وتشير الأرقام التي نشرتها جامعة جونز هوبكنز إلى أنّ معدل الوفيات في السويد لكل مليون شخص، كان الأعلى بين دول الشمال، حيث وصل إلى 376، متقدّماً بذلك كثيراً على النرويج، التي سجّلت 44 وفاة لكل مليون شخص، والدنمارك 96، وفنلندا 55 وفاة. وهي البلدان التي لديها أنظمة رعاية وديموغرافية مماثلة، لكنها فرضت عمليات حظر صارمة.
وجاءت نتائج الدراسة في الوقت الذي حذّرت فيه فنلندا من أنّه سيكون من الخطر الترحيب بالسياح السويديين، بعد أن أشارت الأرقام إلى أنّ معدل وفيات الفرد في البلاد، كان الأعلى في أوروبا على مدى الأيام السبعة، بين 12 حتى 19 مايو/ أيار.
توقّعات مخيبة للآمال
قال عالم الأوبئة في السويد أندرس تيجنيل: "إن رقم الأجسام المضادة، كان أقل بقليل ممّا كنّا نعتقد"، لكنه أضاف أنّ الرقم يعكس الوضع قبل بضعة أسابيع، ولذا من المرجّح أن يكون الرقم قد ارتفع خلال الفترة اللاّحقة. ويعتقد أنّ نحو 20% من سكّان العاصمة، ربما أصيبوا بالفيروس.
ونفى تيجنيل أنّ مناعة القطيع، كانت هدفاً بحدّ ذاتها، قائلاً إنّ السويد تهدف بدلاً من ذلك إلى إبطاء انتشار الفيروس، بما يكفي لتستطيع الخدمات الصحية المواجهة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال تيجنيل لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إنّه من المحتمل أن تعاني البلدان، التي فرضت عمليات حظر صارمة، من موجات ثانية كبيرة من انتشار فيروس كورونا، في وقت لاحق من العام، أمّا هذه الموجة فستكون أصغر في السويد. وتوقّع أن "تعود موجة ثانية للفيروس في الخريف المقبل، وستكون السويد تتمتّع عندها، بمستوى عالٍ من الحصانة، وربما يكون عدد الإصابات فيها منخفضاً للغاية".
وكانت وكالة الصحة العامة، قد أشارت في وقت سابق إلى أنّها تتوقع حصول 25 في المائة من إجمالي عدد السكّان، على مناعة الأجسام المضادة، بحلول الأول من شهر مايو/ أيار. وعبّر توم بريتون، أستاذ الرياضيات الذي ساعد في تطوير نموذج التنبؤ الخاص، عن صدمته بأرقام الدراسة. وقال لصحيفة "داجينز نيهتر" المحلية: "تشير هذه النتائج إلى أنّ الحسابات التي قمت بإجرائها مع الوكالة كانت خاطئة تماماً".
من جهته، اعتبر، بيورن أولسن، أستاذ الطب في جامعة أوبسالا، أنّ مناعة القطيع هي نهج "خطير وغير واقعي". وقال لوكالة رويترز بعد نشر نتائج الأجسام المضادة: "أعتقد أنّ حصانة القطيع بعيدة جداً عن الحقيقة".
وكانت الحكومة، بحسب وكالة "رويترز"، قد أشارت إلى أنّ لديها هدفا متواضعا، بإجراء 100 ألف اختبار في الأسبوع، وركّزت بشكل رئيسي على اختبار العاملين في مجال الرعاية الصحية والأشخاص الذين يدخلون المستشفى. وفي إبريل/ نيسان الماضي، قدّر المسؤولون أنّ ثلث سكّان استوكهولم، كانوا سيطوّرون مناعة ضدّ "كوفيد-19"، بحلول أوائل مايو، ما يشير في وقت لاحق إلى أنّ استوكهولم، يمكن أن تصل إلى حصانة القطيع بنسبة 40 إلى 60 في المائة، بحلول منتصف يونيو/حزيران.
استراتيجية الدولة
اعتمدت الدولة على استراتيجية مختلفة لمحاربة الفيروس، اعتمدت فيها على المواطنين للتصرّف بمسؤولية. حيث أغلقت السويد المدارس لمن هم فوق 16 عاماً، وحظرت التجمعات لمن تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، كما طلبت من الناس تجنّب السفر غير الضروري، والعمل من المنزل والبقاء فيه إذا كانوا من كبار السن أو المرضى، لكنها لم تقفل البلاد.
وتُظهر الاستطلاعات أنّ الغالبية العظمى من السويديين، التزموا بشكل عام باستراتيجية حكومتهم، والتي تتناقض بشكل صارخ مع عمليات الإغلاق الإلزامي الصارمة التي يفرضها العديد من دول الاتحاد الأوروبي.
وكان بعض الأكاديميين السويديين، قد انتقدوا بشدّة هذا النهج، حيث ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس في البلاد، ليتجاوز بكثير عدد الوفيات في بلدان جيرانها في الشمال.
وفقًا لتقرير علمي، نُشر عبر موقع Ourworldindata.com كانت وفيات "كوفيد-19" في السويد، الأعلى في أوروبا لكل فرد، في متوسط، مدته سبعة أيام، بين 12 و19 مايو/ أيار.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من تعليق الآمال على مناعة القطيع كوسيلة لاحتواء الفيروس التاجي، قائلة الأسبوع الماضي إنّ الدراسات وجدت أنّ الأجسام المضادة موجودة بنسبة 1 إلى 10 في المائة فقط، من سكّان العالم.