأن أفراد العائلة والأقارب يستطيعون زيارته كأي مريض وفقاً لقوانين المستشفى، لكن لا يستطيعون نقله لأي مكان.

وكذلك يواصل المعتقل مقداد القواسمة إضرابه لليوم (92) على التوالي، وهو محتجز في العناية المكثّفة في مستشفى "كابلان"، بوضع صحي شديد الخطورة، وكانت التقارير الطبية الصادرة عن الأطباء في المستشفى أكّدت أنه يواجه احتمالية الوفاة المفاجئة، وأن الأعراض الظاهرة عليه تشير إلى تراجع في الجهاز العصبي، ما قد يصيب الدماغ بأضرار جسيمة.

 ورفضت إدارة المستشفى زيارة محامي نادي الأسير جواد بولس له يوم أمس بادّعاء عدم وجود تنسيق، وذلك رغم حصوله على قرار بتجميد اعتقاله الإداري، الأمر الذي لا يمنع زيارته كأي مريض آخر، علماً أنه تعرّض لأكثر من محاولة للتّضييق عليه في المستشفى كمحاولة اقتحام عضو الكنيست المتطرّف إيتمار بن جبير لغرفته.

ولفت نادي الأسير إلى أن المعتقلين: علاء الأعرج المضرب لليوم (75) على التوالي، وهشام أبو هواش المضرب لليوم (66)، وشادي أبو عكر المضرب لليوم (58) على التوالي؛ يقبعون في سجن عيادة الرملة، وتقوم إدارة السّجن بنقلهم إلى المستشفيات وإعادتهم إلى السّجن، ما يزيد من إرهاقهم، علماً أنهم يعانون من أعراض متشابهة، كمشاكل النظر والتقيؤ والضعف الجسدي وبطء الكلام والحركة، وكذلك الأوجاع في كافّة أنحاء الجسد.

وبيّن نادي الأسير أنه لم يطرأ أي تطوّر فيما يتعلّق بقضيّتهم، وكذلك فيما يتعلّق بقضية المعتقل الإداري عيّاد الهريمي، المضرب لليوم (29) على التوالي؛ والمحتجز في زنازين "عوفر". 

وذكر نادي الأسير أن الأسيرات: منى قعدان وأمل طقاطقة وشاتيلا أبو عيادة، يواصلن إضرابهنّ الإسنادي للمعتقلين الإداريين واحتجاجاً على ما تتعرّض له الحركة الأسيرة من سياسات تنكيل، لليوم الخامس على التّوالي، وهنّ معزولات لليوم الثالث.

كما انضم خمسة أسرى معزولين في زنازين سجن النقب إلى الإضراب عن الطعام، تماشياً مع الإضراب العام الذي أعلنه الجهاد الإسلامي، وأفاد الأسرى (عبد الله العارضة وعبد عبيد ومهند الشيخ) لمحامي مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان ورعاية الأسير بأنهم دخلوا مع الأسيرين (تميم سالم ومحمد داربيع) في إضراب مفتوح عن الطعام بتاريخ 14/10/2021 بعد يوم من بدء الإضراب العام في سجون الاحتلال؛ احتجاجاً على العقوبات الجماعية بحق الأسرى.
واشار الأسرى إلى أن ظروف عزلهم ضاعفت صعوبة الإضراب، وقد بدأت أعراض الإعياء تظهر عليهم، لتتراوح بين صعوبة التنفس والدوار والاستفراغ، بالإضافة لآلام العظام المبرحة نتيجة تكبيل أيديهم للخلف باستمرار، وقد فاقم البرد القارس معاناتهم لعدم توفر ملابس شتوية، إذ طلبوا إحضارها مراراً دون استجابة، عدا عن أن الحمامات تقابل أبواب الزنازين مباشرة ما يمنعهم من استخدامها لانعدام الخصوصية.
 وينتظر الأسرى طوال النهار إلى حين خروجهم للاستحمام حيث يوجد حمام خاص، إذ يخرجون كلاً على حدة، وإن لم يخرجوا في الموعد المحدد فلن يتمكنوا من الخروج بعدها."في آخر مرة حضرت الإدارة لإخراجنا على الـ6:30 صباحاً بجو معتم وشديد البرودة، لذا لم نستطع الخروج نظراً لعدم توفر معاطف وإرهاقنا نتيجة الإضراب، ولم يُسمح لنا بالخروج بعدها" يقول العارضة.
وما زال الأسرى الـ5 معزولون منذ تحرير أسرى جلبوع لأنفسهم حتى اليوم، إذ يقضي كل أسيرين العزل معاً في زنزانة واحدة مساحتها 3×3م، باستثناء الأسير عبد عبيد المعزول في زنزانة فردية رغم وضعه الصحي الحرج، إذ عانى من هزال ودوران مستمر واستفراغ، دون علاج باستثناء المسكّن، وساء وضعه مع الإضراب، فيما ترفض الإدارة طلب الأسرى بوضعه مع أحدهم.  
ودانت مؤسسة "الضمير" ما يتعرض له الأسرى المعزولون وبقية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي من عقوبات جماعية ومعاملة حاطة بالكرامة الإنسانية، فيما طالبت المؤسسات الدولية والصليب الأحمر بالعمل الحثيث والضغط بكل الوسائل لرفع العقوبات عنهم، وإيجاد ظروف ترقى لمستوى الإنسانية في سجون الاحتلال.

المساهمون