الأردن: إدخال مفاهيم التربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة في مناهج المدارس والجامعات

18 يونيو 2020
تمكين الشباب من مواجهة أضرار وسائل الإعلام (Getty)
+ الخط -
أعلن وزير الثقافة الأردني باسم الطويسي، الأربعاء، إدخال مفاهيم التربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة في مناهج المدارس والجامعات، وبناء قدرات ثلاثة آلاف معلم لتحقيق هذا الهدف، بعد إطلاق الخطة الوطنية التنفيذية للتربية الإعلامية والمعلوماتية التي ستستمر من عام 2020 إلى 2023.

وأوضح في مؤتمر صحافي أمس، أنّ الخطة تهدف إلى تطوير وعي المجتمع وتحسين قدراته بالتعامل مع مصادر المعلومات والإعلام، وبالتالي العمل على إثراء الثقة العامة في المجتمع الأردني، مشيراً إلى أن الحكومة تنظر إلى التربية الإعلامية من خلال هذه الخطة للاستعانة بها لحماية المجتمع من أضرار هذه التحولات.

وتُركّز الخطة على بناء القدرات والتعليم وبناء أطر تنظيمية ومؤسسية، وهي تمثل صورة للشراكة والتعاون بين الوزارات في الحكومة، إذ ستساهم في تنفيذ هذه الخطة وتستفيد منها في الوقت نفسه، إضافة إلى وزارة الثقافة والتربية والتعليم، والتعليم العالي والجامعات والشباب، ومكتب وزير الإعلام.

وأكد الطويسي أنّ الخطة تهدف إلى تمكين الشباب من مواجهة أضرار وسائل الإعلام والإعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي، التي تفرضها الاستخدامات غير المهنية، والمحتوى غير الملائم والضار لوسائل الإعلام، ومصادر المعلومات مثل الأخبار الكاذبة والإشاعات وخطابات الكراهية، والمحتوى الذي يدعو إلى التطرف والعنف، وكذلك تمكين أفراد المجتمع، وتحديداً الشباب، من حرية التعبير والتفكير النقدي والإبداع والريادة، والمساهمة في تحسين قدرات المجتمع الأردني للمزيد من الاندماج الاجتماعي والمشاركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ودعم جهود العدالة "الجندرية" في المجتمع الأردني، وتحسين قدرات المجتمع في ردم فجوات مشاركة المرأة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إضافةً إلى تعزيز مفاهيم حقوق الإنسان والحريات لدى الشباب الأردني، وتمكينه من التعبير عن نفسه، والمشاركة الديمقراطية الفاعلة، وتعزيز مفهوم المواطنة الرقمية.

وتشمل الخطة أربعة مجالات أساسية، هي:
أولاً، النظام التعليمي في المدارس بحيث تسعى الحكومة إلى دمج مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية في المناهج الدراسية لثلاثة صفوف دراسية، ودمج مفاهيم ومهارات التربية الإعلامية في الأنشطة الطلابية، وبناء قدرات نحو 3000 معلم على مدى هذه السنوات، وإنشاء أندية طلابية، وتطوير أداء الإذاعات المدرسية.

ثانياً، في مجال الجامعات الأردنية، فإنه يُستهدف بناء قدرات مجموعة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات أيضاً، وإيجاد مادة إجبارية ضمن المتطلبات الجامعية في الجامعات ودعم كليات إعداد المعلمين وكليات العلوم التربوية لكي تطرح مساقات للمعلمين في الخطة الدراسية، وإمكانية فتح برامج في الدراسات العليا في مجال التربية الإعلامية في إحدى الجامعات الأردنية.

ثالثاً، في المؤسسات الشبابية والهيئات الثقافية، ويُستهدف بناء قدرات وتدريب مجموعة كبيرة من الشباب تصل إلى 30 ألف شاب على مدى هذه السنوات في مراكز الشباب، وإنشاء وحدات لإنتاج المحتوى في مجموعة من مراكز الشباب.

رابعاً، المجتمع المدني، وهنا توجد أداة للشراكة الحكومية مع المجتمع المدني، إذ ستتعاون اللجنة الحكومية المخولة بهذه الخطة بالتعاون مع وزارة الثقافة مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني المعنية بهذا الجانب، ومن بينها معهد الإعلام الأردني، الذي يشمل تقديم منح لعدد من المؤسسات لكي تقدم مشاريع مبتكرة وجديدة في الوصول إلى المجتمعات، وتدريب وبناء قدرات في هذه المؤسسات، وإطلاق منصة للتدريب (أون لاين) في مجال التربية الإعلامية، وإنتاج عدد من الدورات التدريبية المسجلة ليستفيد منها أي شخص.

يشار إلى أنّ لجنة حكومية شُكّلت عام 2019 لمبادرة "التربية الإعلامية والمعلوماتية"، حيث أُعلن تشكيل الفريق الوطني للمبادرة، لتُقَرّ الخطة، وفي مطلع عام 2020 أعادت الحكومة أولوية (نشر التربية الإعلامية) ضمن أولويات عامي 2020-2021، ونُقل ملف التربية الإعلامية والمعلوماتية إلى وزارة الثقافة.

المساهمون