نازحو الساحل السوري يشتكون ضعف الخدمات في مخيماتهم

07 مايو 2020
ظروف صعبة يكابدها النازحون (Getty)
+ الخط -
تفتقر مخيمات ريف اللاذقية وريف إدلب، شمال غربي سورية، للخدمات الأساسية والبنى التحتية، كما تغيب عن بعضها المطابخ الرمضانية التي تساهم في تخفيف الأعباء عن النازحين، فضلاً عن النقص في الخيام الذي يجبر عائلات على تقاسم خيمة واحدة.

وأوضح الناشط الإعلامي حسام جبلاوي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ معظم مخيمات الساحل السوري "عشوائية تفتقر للبنية التحتية، خاصة الصرف الصحي، كما يعاني قاطنوها من تبعات تقلبات الطقس في فصليّ الصيف والشتاء على حدّ سواء، إلى جانب انعدام فرص العمل، فالمخيمات تقع في مناطق جبلية قليلة المواد، والنازحون يعتمدون على المساعدات التي تراجعت إلى حد كبير".

وأضاف جبلاوي "مخيم الأنصار، هو أكبر مخيمات جبل الأكراد ويضم نازحين من كافة مناطق سورية، والكثافة السكانية فيه كبيرة، وهناك خيام تضم عائلتين، وفي شهر رمضان هذا العام من الملاحظ أن المطابخ الرمضانية التي تديرها المنظمات غائبة، حيث كانت تلعب دوراً في مساعدة النازحين الذين يعانون في الوقت الحالي من ارتفاع الأسعار والفقر".

من جهته، أوضح مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني السوري في اللاذقية حسن درويشو، لـ"العربي الجديد"، أنّ "مخيمات الساحل يقطنها نازحون من ريف اللاذقية من جبلي الأكراد والتركمان، وهم أول من هجرتهم روسيا منذ تدخلها في سورية نهاية عام 2015، والخيام أغلبها لم تستبدل منذ أربع سنوات متوزعة ضمن مخيمات مسماة بأسماء، وأخرى عشوائية متفرقة".

وتابع درويشو "يعاني أهالي المخيمات في الساحل من سوء الصرف الصحي ومصارف المياه، ويقتصر الأمر على حفر فنية خاصة بكل خيمة، وهو ما يسبب انتشار الأمراض، كما يعاني النازحون من قلة الدعم الغذائي وانتشار البطالة عند أغلبهم بسبب عدم توفر فرص العمل وتردي الوضع التعليمي، ما سبب انتشار الفقر في المخيمات، حيث إن أغلب النازحين يعملون في قطع الحطب وبيعه لتأمين قوت يومهم لعائلاتهم".
وأضاف "في شهر رمضان الحالي، هيمن الفقر على أغلب المخيمات بسبب سوء المعيشة، وأغلب العائلات تنتظر وجبات الإفطار التي توزع مجاناً عند أذان المغرب ليتمّوا صيامهم".

وبيّن درويشو دور الدفاع المدني في خدمة النازحين في الوقت الحالي، قائلاً: "الدفاع المدني السوري يعمل بكل جهد على التخفيف من معاناة المدنيين بهذه الخيام، من خلال صيانة الطرق كحلول إسعافية لتسهيل حركة الناس والقيام بتنسيق الأماكن لبناء الخيام، وحفر الحفر الفنية للخيام لتصريف مياه الصرف الصحي، وفي الآونة الأخيرة يعمل على القيام بأعمال التطهير الوقائية من فيروس كورونا إضافة لتوعية المخيمات حول مخاطر الوباء".

وفي مخيم خربة الجوز بريف إدلب الغربي، الذي يضم نازحين من مناطق الساحل السوري، تبدو الأحوال أفضل نسبياً، إذ أوضح الناشط الإعلامي المقيم في المخيم مجدي فيضو، أنّ هناك منظمات إنسانية تعمل في الوقت الحالي على تقديم وجبات إفطار للنازحين، كما وزعت سلالاً غذائية مع حلول شهر رمضان، لافتاً إلى أنّ "أكثر ما يتأثر به النازحون في المخيم هو البطالة والأسعار المرتفعة".

وأكد فيضو، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الكهرباء لا تتوفر إلا ساعة أو ساعة ونصف ساعة يومياً، وذلك بسبب غلاء المحروقات، ويبلغ سعر الأمبير الواحد أسبوعياً 1000 ليرة سورية، وهذه مشكلة للنازحين في الوقت الحالي، كونه لا منظمات تعمل على دعم الكهرباء، ووضع المخيم مشابه لوضع باقي المخيمات الممتدة من منطقة الحنبوشية".

وعانى النازحون في مخيمات الساحل السوري من العواصف المطرية في فصل الشتاء، إذ تسببت العواصف والسيول باقتلاع خيامهم وتمزيقها، وقطع الطرق المؤدية إلى المخيمات. ويتخوف النازحون من ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف والأمراض كون مخيماتهم شبه معزولة.

وتشير إحصائيات محلية إلى أنّ عدد النازحين في مخيمات ريف اللاذقية يقدر بنحو 150 ألفاً في عام 2019، بينما لا توجد أي إحصائيات دقيقة صادرة عن جهة رسمية حول أعداد النازحين في الوقت الحالي، لا سيما أنّ بعضهم من ريف اللاذقية اضطروا للنزوح من جديد نحو ريف إدلب الغربي، على خلفية الحملة العسكرية الأخيرة لقوات النظام السوري التي بدأت في يناير/ كانون الثاني 2020، وتوقفت مع توقيع تركيا وروسيا اتفاق وقف إطلاق النار، في فبراير/ شباط الماضي.

دلالات
المساهمون