زار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بعد عصر الخميس، مدينة مرسيليا، جنوبي فرنسا، للقاء البروفسور ديدييه راوولت، الذي بات معروفاً بكونه أبرز الوجوه الطبية المدافعة، في فرنسا وربما خارجها، عن استخدام عقار "هيدروكسي كلوروكين" لعلاج مرضى فيروس كورونا الجديد.
وجاءت زيارة ماكرون إلى المعهد الطبي الجامعي الذي يديره راوولت في وقت كان يتأهب فيه الطبيب وفريقه لنشر نتائج تجربة شملت 1061 مريضاً بفيروس كورونا الخميس. وبحسب صحيفة "ليزيكو" فقد أطلع راوولت الرئيسَ الفرنسي على نتائج التجربة التي أبدت نجاحاً لدى 91 في المائة من المرضى الذين تلقوا علاجاً أساسه عقار "هيدروكسي كلوروكين". لكنّ مسؤولاً في القصر الرئاسي قال لإذاعة "أوروبا 1" إنّ زيارة ماكرون، التي استمرت أكثر من ثلاث ساعات "لا تعني تصديقاً على فعالية العلاج".
وتعقب زيارة ماكرون إلى مرسيليا زيارة مشابهة قام بها، صباح الخميس، إلى مستشفى "كريملان - بيستر" جنوبي باريس، حيث التقى علماء وأطباء أطلعوه على تجربتين يقومون بهما للوصول إلى علاج مضاد للفيروس، الأولى في إطار تجربة "ديسكوفري" الأوروبية، فيما تحمل التجربة الثانية التي تتولاها مستشفيات باريس الحكومية اسم "كوريمونو". وذكر القصر الرئاسي، في بيان صحافي، أنّ زيارة ماكرون هذه تهدف إلى الوصول إلى تقييم عمليّ لـ"العلاجات المتاحة بأسرع وقت ضد الفيروس". ويرافق ماكرون البروفسور جان فرانسوا ديلفريسي، رئيس المجمع العلمي الخاص الذي يقدم النصيحة للسلطة الفرنسية بخصوص وباء كورونا الجديد.
ويبدو أنّ ماكرون يحاول الأخذ بمختلف الآراء العلمية والطبية في فرنسا قبل إعلانه قرارات جديدة حول سياسة بلاده لمكافحة الوباء، في كلمة متلفزة من المنتظر أن يلقيها مساء الإثنين المقبل. ومن المنتظر أن يكون تمديد العزل الذي تعيشه البلاد ربما أسابيع أخرى أحد هذه القرارات. وكان الرئيس الفرنسي قد عقد، أمس، اجتماعاً عبر الفيديو مع رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، حول "تطور الوباء في العالم، والاستراتيجية التي يتوجب اتباعها في فرنسا وأوروبا، وتسارع البحث عن لقاح إضافة إلى التحضير لمبادرة خاصة بأفريقيا" بحسب ما كتب الرئيس الفرنسي في حسابه على "تويتر".
ويوجه عدد من أبرز الوجوه الطبية في فرنسا انتقادات لآراء الدكتور راوولت حول العلاج بـ"هيدروكسي كلوروكين" آخذين على أبحاثه "عدم صرامتها" علمياً. لكنّ راوولت يتلقى دعماً من قسم كبير من الرأي العام ومن عدد من الوجوه السياسية المنتمية على وجه الخصوص إلى اليمين (حزب الجمهوريين) وأقصى اليسار (حزب فرنسا الأبية).
وتسجل مرسيليا، التي يقع فيها مستشفى البروفسور راوولت، واحداً من أدنى معدلات الوفيات بفيروس كورونا الجديد بين المدن الفرنسية، كما أنها تعدّ أكثر المدن الفرنسية إجراءً لفحوص كورونا.