القراءة للأطفال بكل الأعمار تكسبهم حبّ المطالعة

30 يناير 2015
القراءة للأطفال تجعل الأوقات ممتعة ومفيدة(GETTY)
+ الخط -
تشهد الأجيال في يومنا الحاضر طفرة تكنولوجية لم يسبق لها مثيل. برامج جديدة وتطبيقات حديثة كل يوم. حتى الأطفال باتوا يمتلكون هواتف ذكية وأجهزة لوحية. زمن خسر فيه الكتاب أمام الآيفون والآيباد. لكن بالرغم من ذلك فإن بعض الآباء ما زالوا يحرصون على حماية أبنائهم من خطر التكنولوجيا، ويحاولون زرع حب القراءة لديهم بقدر ما يستطيعون.

أحدث الدراسات التي أجريت حول عادة القراءة لدى الأطفال الأميركيين، توصي الآباء بأن يقرأوا لأطفالهم منذ الصغر، ولا يتخلوا عن تلك العادة حتى بعد وصول الأبناء إلى سن يتمكنون فيها من القراءة بأنفسهم.

ووفقا للدراسة الجديدة التي أجرتها دار النشر الأميركية الشهيرة "سكولاستك"، وشملت نحو ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً، فإن الأطفال الأصغر سناً؛ وهم ممن تتراوح أعمارهم بين 6 و11 عاما يميلون إلى القراءة بشكل منتظم أكثر من أولئك الأكبر سنا، والذين قد لا يكون لديهم الوقت الكافي للقراءة بهدف التسلية أيام الدوام المدرسي، أو قد تشغلهم أمور أخرى كالإنترنت وغيره.

وعزت الدراسة ميل الأطفال (6 - 11 عاما) إلى القراءة المنتظمة إلى سببين وهما: حرص الآباء والأمهات على القراءة لهم، بالإضافة إلى تحديد الزمن المتاح لهم قضاؤه على الإنترنت، الأمر الذي يعني أن على الأهل الاستمرار في القراءة للأطفال لفترة عمرية تمتد إلى ما بعد المرحلة الأولى من حياتهم (0-5 سنوات). وقد تكون هذه النتيجة مفاجئة للكثير من الأهالي الذين يعتقدون أن عليهم التوقف عن القراءة لأطفالهم بعد بلوغهم سناً يستطيعون فيها القراءة بشكل مستقل.

ويرى الباحثون أن قراءة الآباء لأطفالهم حتى خلال المرحلة الدراسية الابتدائية أو الأساسية سيولد فيهم حب القراءة بشكل عام. إذ إن 41 في المائة من الأطفال (6-10 سنوات) والذين يواظبون على القراءة بشكل منتظم هم ممن يقرأ لهم بصوت مرتفع في المنزل.

ويقول خبراء الأدب إن القراءة للأطفال تمكنهم من سماع الكلمات أو القصص الأكثر تعقيداً من تلك التي قد ينتقونها بأنفسهم. كما تساعدهم في تطوير معرفتهم حول العديد من الموضوعات وتعريفهم إلى مصطلحات لغوية رفيعة.

ووفقا لكاثرين سنو، البروفيسورة في كلية الدراسات العليا للتعليم في جامعة هارفارد، فإنه ليس بالضرورة القراءة للطفل من كتاب، وإنما يمكن إشراكه في محادثة لمدة دقيقتين حول أمر ما على التلفزيون أو من الجريدة.

وَمِمَّا لا شك فيه أن أهمية القراءة للأطفال تتعدى النواحي التعليمية إلى النفسية أيضا، إذ توضح كريستين هارملينغ، أحد القائمين على الدراسة، أن القراءة للأطفال تخلق نوعاً من العلاقة الخاصة بينهم وبين آبائهم، مشيرة إلى أنها لا تعتقد أن الأباء يدركون أهمية الوقت الذي يقضونه مع أطفالهم خلال القراءة ودوره في حياتهم.
المساهمون