438 ألف لاجئ فلسطيني في سورية على "حافة الانهيار" بانتظار المساعدات الأممية

25 فبراير 2022
مخيم اليرموك الفلسطيني على الأطراف الجنوبية للعاصمة السورية دمشق (Getty)
+ الخط -

يُواجه اللاجئون الفلسطينيون في سورية أزمات معيشية كغيرهم من المواطنين، لكنهم يعيشون ظروفاً استثنائية، مع شحّ المساعدات الإنسانية التي تصل إليهم من الوكالة الأممية المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، التي تستثني من نزحوا إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية.

وللنازحين متطلبات أساسية يعجزون عن تغطيتها في ظل الظروف التي تحاصرهم والخدمات الضعيفة في مخيماتهم، إلى جانب التهميش والملاحقة الأمنية من قبل النظام السوري. 

واقع يؤكده فايز أبو عيد، مسؤول الإعلام في "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية"، لـ"العربي الجديد"، موضحاً أنّ المساعدات الإنسانية لا تتناسب مع حجم الغلاء وارتفاع الأسعار والبطالة وعدم وجود مورد ثابت للدخل، مطالبا برفع وزيادة مساعدات "أونروا" وجعلها شهرية. 

والمنح الشهرية قليلة مقارنة بالمتطلبات، كما يبين أبو عيد، حيث إنّ "أونروا" تُعطي كل أربعة أشهر مساعدة مالية للفلسطينيين تُقدّر بحوالي 72 ألف ليرة سورية للأسر الأشد عوزاً، وهم كبار السن، و52 ألف ليرة  لكل شخص من الأسر العادية، مضيفا "هذه المساعدة بالطبع لا تكفي المعيشة وغلاء الأسعار الحاصل في سورية، مع انعدام الموارد المالية وانتشار البطالة".

ويتّهم المتحدث الوكالة بالتنصل من مسؤولياتها تجاه اللاجئين النازحين المقيمين في مخيمات بمناطق سيطرة المعارضة السورية، إذ أكد أبو عيد أنّ "أونروا" قطعت المساعدات عن اللاجئين في الشمال السوري، بحجة أنهم خارج سيطرة مناطق النظام، إضافة إلى خوفها على موظفيها، وهي لا تُقدم أي مساعدة إغاثية أو تعليمية، وهذا ما يحتج عليه النازحون الفلسطينيون ويطالبون منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية في دمشق بالضغط على الوكالة لإيصال مساعداتها الغذائية والمالية والتعليمية إلى اللاجئين الفلسطينيين، كونهم مسجلين فيها وهم داخل الأراضي السورية وضمن أماكن عملها.

وأشارت الإحصائيات الأخيرة، التي صدرت عن الوكالة، إلى وجود 438 ألف لاجئ فلسطيني، منهم 420 بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، وفق أبو عيد، الذي أفاد بأن هذه الأرقام تشمل الفلسطينيين الموجودين في مناطق سيطرة النظام السوري، وتستثني الأسر الفلسطينية المقيمة في مناطق سيطرة المعارضة.

وتحت عنوان "نداء سورية الاستغاثي"، أوضحت الوكالة، عبر موقعها الإلكتروني، أن 438 ألف لاجئ فلسطيني في سورية على حافة الانهيار، ما يجعل من الصعب الحفاظ على العمليات التعليمية والصحية والغذائية والنقدية في البلاد.

بدوره، قال علي الأحمد، وهو من اللاجئين الفلسطينيين الذين اضطروا لمغادرة مخيم اليرموك، لـ"العربي الجديد": "الوضع صعب للغاية بالنسبة لنا، والعودة إلى بيتي في المخيم صعبة للغاية، بالكاد أعمل بقوت يومي وأستطيع تأمين الطعام لعائلتي، لا يمكن لي تحمل أعباء إضافية أخرى، مساعدات أونروا لا تُسمن ولا تُغني من جوع، مساعدات إسمية لا أكثر".

وأصدرت الوكالة تقريرا تحت عنوان "النداء الطارئ لسنة 2022 بشأن أزمة سورية الإقليمية"، أكدت فيه أنها ستقدم مساعدات إنسانية هامة من خلال المساعدات النقدية والسلال الغذائية العينية لنحو 420 ألف لاجئ فلسطيني في سورية، والمساعدة ستسهم في تلبية جزء من احتياجاتهم للبقاء على قيد الحياة. ومن بين هؤلاء، سيحصل 145000 لاجئ من أكثر اللاجئين ضعفا على 25 دولارا أميركيا للشخص الواحد شهريا، ويحصل باقي عدد الحالات على 18 دولارا أميركيا شهريا.

المساهمون