70% من العائلات السورية في مناطق النظام بلا وقود للتدفئة

27 نوفمبر 2021
ربّما لن تُتاح لهم إمكانية إشعال مدفأتهم هذا العام (جورج أورفاليان/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للنظام السوري أنّ 70 في المائة من العائلات لم تحصل على حصّتها من وقود التدفئة المدعوم، على الرغم من خفض الكمية إلى الربع، في حين يمرّ المواطنون القاطنون في مناطق سيطرة النظام بأزمة بحث عن حلول للتدفئة خلال فصل الشتاء.

وبحسب ما أوضحت الوزارة لمديريات التجارة الداخلية في المحافظات، فإنّ 30 في المائة فقط من النسبة المستهدفة من المواطنين، وهي نسبة قليلة جداً، حصلت على مازوت التدفئة بعد دخول الشتاء وحاجة الأسر الماسة إلى هذه المادة. وعزت الوزارة السبب إلى قيام أصحاب الصهاريج والسيارات الصغيرة وسيارات التوزيع بممارسات غير لائقة في حقّ المواطنين، منها وقوفهم في أماكن بعيدة عن القطاع المستهدف وطلبهم حضور المواطنين إليهم لتعبئة المخصّص لهم، الأمر الذي يُبطئ عملية التوزيع ويمنح الموزّعين فرصة لابتزاز المواطن والاتّجار بالمازوت على حسابه.

ودعت الوزارة في التعميم الصادر عنها بتاريخ الجمعة 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إلى التأكد من تخصيص عدد كاف من الطلبات لمازوت التدفئة من قبل لجان المحروقات التي يترأسها المحافظون، بالإضافة إلى التنسيق مع شركة المحروقات واللجان البلدية لحصر صهاريج وسيارات توزيع المادة، إلى جانب وضع وتحديد مسارات السيارات على الخرائط وفق التوزيع الجغرافي لكلّ منطقة. وختمت بمطلب معاقبة المخالفين.

علي، مدرّس مقيم في حيّ الزاهرة بدمشق، يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "العجز الذي أمرّ فيه وصعوبة الحصول على الوقود في الوقت الحالي دفعاني إلى الانتظار للحصول على 50 ليتراً من المازوت، وهي كمية ضئيلة جداً لشتاء طويل، لا سيّما أنّ الكهرباء لا تتوفّر لاستخدامها في التدفئة". يشير علي إلى أنّ فصل الشتاء هذا العام سوف يكون قاسياً عليه وعلى أسرته، مؤكداَ أنّ "وسيلة التدفئة التي يمكن اللجوء إليها حالياً هي البطانيات. وعلى أفراد الأسرة الصبر والتحمّل حتى الخروج من فصل الشتاء، ولا شيء سوى ذلك".

وقرار خفض حصة وقود التدفئة الذي صدر عن وزارة النفط والثروة المعدنية التابعة للنظام السوري يمثّل كارثة على المواطنين، إذ إنّ الخفض تجاوز كلّ التوقعات. وقد وصلت الكمية بعد الخفض إلى 50 ليتراً فقط، علماً أنّ مخصصات العائلة كانت قبل ذلك 200 ليتر في البداية. يُذكر أنّ خفضاً آخر سبق هذا الأخير في فبراير/ شباط الماضي، قُدّر بنصف الكمية الأساسية أي 100 ليتر للعائلة. ويلقي النظام السوري باللوم على العقوبات الغربية التي تمنعه من توفير وقود التدفئة للمواطنين.

في هذا السياق، يقول الناشط الإعلامي حسام جبلاوي لـ"العربي الجديد" إنّ "توزيع وقود التدفئة على المواطنين لم يبدأ بعد في مدينة جبلة، واقتصر التوزيع على بعض القرى، وحصلت العائلة الواحدة على 50 ليتراً"، لافتاً إلى أنّ "هذه الحصة قد تكفي لخمسة أيام في أفضل الأحوال بالنسبة إلى عائلة تملك مدفأة واحدة وتقتصد إلى أقصى حدّ في استهلاك المازوت". تجدر الإشارة إلى أنّ المواطن في مناطق سيطرة النظام السوري يعاني إلى جانب أزمة الحصول على وقود التدفئة، من أزمات مرتبطة بالكهرباء ومياه الشرب، وكلّها تزيد من قسوة الواقع المعيشي.

المساهمون