وفي هذا السياق، عقد أطباء فلسطينيون من بلدة سلوان في ساعة متأخرة من مساء أمس، مؤتمراً صحافياً في البلدة، كشفوا فيه النقاب عن تسجيل 32 إصابة جديدة بالفيروس في البلدة، لتضاف إلى 19 حالة كانت قد سُجلت صباح أمس، ما يرفع إجمالي الإصابات في عموم القدس إلى أكثر من 80 إصابة.
وناشد أطباء سلوان، ومن بينهم الطبيب سامر الأعور، الأهالي ضرورة التزام منازلهم وإجراء فحص كورونا في البلدة التي يتجاوز عدد سكانها 70 ألف نسمة. فيما كشف جواد صيام، مدير مركز معلومات وادي حلوة لـ"العربي الجديد" عن ظهور نتائج عيّنات 15 شخصاً من عائلة أبو اسنينة في الحيّ، وهي مخالطة لابنها المصاب في الفيروس، وجميعها سالبة، أي غير مصابة.
وقال صيام: "تنتظر العائلة نتائج باقي العيّنات، وسيبقى جميع أفرادها في العزل حتى 23 من الشهر الجاري، مع إعادة الفحوصات لهم خلال الأيام القادمة".
وجددت لجنة أطباء سلوان في اجتماع لها مطالبتها لأهالي البلدة بإجراء فحص كورونا في مراكز الفحوصات التي فُتحَت أخيراً، خلال الأيام المقبلة، لمعرفة حجم انتشار الوباء وأسباب الإصابة.
وأضافت اللجنة أن إجراء الفحص مرة واحدة لا يعني أن الإنسان لن يصاب بالمرض، ففي حال ظهور أي أعراض، يجب عليه إعادة الفحص.
وشددت على ضرورة البقاء في المنازل وعدم الخروج والتجمع خارجها إلا للحالات الضرورية، مع اتخاذ كل إجراءات الوقاية اللازمة، مؤكدين أن هذه الأوقات ليست عطلة وليست للزيارات العائلية، بل هي فترة تحتّم على الجميع عزل أنفسهم داخل منازلهم لحماية أنفسهم وغيرهم.
وشددت على ضرورة التعاون بين العائلات والمؤسسات والشخصيات في هذه المرحلة، لوضع الاستراتيجيات والخطط وتنفيذ إجراءات الوقاية من الفيروس سريع الانتشار، وتفاصيله غير معروفة بالكامل حتى اللحظة.
واستهجن الأطباء الثقافة الخاطئة حول فيروس كورونا، ومحاولة إخفاء المريض أو عائلته مرضه أو عدم إجراء الفحص، وقالت اللجنة: "إن كورونا ليس مرضاً خطيراً ولا عيباً، وعلينا الفحص والإعلان للناس والمخالطين والأقارب ليكونوا على دراية، ولإجراء الفحص، وبالتالي حماية عائلاتهم ومحيطهم".
وأوضحت لجنة أطباء سلوان أنه فُتحَت مراكز لإجراء فحوصات للمقدسيين الذين يحملون الهوية الإسرائيلية والذين يعيشون خلف الجدار، وتطرقت إلى تقصير وزارة الصحة الإسرائيلية في عدة نقاط بالتعامل مع المقدسيين خلال هذه الأزمة، سواء بالفحوصات وتأخير فتح مراكز فحص في القدس، أو عدم توافر الخدمة باللغة العربية، وعدم إجراء التحقيق الوبائي وكشف خريطة سير المصاب، بالإشارة إلى رقم المصاب فقط دون ذكر الاسم مع أماكن تواجده.
وفي لقاء خاص لـ"العربي الجديد"، حذّر الناشط فؤاد أبو حامد، مدير مركر بيت صفافا الطبي من التسارع الكبير في أعداد المصابين بالفيروس في صفوف المقدسيين أخيراً، وقال: "الحديث الآن يتجاوز الأعداد التي كنا قد رصدناها حتى قبل أمس الأول، إذ تجاوزت أعداد المصابين الثمانين إصابة، بعد أن كانت حتى ظهر أمس تراوح ما بين 60 إلى 70 إصابة".
وأضاف: "حتى اللحظة، لا يوجد إفصاح من قبل وزارة الصحة الإسرائيلية عن عدد المصابين بفيروس كورونا في القدس الشرقية المحتلة، مع أنهم يقومون بالفحص ونشر إحصائيات حسب توزيع الأحياء لديهم في القدس الغربية ذات الأغلبية السكانية اليهودية".
وحذر أبو حامد من وصول الوباء إلى القدس الشرقية، ما يستوجب زيادة الوعي في صفوف المقدسيين لتجنب انتشاره بنحو أكبر.
وأشار إلى أن الفحوصات التي أجريت قبل عشرة أيام كانت بمعدل بسيط يتراوح ما بين 200- 300 فحص.
وقال: "ما زالت لدينا مشكلة في الأحياء خلف جدار الفصل العنصري، خاصة في مخيم شعفاط وكفر عقب، ومن أراد إجراء فحوصات من هذه الأحياء يتعذر عليه ذلك، لصعوبة تخطي حواجز الاحتلال واستحالته، ما يفاقم من المشكلة. لهذا، لا يوجد لدينا إحصائيات حقيقية لأعداد المصابين خارج الجدار، فيما نحن نتحدث أيضاً عن آلاف المقدسيين الذين هم خارج المعادلة ولا يستطيعون إجراء الفحوصات لعدم حيازتهم بطاقات هوية تمنحهم حقوق العلاج الصحي".
هذا، وتستمر حالة الإغلاق المفروضة على بلدة بني براك، وعلى 17 حياً في القدس المحتلة، التي سجلت فيها أكبر نسبة من الإصابات بالمرض.
وارتفع صباح اليوم عدد الوفيات بفعل الإصابة بفيروس الكورونا في دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى 110 وفيات، فيما وصل عدد المصابين بالمرض إلى 11235 حالة.
وسيبدأ مستشفى هداسا في القدس، اليوم، تجريب عقار أفيغان الذي جُلب من اليابان على المصابين بكورونا بحالة طفيفة ومتوسطة، بعد أن ثبت بحسب ما أوردت صحيفة يسرائيل هيوم نجاح هذا الدواء في الحدّ من مضاعفات المرض، ومنع تدهور حالة المصابين.
كذلك سيُبدأ أيضاً باستخدام دواء آخر حُصل عليه من اليابان، وهو Camostat Mesylate الذي صُدِّق عليه في اليابان، وهو يُستخدَم لمعالجة مرضى يعانون من التهابات في البنكرياس، وحصلت إسرائيل على 7000 قرص من هذا العقار.